اعمدة طريق الشعب

تحفوية جذع النخلة .. المؤسسون في الذاكرة ! / حسين الذكر

شكراً، لقد مرت مباراة العراق والاردن او التجربة الاولى على طريق رفع الحظر الكلي بالنجاح ، حيث ظهرت اجواء الحدث جميلة هادئة تنسجم مع رتابة العرض الفني للمباراة ، مع حماسية الجماهير واحتفاليتها بواحدة من وقائع تاريخنا الكروي الحديث ، حيث يؤمل ان تسجل ملاحظات وتدون ذكريات شعبية واعلامية ورسمية ، قد تدفع بالفيفا على تبني مواقف اكثر ايجابية اتجاه الكرة العراقية ، اذا ما وفقنا بالخطوات التالية ، التي ينبغي ان نهيئ فيها عدد اكبر من المناسبات والمباريات الاكبر على ان تكون اقوى فنيا واكثر جاذبية ، مما اتت به مباراة العراق والأردن ، اذ ان لاسم الفرق المتبارية واسم النجوم وقعا يجب ان نستغل رفع الحظر المؤقت فيه ،ونسعى جاهدين لتامين مباريات دولية ، على قدر المسؤولية ، تليق بالجماهير وعطشهم ، بعيدا عن المجاملات والترقيعات وعطب العلاقات ، الذي لا نجد منه سوى المصلحة الشخصية وما يدور بالقرب منها وفي فلكها .
الحق يقال ان اخراج المباراة تلفازيا وطريقة النقل كانت بمستوى احترافي ، استطاع فيه المخرج والملاك المساعد اظهار معالم البصرة كمدينة حضارية والملعب كتحفة رياضية عالمية ، بشكل جميل جدا ، لا يقل ، عما نراه في النقل المتطور لمباريات وبطولات اوروبا وغيرها ، مما ساهم بشكل او باخر ، بنقل صور ولقطات ابداعية سيكون لها الاثر الطيب ، في نفوس المتلقي المحلي والعربي والعالمي ، فضلا عن بقية المؤسسات المعنية، بمتابعة الحدث الكروي العراقي ،ويمكن ان تبني عليه قراراتها المقبلة ، وهذا ما نتمناه ولمسناه من خلال نتاج الشاشة في موقعة جذ ع النخلة .
بالتأكيد هناك جهد في اداء واجب رسمي يشكر قامت به جهات عدة ، كوزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة ومجلس محافظة البصرة والاعلام والجماهير وقوى الامن وحمايات الملاعب ... والكثير من المؤسسات التي بتكاتفها وصلنا الى هذه المرحلة الايجابية ، التي نتمنى ان يستمر زخمها وبتحفيز وتشجيع حكومي متواصل واضح ، كي نصل الى الهدف المطلوب برفع الحظر الكلي . هنا يجب ان نعمم التجربة لتصل الى بقية الملاعب في كربلاء واربيل ، لنبدأ مرحلة التطلع الفعلي لرفع الحظر ، لنعيشه واقع ملموس ، نستطيع من خلاله تنظيم البطولات والمباريات والاحداث الكبرى، وان لا نبقى ندور في افلاك وامنيات وتطلعات مهرجانية اعلامية شعاراتية تقام هنا وهناك ، محاولين فيها خلق انجازات قد لا تلبي الطموح الفعلي .. فان ما حدث في البصرة خطوة جيدة مباركة للجميع ، لكنها غير مبتورة ولا جامدة ولا نهائية ولا هي الطموح او اخره ، بل ينبغي ان تكون نقطة الشروع والانطلاق، لما هو افضل ولبقية المواقع العراقية المتعددة .
حينما نشاهد تلك المشاهد الراقية ، التي وفقنا لنؤسسها ، على ارض اغلب محافظاتنا ، حيث ولدت المدينة الرياضية في البصرة بجذع نخلتها المفخرة وبملعب كربلاء وبقية الملاعب التي تمضي قدما ، مهما كانت العراقيل وستجد طريق النور يوما قريب .. كلها تمت بفضل اصحاب الفضل الاوائل ، ممن ووضعوا الحجر الاساس ومهدوا الطريق لإقامة اكبر بنية تحتية رياضية غير مسبوقة بتاريخ العراق ، بعد ان كنا نستمرئ الارشيف الطنبوري على ملعبي الشعب والكشافة ، فيما اليوم وبفضل همة وجهود الوزير السابق جاسم محمد جعفر الذي اسس بحق اكبر منظومة ملاعب بكل المحافظات وبجرأة وجدية ورؤيا واضحة المعالم ، حتما سيكون اثرها اوضح واقدر على التعبير ، عن جدواها وانفاسها الخيرة ، في المستقبل القريب، لدرجة أننا سنباري ونسابق بلدانا مجاورة متطورة علينا في كل شيء ، الا ان ملاعبنا ستكون الاكثر والافضل والاحدث .. كما يجب ان لا ننسى جهودا اخرى متعددة كان لها دور فعال وجهد متميز ، خصوصا في تأسيس المدينة الرياضية بالبصرة ، كجهود الدكتور باسل عبد المهدي وكذا الاستاذ عصام الديوان ... واخرين نتمنى لهم التوفيق .. كي تبقى حقيقية وصورة مشهد التأسيس واضحة وان لا تغطيها حادثة هنا او هناك .