اعمدة طريق الشعب

«شهداء تربية الديوانية».. ماذا عن الآخرين؟ / عادل الزيادي

حينما يدخل المنتسب او الضيف الى مبنى مديرية تربية الديوانية، وتحديدا إلى قاعة الاستعلامات، يواجه لوحة مزججة دوّن عليها «شهداء مديرية تربية الديوانية».
قادني فضولي إلى ان اتبصر في تلك اللوحة، واطلع على بعض من محطات حياة الشهداء وخصوصياتهم المثبتة اسفل صورة كل شهيد. فالعملية بعمومها تسر النفس ومن حق اية مديرية او دائرة ان تفخر بشهدائها الذين لم يبخلوا بدمائهم في مواجهة الطغيان، والحفاظ على سيادة بلدهم. كما ان لعائلات الشهداء أيضا، حق الفخر والاعتزاز بأبنائهم واستذكارهم، ولكن ليس بهذه الطريقة البائسة التي لا تليق بهم. فاللوحة تعبة ويعلوها التراب حتى تبدو وكأنها لوحة اعلانات. وهذا ليس مغزى الكلام, بل ان ما نريد الاشارة والتعليق عليه، هو ان اللوحة تضم صور عشرة شهداء أو أحد عشر شهيدا، ومن حق اي مواطن من اهالي الديوانية أن يتساءل هل ان هؤلاء هم كل شهداء مديرية تربية الديوانية؟ أم ان هناك تغاضيا عن بعضهم (بقصد او بدون قصد)؟
من كان في سلك التعليم بمدينة الديوانية، يعرف جيدا الكثير من الشهداء التربويين الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل وطنهم، وأعدموا على أيدي جلاوزة النظام الدكتاتوري البغيض.
من حق عائلات الشهداء وذويهم، مطالبة مديرية تربية الديوانية بحق التعريف بأبنائهم الشهداء، وهو أقل شيء يمكن أن يقدم إلى الشهداء ازاء تضحياتهم الجسيمة. فتربية الديوانية حافلة بالشهداء من الشيوعيين والديمقراطيين والاسلاميين والمستقلين. فلماذا نبخل عليهم بهذا الحق؟ واين هم من لوحة الشهداء؟ أين محمد الخضري، فوزية محمد هادي، عدنان حسين، محمد صادق العلي، عبد الامير عباس، رحمن حسين، شاكر داخل البدري، عبد الزهرة محمد حسن، هادي حميدي مطلك، عبد الإله عبد الله ناصر، عبد الرضا باقر، عبود خليفة حمدان، عبد علي شاكر الحلو، باقر الموسوي، وغيرهم؟ ونضيف إلى هذه القائمة محافظ الديوانية السيد جمال كاظم حسوني الزاملي، الذي كان هو الآخر مدرسا، واستشهد على أيدي جماعة غادرة. فلماذا يصبح هؤلاء في طي النسيان؟
نقترح على مديرية تربية الديوانية تشكيل لجنة تتصل بالقوى والأحزاب السياسية، لتعرف منها أسماء الشهداء التربويين، لكي تدونها على اللوحة، وتصبح بحق «لوحة للشهداء» يفخر بها الجميع، وعلى أن تثبت في مكان مناسب.