التحالف المدني الديمقراطي

لماذا قائمة مدنية ديمقراطية عريضة وواسعة؟ / عادل الزيادي

لاشك ان الازمات التي عصفت ولاتزال تعصف بالواقع العراقي لهي وريثة السياسات المرتكزة على تفعيل المحاصصات الطائفية والوضع برمته لا يكاد ان يخرج عن هذا. فلنبدأ بمن يتحمل المسؤولية في ذلك .. وحتى تكون تقديراتنا اقرب للدقة والواقع كان علينا ان نقول: ان غزو العراق من قبل القوات الامريكية جاء بمشاريع عدة واحداهما او بالاحرى اهمهما هو المشروع الطائفي واعتماد المكونات الطائفية (الاساسية كما يسميها البعض) في رسم سياسة البلد .. ان هنالك بعض القوى السياسية المحلية كانت تتناغم او بالاحرى رحبت (ولو بخجل) بهذا المشروع بعدما تلبست باللباس الوطني (ح?نما كانت في صفوف المعارضة) ونادت بمشاريع وطنية لانقاذ العراق ولكن ما ان خرج المشروع الطائفي الى حيز الوجود حتى سال لعابها لانها اعتقدت وتعتقد انها سوف تكسب الكثير منه وفعلا تحقق لها ذلك ولكنها اضاعت المصلحة الوطنية العليا التي طالما تمشدقت بها كثيرا قبل سقوط النظام وبالتالي ان جميع الاطراف التي دغدغت عواطفها المشاريع الطائفية تتحمل وزر هذا الواقع المأساوي ... كما وان السياسة الامريكية تفهم جيدا مدى تنامي الوعي الوطني لدى العراقيين طيلة العقود المنصرمة بسبب شيوع نشاطات الاحزاب الوطنية واليسارية وفي مقدمتها ?لحزب الشيوعي العراقي .. وتعي جيدا ان لامناص من تحجيم هذه الافكار الوطنية الا بطرح المشروع الطائفي البغيض وتعده خطوة لمسخ الروح الوطنية للعراقيين ... وازاء هذه اللوحة تبقى مسؤولية القوى الوطنية والديمقراطية كبيرة وجسيمة والتي تجذرت بين اوساط كبيرة من الجماهير وحتى من حقب الاحتلال البريطاني للبلد. فمهمة القوى الوطنيه والديمقراطية تتركز فى التوجه الجاد فى خلق مشتركات وارضية مناسبه لتبادل الرؤى ونبذ الاختلافات لانقاذ البلاد من المحنة، ولاسيما آن بعض الكتل السياسية تسعى جاهدة ألى جعلها امرا واقعا لابديل عنه وا?فاء حاله من التراجع والنكوص علي القوى المدنية والديمقراطية ... ولكن لأمر مفرح ان القوى المدنية والديمقراطية فهمت دورها ومهامها الاساسية ولكنها مصابة بشلل التشتت والتبعثر مما يترتب عليه فقدان الجماهير المعدل عليها في التغيير وايجاد بديل لهذا الواقع .... ولكن الفرصة لاتزال سانحة لتعزيز ثقة الجماهير بجهود هذه القوى ومشروعها في التغيير ولاسيما ان الظرف مؤاتية دون شك وبعدما عزمت الجماهير على ضرورة تغيير الواقع الذي اتسم بالفساد والمحسوبية والانجرار وراء المصالح الخاصة سواء الحزبية ام الشخصية وتردي الواقع الام?ي الذي بات يهدد حياة جميع المكونات واصبحت التصريحات من لدن بعض المسؤولين اكثر مباشرة (من ان القادم سيكون اكثر سوداوية).
فبروز قائمة تضم جميع القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية اصبحت حاجة وطنية وماسة لانقاذ شعبنا ... ونحن لانغالي في تقديراتنا من اننا سوف نكتسح الانتخابات القادمة ولكن حضورنا في البرلمان القادم يؤسس ضمانة لعدم ضياع البلد في متاهات الطائفية والاحتراب .. كما وانه يوجه الانظار الى دور القوى الديمقراطية وبرامجها الوطنية المطروحة ... فحسنا فعلت القوى والشخصيات الديمقراطية في تأسيس قائمة مدنية ديمقراطية عريضة وواسعة تبتعد كلية عن التكتلات الطائفية .. وعلينا ان نفهم ان القوى الاخرى لم تقف مكتوفة الايدي بل ستلعب لع?تها في النزول بقوائم صغيرة للاستفادة من القانون الانتخابي الجديد (سانت ليغو) المعدل... كما وانها تسعى بجميع ماتمتلك من نفوذ ودعم لاضعاف حضور القوى الديمقراطية ..... ولنكن بمستوى هذه المسؤولية التاريخية الجسيمة في هذا الوضع العصيب الذي يراهن عليه جميع الشرفاء والوطنيين لبلوغ حالة الانقاذ والحد من التراجع المتسارع.