اعمدة طريق الشعب

فضائح رونالدية .. بين الاولمبي والوطني ! / حسين الذكر

كيفية التعاطي مع الاخر دليل على النمو العقلي الصحيح، فالعقل والتخطيط يجب ان يسود فهو معيار النجاح والفشل، فالسيرة والانجاز وما يتحقق على ارض الواقع بالفعل، من سلوكيات وبناء بيئة مجتمعية صالحة، بعيدا عن اليافطات البراقة الخادعة المضللة، اذ ان اغلب الشعارات الفاسدة - للاسف الشديد - كانت وما زالت ترفع زورا، لا تمثل الواقع، وبالتالي ينتهي بها الامر الى فشل وسقوط وهاوية وهلاك. نحن هنا لا نتحدث من الخيال او الوعظ الفارغ، فان التاريخ القريب - يحدثنا عن فاسدين سقطوا سقوطا مروعا، برغم شعاراتهم التي لا تمت الى سلوكياتهم بصلة ..
تقول الحكمة الفلسفية القديمة : (استمل الصالحين وانبذ المعوجين يستقم المعوجون، ان تصريف شؤون الحكم يقوم على استعمال من يصلح له وما من سبيل لذلك، الا ان تكون اخلاق الحكام صالحة) ..والصلاح لا يعبر عنه بالشعارات والشكليات، بل انها برامج وسلوكيات حكومية على الارض وبتماس مجتمعي يومي، وقد سُئل كونفوشيوس: متى تستمر الحكومة بقوة فقال: ( اعلم ان تركيز الثروة هو السبيل الى تشتيت الشعب، وتوزيعها هو السبيل الى جمع شتاته، وستكون الحكومة كذلك، حينما يكون الشعراء احرارا بقرض الشعر والكتاب احرارا بقول الحق، والوزراء احرارا بإسداء النصح، والفقراء احرارا في التذمر من الضرائب، والطلاب احرارا بالتعلم، والشيوخ احرارا بتخطئة كل شيء) .. قطعا كان ذلك قبل ثلاثة الاف سنة او اكثر، وها نحن في عصر العولمة والانترنت، وقد اصبحت الرياضة جزءا لا يتجزء من مفاصل حياة الشعوب والمجتمعات والحكومات والدول، اذا ما فسد قطاع بها تاثرت بقية القطاعات او عبرت عما يجري في الأخريات. فلا يمكن لقيادة ان توصف بالصالحة وقطاع مجتمعي كامل ينخر في كل اركانه فساد وغش وتزوير.
بعيدا عن التزويق والتبرير، حينما اعتلى كرستيانو رونالدو سدة منصات تتويج الكأس الذهبية الخامسة كافضل لاعب في العالم قبل ايام، تذكرت جيلنا الاولمبي الذي هزم البرتغال ومعهم رونالدو (هذا بدمه ولحمه) ، اذ كان يلعب مع بلاده البرتغال في اولمبياد اثينا 2004، بعمر( 19) سنة ، اضف اليها ثلاث عشرة سنة خلت يكون عمره ( 32 ) سنة، وهو عين ما مسجل ومثبت بالحقيقة في نفوسه و معلن عنه اعلاميا .. وقد قال بعد التتويج انه يتطلع الى ( السادسة والسابعة) وربما اكثر من ذلك .. اي سيلعب سنوات اخرى مقبلة .. في وقت قد اعتزل كل جيل منتخبنا الاولمبي 2004 واغلبهم يعملون في التدريب منذ سنوات ومواسم، قد تكشف حقيقة التخطيط والمصارحة التي تعيشها كرتنا ورياضتنا ومن خلالها فقط، يمكن ان نستدل ونفهم، لماذا فازت البرتغال ببطولة اوربا وتنافس الان على مونديال روسيا 2018، فيما منتخبنا متخلف بتصنيف ما فوق المائة وبعيد عن كل البطولات حتى الاقليمية منها ..