ادب وفن

"منحوتات من بلاد ما بين النهرين" ثلاثة نحاتين عراقيين في باريس

باريس – محمد الكحط

 

 

شهدت العاصمة الفرنسية باريس أيام - 16 أيلول الجاري، معرضا بعنوان "أعمال نحتية من بلاد ما بين النهرين" ضم أعمال ثلاثة فنانين عراقيين، هم كل من طه وهيب ورضا فرحان ونجم القيسي.

وجاء المعرض بدعوة من مركز لوسكريب لارمتان في باريس، وشارك كل فنان فيه بـ 6 أعمال نحتية.
مدير المركز الشاعر والاكاديمي أسامة خليل، قال ان الفنانين الثلاثة لديهم خبرة فنية كبيرة، وأعمالهم متميزة ومؤثرة.
وقدم النحات نجم القيسي في المعرض أعمالا حملت رؤية تعبيرية جديدة بعيدة عن المألوف، مستخدما فيها الشكل المربع الهندسي للعجلة بدلا من الدائرة ملمحا بذلك إلى صعوبة المسيرة. وقد استخدم مادة الستيل في تنفيذ أعماله التي بلغ ارتفاعها من 40 إلى 60 سنتيمترا، والتي زاوج في إنجازها بين معدني الستيل والبرونز ليعبر عن مضامين مؤثرة بأسلوب حداثوي جميل.
وللفنان القيسي أعمال عديدة معروفة منها "الراية العراقية" الذي نفذ في العام 2008 في ساحة قرطبة ببغداد، وهو من البرونز، كذلك نصب الأهوار الذي نفذ في محافظة ذي قار عام 2007، وهو بارتفاع 10أمتار، وتصميم سارية العلم العراقي في ساحة الطيران ببغداد عام 2008، وغيرها.
أما الفنان طه وهيب فقد مثل في أعماله جسد الإنسان عبر موضوعات مستوحاة من رموز ونقوش حضارات بلاد ما بين النهرين السومرية والبابلية والآشورية، وموضوعات أخرى مستوحاة من التراث البغدادي والبصري، كالشناشيل.
وتتميز أعمال وهيب التي انجزها وفق معادلات خاصة، بكون العمل الواحد يضم أكثر من قطعة، ما يمنح المتلقي فرصة لتغيير العلاقات بين القطع، ليأخذ العمل مضامين جديدة. وهذه الطريقة جرى العمل بها من قبل بعض النحاتين العراقيين والعالميين، بضمنهم الفنان سلمان راضي الذي كانت له تجربة مماثلة قبل سنوات عدة.
أما الفنان رضا فرحان فعرض أعمالا ركز فيها على رأس الإنسان معتبرا ان للرأس قيمة مهمة. فهو أهم جزء في جسد الانسان، وهو الذي يحمل الفكرة والمعاناة ويصدر القرارات. ونجد في أحد الرؤوس التي نحتها فرحان ماكينة تشبه الساعة تشير إلى حركة الزمن. في حين جسّد رأس آخر آلة موسيقية تشبه الجوزة والقيثارة.
وقد جاءت جميع الرؤوس المنحوتة معبرة وذات دلالات نقدية عما يمر به الانسان من محن.