اعمدة طريق الشعب

التظاهر حق للرياضة والرياضيين !/ منعم جابر

مثلما هي بقية قطاعات المجتمع العراقي فأن للرياضة والرياضيين كل الحق في ان يتظاهروا ويطالبوا بحقوقهم وان يرفعوا اصواتهم عالية من اجل اجراء الاصلاح والتغيير في القطاع الرياضي الذي عانى ويعاني سطوة الجهلة والفاشلين والمعششين في مفاصل الرياضة منذ سنوات طويلة دون ان يقدموا للرياضة واهلها عملا مقنعا ولاموقفا عمليا لخدمة الرياضة واهدافها. وبالامس اخفقت رياضتنا في الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو 2016 واعلنت اولمبيتنا الموقرة عن كشف الحساب واكدت على انها ستحدد التقصير وتحاسب المقصر فردا كان او اتحادا لكن الحال لم يكن كما ارادت الجماهير وارتفعت الاصوات لكن الجميع تجاوزوا العاصفة وانحنوا امام ريحها القوية حتى انتهى الحال كما بدأ هادئا دون حساب او كتاب ! وصار هذا السلوك منهجا لقيادة رياضتنا (العليلة) والمتراجعه. وتكرر الحال مع المنتخب الوطني العراقي في معترك تصفيات كأس العالم لعام 2018 في روسيا فبدأت النتائج العراقية باهتة وضعيفة وتحول فريقنا الى محطة استراحة لفرق المجموعة حيث خسرنا امام استراليا والسعودية واليابان والامارات وفزنا فقط على الفريق التايلندي الضعيف هذا كان في الدور الاول وبدانا مرحلة الاياب يحدونا الامل بنتائج افضل لتحسين الصورة والموقع والحال لكن الذي حصل كان اسوأ مما كان حيث تعادلنا مع استراليا في ملعبنا المفترض وخسرنا امام المنتخب السعودي بهدف دون رد ليتاكد خروجنا المبكر من التصفيات !! وكان هذا الخروج المبكر من التصفيات العالمية صعقة وصفعة للكرة العراقية لم تتحملها الجماهير ولم يستوعبها مشجعو الرياضة وعشاقها. هنا برز دور النخب واللاعبين الكبار والاعلاميين والمشجعين وعشاق اللعبة ليستنكروا هذا الواقع المر ويطالبوا بالتغيير والاصلاح وكان اختيارهم حضاريا وموقفهم اخلاقيا يوم دعوا الى تظاهرة جماهيرية لنجوم الكرة السابقين وجماهيرها والاعلام الرياضي والمدربين والمختصين بكرة القدم. وفعلا حضر هذا الحشد الجماهيري الكبير ومارس دوره بشكل حضاري وسلوك انساني مطالبا قادة كرة القدم بالعمل على تصحيح مسار اللعبة وابعاد غير الكفوئين والكسالى عن الساحة الكروية وتحميل من تسبب في هذه النكسة الكروية مسؤولية ماحصل في هذه التصفيات. لقد كان نجوم كرة القدم مثالا للانضباط والاتزام في تظاهرتهم الحضارية على الرغم من محاولات البعض استفزازهم والصاق التهم بهم لجرهم إلى بعض التصرفات غير المسؤولة ! الا ان نجوم الكرة وابطال الرياضة مارسوا حقهم المشروع بالتعبير عن رفضهم لقيادات فاشلة من خلال اساليب راقية ونموذجية وبالتظاهر السلمي والمطالبات المعقولة ليكونوا مثالا للرياضة والرياضيين. اما ان يحاول البعض ان يصور التظاهرة ومن شارك فيها على انهم اصحاب مصالح ومآرب اخرى فهذا موقف غير مقبول ومسعى لابقاء الحال على ماهو عليه من تخلف وتراجع وضياع للكرة ومستقبلها.. ولنا عودة.