التحالف المدني الديمقراطي

بصرة التيار الديمقراطي المدني / حيدر سعيد

الانتخابات النيابية القادمة معركة حقيقية سلمية مصيرية بين الفساد و النزاهة، بين السراق للمال العام و المخلصين، بين الارهابيين و حلفائهم و المناضلين , بين الهوية الوطنية العراقية، و الطائفية المقيتة , بين العدالة الاجتماعية و الظلم الاجتماعي، بين الاستمرار في تجويع الناس و افقارها , و عدم توفير الخدمات الضرورية لها و بين التنمية و تدوير عجلة البلاد الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية , بمن يؤمن الخدمات الضرورية لأبناء شعبنا العراقي . خاصة ً و ان تجربة السنوات العشر من الانتخابات افرزت الطالح من الصالح , و بينت المستور و كشفت عورات مافي?ت الفساد , واصبت الامور واضحة و جلية امام اعين الناس , و ليس هناك من لا يدرك ذلك الا اعمى البصر و البصيرة .
نقول ان الذهاب الى الانتخابات مسؤولية وطنية , و حق على ان يرافقها وعي انتخابي لاختيار الافضل و الاجدر و الاكفأ ...
في الانتخابات النيابية القادمة سيكرز اما ان السير بالوطن نحو اسعاد شعبه و وحدته و قوته و شموخه او العكس , كما الانتخابات السابقة حيث وجدنا الفائزين بدل ان يتصدوا لموروث النظام الفاشي و ثقافته و اجهزته الادارية الفاسدة ( الطاردة ) لكل ماهو نزيه و مخلص و وفي لوطنه و شعبه , المتصدين للفساد و الفاسدين و كاشفي الوجوه الكالحة المعتاشة على الرشوة و النهب ( دون وجع كلب ) على حساب الوطن و المواطن ، بدل ذلك راحت تتعارك على السلطة واضعة مصالحها الخاصة و الذاتية في قراراتها و تشريعاتها , الى ان اوصلت البلاد بنظامها ا?محاصصي الطائفي الى الازمات الخانقة و الخطيرة التي قد تقود البلاد الى كارثة حقيقية لا تحمد عقباها .
نقول : ان تجربة الانتخابات السابقة و ما افرزته من فوز , كتل تنفذت و تكرش اصحابها ( حتى عادوا بلا رقاب ) على حساب بطون خاوية اثقلها الجوع و افترسها المرض , تدفع قوى التيار المدني الديمقراطي ان يشمرن ذراعه و يوحد جهوده و تتآلف قواه الوطنية على مشروع وطني ديمقراطي مدني عابر للطوائف و المحاصصة من خلال القراءة المتأنية المسلمة بكل سلبيات و ايجابيات تجربة السنوات العشر, و الخروج ببرنامج عمل يلبي طموح الغالبية من ابناء الشعب على اساس مبدأ المواطنة و المهنية و النزاهة و الاخلاص و العدالة و المساواة , وهي مدعوة منذ?الان ان تكثف جهودها و لقاءاتها و تشاورها لانضاج البرنامج الوطني الذي يغطي المرحلة القادمة و يلبي متطلباتها , على ان تأخذ هذه القوى الديمقراطية المدنية مصلحة الشعب بمسؤولية وطنية عالية بعيداً عن المصالح الذاتية الضيقة , و اذا لم تستفد قوى التيار المدني الديمقراطي من تلك التجربة , و ماصاحبها من اضرار و تشظي وما لحق بها , فأنها ستفسح المجال امام الكتل المتنفذة التي انتجت الازمات ان تواصل دورها في انتاج الازمات.
صحيح ان مسؤولية التيار الديمقراطي المدني كبيرة و صعبة في ظل هذه الظروف المعقدة , لكن ما يبشر بتفاؤل هو الوعي الذي بدأ يتصاعد لدى ابناء شعبنا , وهو يشجع التيار هذا ان يكون حاضراً و فاعلاً و مؤثراً .
لكنه يحتاج ان يبذل قصارى جهوده المخلصة , وخبرته المتراكمة التي يجب ان يضعها متماسكاً موحداً حيث تكون الجماهير و الاصغاء الى مطالبهم عن قرب و تجسيدها في برنامجه كما عليه ان يضع الكفاءات الوفية لتربة هذا الوطن و شعبه و التي تتمتع بسمعة اجتماعية طيبة واسعة و تاريخ نضالي مشرق و مواقف وطنية مشرفة ثابتة , و شجاعة في التصدي للمتجاوزين على حقوق الفقراء لان المرحلة القادمة لا تتحمل الفاسدين و الناكثين لوعودهم و الانتهازيين .