اعمدة طريق الشعب

كارثة انسانية / كفاح محمد مصطفى

قال النائب الاول لمحافظ بغداد جاسم البخاتي لجريدة (المدى) ان بغداد تضم 600 منطقة عشوائية. وانها مناطق مهددة بالفيضانات بسبب الامطار المقبلة. يا سادة يا كرام ان العشوائيات لم تصل الى هذا العدد المرعب لولا سوء ادارة ملف الاسكان ما ادى الى هذه الكارثة الانسانية ولا احد يعلم كم سيصل عدد العشوائيات في السنوات القادمة. لقد كتبت في هذا العمود بتاريخ 14 نيسان 2008 ما يلي: (دعت وزارة الاعمار والاسكان الجهات ذات العلاقة الى تهيئة الاراضي لاقامة المجمعات السكنية فيها. وقالت وزيرة الاعمار والاسكان انه على الرغم من وجود ساحات واسعة من الاراضي المخصصة للاسكان الا ان مشكلات عديدة تعرقل امتلاكها واقامة المجمعات السكنية عليها لانها اراض زراعية الامر الذي يتطلب من الجهات ذات العلاقة كأمانة بغداد ووزارة البلديات اتخاذ الاجراءات اللازمة لاستغلالها).
يتساءل المظلومون في الارض العراقية اذا كانت خمس سنوات قد مضت على سقوط النظام الدكتاتوري السابق ولم تتمكن الجهات ذات العلاقة من حل اشكالات ادارية روتينية سهلة كتحويل جنس الاراضي من زراعية الى سكنية علماً بانها تقع في قلب العاصمة بغداد فكم سنة سنحتاج لرؤية الاحياء والمدن السكنية الجديدة التي طالما حلمنا برؤيتها؟ ايها السادة ان المظلومين في الارض العراقية في بيوت الصفيح وفي الاكواخ والخيام بل وحتى في المقابر يسحقون سحقاً بين سندان الطبيعة التي لا ترحم بحرها اللاهب وبردها القارس وبين مطرقة الشفلات التي لا ترحم ايضاً تلاحقهم من مكان الى آخر لتهدم اكواخهم بحجة التجاوز على ارض الدولة التي لم تتمكن طوال خمسة اعوام من تحويل الاراضي الزراعية الى اراض سكنية وهي لا تحتاج الى اكثر من جرة قلم، نعم جرة قلم يمسك به من يرى ويعايش ويحس ويلمس آلام المظلومين في الارض العراقية وليس من يهمه لمس رواتبه ومخصصاته الخيالية وليذهب البلد ومن فيه الى الجحيم.
وكتبت في هذا الصدد بتاريخ 14 آيار 2008 ما يلي: (تصريحات كثيرة صدرت من السادة المسؤولين وهي تزف بشرى تخصيص اراض واسعة لبناء مجمعات سكنية عليها من ضمنها اراضي معسكر الرشيد السابق في الرصافة واراض في الكرخ ايضاً ان مشكلة السكن في العراق ليست مشكلة اراض فمساحة العراق تعادل مساحة دول اوربية وتلك الدول لا تعاني أزمة سكن ان المشكلة هي في تخصيص الاموال اللازمة لبناء مجمعات سكنية والتعاقد مع شركات لتنفيذ ذلك فمتى ما تم توقيع عقود ولو بالاحرف الاولى مع تلك الشركات فسوف نستبشر خيراً. تقول بعض تلك التصريحات انها تنوي بناء مدن ترفيهية واخرى رياضية بالاضافة الى مدن سكنية رفقاً بنا نحن المظلومين في الارض العراقية فان قلوبنا لا تحتمل كل هذا الرفاه وهذه السعادة المفرطة فقد يموت بعضنا لا سمح الله بـ(الفرحة القلبية) نعم بالفرحة القلبية تكفينا فقط المدن السكنية في الوقت الحاضر وهذا اقصى ما يتمناه سكان الاكواخ الطينية وبيوت الصفيح وهي تملأ فراغات العاصمة بغداد وبقية مدن العراق). هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 14 أيار 2008 وما زلنا نعيش في كارثة انسانية بامتياز من ناحية السكن.