تتواصل إجراءات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في استكمال آليات عمليات الاقتراع بإيقاع متسارع كما تصل استعدادات المتنافسين الى ذروتها مع اقتراب العد العكسي ليوم الاقتراع المقرر في30 أيار الجاري. وعلى الرغم من اتفاق جميع المتنافسين من أدباء وكتاب على ضرورة هذه الانتخابات باعتبارها ستحدد ملامح مرحلة مهمة مقبلة لإيقاع الثقافة العراقية وملامحها وقدرتها على استيعاب الراهن العراقي والدفع به الى آفاق التقدم والحداثة وقيم التنوير، كما يأمل الكثيرون، فضلا عن فاعلية وحساسية وعضوية الفعل الثقافي وأثره في حياة الناس وخصوصا في ظل هذا الخضم من الصراعات السياسية والتخندقات الطائفية والاثنية والمناطقية والحزبية والفئوية وكل أنواع المحددات القبلية التي تتقاطع مع مصالح الشعب العراقي ومستقبل الديمقراطية فيه وقيم?الثقافة وروحها، فيما تباينت الآراء حول القوائم والخيارات وآلية اعتماد المتنافسين (والكوتا) وغيرها.
رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الناقد فاضل ثامر قال: " صبيحة 30 من أيار الجاري ستنطلق في فندق فلسطين مريديان انتخابات اتحاد أدباء العراق عبر مؤتمرها العام، بحضور أدباء العراق وكتابه ممن يحق لهم التصويت والترشيح ".
وأضاف: "كما من الجدير بالذكر ان مجلس القضاء الأعلى نسب قاضياً للإشراف على هذه الانتخابات بصحبة مساعدين اثنين". مشيرا الى أن المؤتمر" يبدأ أعماله في الساعة التاسعة صباحا، وقد أنجزت اللجنة التحضيرية معظم الأعمال اللازمة لأجراء الانتخابات، واعتمدت لأول مرة القرعة ترتيب الاسماء". وأوضح ان "الاجراءات المتخذة هي ضمان نزاهة الانتخابات من خلال التعاون مع الهيئة وتوفير صناديق اقتراع نظامية ووضع كاميرات خاصة لمراقبة عمليات العد والفرز، كما ستوجه الدعوة الى عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية ". لافتا إلى أن الاتحاد ?وجه رسالة إلى الأمين العام للأدباء العرب دعاه فيها الى زيارة بغداد". مستدركا ولم "نستلم الرد لحد الان ".
وذكر أن آلية الاقتراع " هي اعتماد آلية الاقتراع الفردي لعدم وجود قوائم، وستفرز الانتخابات 30 مرشحا من مجموع المرشحين المتنافسين وعددهم 87 مرشحا ضمنهم خمسة من الكوتا".
وذكر ان "11 شخصا من أعضاء المجلس المركزي الثلاثين سيشكلون الهيئة التنفيذية الجديدة للاتحاد ".
ورأى رئيس الاتحاد أن المنافسة " ستكون شديدة في هذه الدورة ـ فالأديب العراقي سيقدم دروسا مهمة في الممارسة الديمقراطية والتي تؤسس لتقاليد مجتمعية وسياسية جديدة ".
وختم ثامر: "أنا بدوري أدعو الأدباء جميعا للمشاركة الفعالة في هذه الممارسة المهمة جدا والتعبير عن خياراتهم بكل حرية، وإفهام شعبهم معنى الديمقراطية الحقة، كما أود شكر كل الذين كانت جهودهم علامات بارزة لخدمة العراق وثقافته من أعضاء المجلس المركزي والهيآت الإدارية للمحافظات وكل الأدباء".
الأستاذ الشاعر والمترجم ياسين طه حافظ قال: " الحقيقة أنا لست معنيا كثيرا بالانتخابات وقد رفضت طلب الكثير من الأصدقاء دعوتي للترشيح، لأني أرى أن مكاني في مكتبتي ومع نصوصي".
وأضاف: " ولكن يهمني كثيرا الحفاظ على رؤية الأدب ماضيا في مسيرته التقدمية وسعيه لنشر قيم التنوير والحداثة ". مستدركا "ولكني أخشى على انكسار ثقافي آخر ، فنحن لم يعد لنا سوى الجو الأدبي والثقافي المشبع بالدلالات الإنسانية والوعي الأخلاقي الكبير".
وأوضح حافظ " وبالتالي مع احترامي للجميع وتفهم حقهم في الترشيح وقيادة هذه المنظمة الهامة، أتمنى أن من يصل الى مبتغاه ان يعمل شيئا للأدب والأدباء ، ويكون تنافسه على قيادة الاتحاد مصحوبا بالجدوى ومعبرا عن قيم وتقاليد الثقافة العراقية بحق، وليس غرضه الوصول بذاته".
وختم "أتمنى أن يصل الصالح لهذا المركز وليس الطامح حسب"
وقال الناقد ياسين النصير عضو المجلس المركزي السابق": باعتقادي أنه لا بد من التجديد وتغير وجوه وعناصر وممارسة الديمقراطية الحقة وتبادل الأدوار والمواقع، فالمثقفون لابد ان يعطوا المثال الأنضج لممارسة السلطة الادارية".
وأضاف "و نحن في مرحلة لا ينبغي فيها للفكر التقدمي او الديني ان يتخلى عن دوره، فلابد ان تكون هناك رؤية جدلية واضحة أكثر عقلية وموضوعية، فالأدباء والمثقفون هم الشرعية الراسخة والعريقة وهم الأكثر حرصا على مصالح شعبهم".
وأشار إلى أن الأدباء كشريحة اجتماعية " لم يحصلوا على اي مكاسب مطلبية، وهم أفقر الشرائح، وهم بحاجة إلى أن يكونوا تحت رعاية الدولة لتوفير العيش الكريم لهم ".
وذكر أن على قيادة الاتحاد الجديدة ان "تكون مغايرة وتملك رؤية جيدة للواقع المحلي، وأن تأخذ بنظر الاعتبار الإخفاقات السابقة، ولا تمارس ذات الخطاب الذي لم ينتج اي مكاسب في الدورة التي في طريقها الى ان تنتهي".
وقال ابراهيم الخياط عضو المكتب التنفيذي والناطق باسم الاتحاد إن" عدد الذين رشح على القائمة الرئيسة بلغ 87 مرشحا يتنافسون على 25 مقعدا، هذا عدا الكوتا البالغة خمسة مقاعد من مجموع سبعة مرشحين تقدموا للمنافسة"، منوها: "ستكون الكوتا 3 للكرد ومقعد للسريان وآخر للتركمان".
وأضاف اما النسب فستكون كالتالي "11بالمائة نساء و16بالمائة شباب و21بالمائة أكاديميين و35 بالمائة من المحافظات". مستدركا " وهذا يدل ان هناك "نسبة جيدة تتناسب وحجم كل شريحة فمثلا هناك عدة اتحادات من المحافظات ليس فيها أديبة واحدة، اما بالنسبة للشباب فنسبتهم جيدة ايضا توازيا مع التردد لدى الشباب في الترشيح بسبب تاريخ وعراقة الاتحاد ولاعتقادهم الراسخ ان قيادة الاتحاد أهم من قيادة العراق ".
وتابع: "الاتحاد ليس منظمة مجتمع مدني او منظمة مهنية او نقابية فهو ذو فعاليات مختلفة متنوعة تضم الأكاديمي والمطلبي والاحتجاجي وما تسعى اليه منظمات المجتمع المدني ايضا".
وأشار إلى أن "95 بالمائة من أعضاء المكتب المركزي أعادوا ترشيحهم وذلك يعود لثقتهم بأنفسهم وتجربتهم الراسخة ".
وذكر الخياط أن الانتخابات القادمة " ستتوفر فيها أقصى حدود الحيادية، فقد شكلنا هيئة تحضيرية حيادية لا يحق لأفرادها الترشح كي يكونوا على مسافة واحدة من الجميع، فضلا عن ذلك تم اللجوء إلى القرعة في اختيار ترتيب أسماء المرشحين".
واستطرد الخياط: " كما تم توجيه خطاب إلى مجلس القضاء الأعلى لتنسيب قاض لإدارة الانتخابات وفعلا تم تنسيب القاضي لقمان ثابت عبد الرزاق نائب استئناف الرصافة للاشراف على الانتخابات". لافتا "الى انه تم عرض التقرير المالي والثقافي وتمت المصادقة عليهما من قبل المجلس المركزي وهو تقليد جديد وسعي في طريق ضمان الشفافية".
وختم: "كما سنلجأ الى اجراء آخر في تكريس مبدأ الشفافية وهو تسليط الكاميرات على الأوراق الانتخابية التي تقرأ وتعرض على الحاضرين عبر جهاز الداتوشو".
من جهته قال علي حسن الفواز نائب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين: "المؤتمر الانتخابي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين يمثل منعطفا مهما في تاريخ هذه المؤسسة الثقافية، لأنه ينعقد في ظل ظروف سياسية واجتماعية معقدة وثقافية، وفي ظل معطيات صراعية تهدد مشروع الدولة الوطنية، والنسيج الاجتماعي العراقي".
وأوضح أن.. "هذا الواقع ينعكس بشكل او بآخر على طبيعة الخيارات الانتخابية، وعلى الجمهور الانتخابي، اذ يجد الكثيرون ان الواقع الثقافي العراقي يتطلب وجود مسؤوليات جديد وفاعلة يمكنها التعاطي مع خطورة المرحلة، وفي صياغة الأسئلة التي يمكنها ان تعبر عن طموحات المثقفين العراقيين."..
وذكر أنه "لا يوجد نظام العمل بالقوائم في هذه الانتخابات وستكون انتخابات فردية، لكن واقع الثقافة العراقية ينطوي على بعض الخيارات التي تمارسها بعض الجماعات باتجاهات معينة لتنفيذ برنامج أو مشروع معين...
ولعل الانتخابات التي جرت عام 2010 كشفت عن هذا المعطى، وأثارت عند البعض ردوداً وحساسيات، لكن تبقى الخيارات الفردية هي السياق القانوني لمثل هذه الانتخابات"..
واستطرد الفواز "اعتقد ان صعود وجوه جديدة في الانتخابات سيكون أمرا واردا، خاصة الشباب ممن اثبتوا حضورا فاعلا في نشاطاتهم الثقافية المدنية، ليس لان الاتحاد بحاجة الى دماء جديدة حسب، بل لان طبيعة التحديات الثقافية الخطرة تتطلب وجود حراك ثقافي يقوم على الانفتاح والتنوع والتجدد."
وختم: "كما أجد أن الدورة الانتخابية القادمة ستكون اكثر فاعلية لأنها الواقع المهني للاتحاد وحضوره الاجتماعي قد اكتسب الكثير من الخبرات، وصارت له شخصية معنوية مميزة في ميدان النضال الاجتماعي المدني، وتفاعله مع العديد من مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية، فضلا عن ما تحقق خلال الدورة الماضية من انجازات مهمة وأبرزها عودة اتحاد الأدباء إلى الحاضنة العربية.".
وقال القاص والروائي جابر خليفة "نتطلع في الانتخابات القادمة الى تحقيق الشفافية والتنوع في هذه المؤسسة الثقافية العريقة والمهمة في الثقافة العراقية والمجتمع".
وأضاف "كما نتطلع الى ان يكون هناك مجلس مركزي يمثل كافة الأطياف العراقية وان يكون انسجام تام بين أعضائه فضلا عن اعادة النظر بالنظام الداخلي والسياسة المالية". موضحا "فليس من المعقول ان يجني اتحاد أدباء المركز بدلات اشتراك الفروع ويتركهم تحت رحمة الحكومات المحلية".
وختم خليفة: " يجب إعادة النظر في النظام الداخلي والترشيح عبر قوائم وليس فرديا، كما نتوقع اصدار قوانينه لصالح الثقافة والمبدعين".
كريم جخيور رئيس اتحاد أدباء البصرة ومرشح للمجلس المركزي قال: "يمتاز الأدباء عن السياسيين في انهم يسعون الى انتخابات ديمقراطية تتمتع بالشفافية والحرص على مشاركة الجميع".
وأضاف: " وللأسف هناك كوتا للأديان والقوميات واني ارى ان على الادباء ان يترفعوا عن هذا لان هذا لا يصح مع الاديب لأنه أكبر من المحددات القبلية." وتابع "على المجلس المركزي الجديد ان يتجاوز أخطاء المجلس السابق باعتباره لجنة تشريعية يكون من خلالها المكتب التنفيذي أداة منفذة لتشريعاته وأن يكون هناك انسجام وتفاهم وأن تراعى حقوق الاتحادات في المحافظات عبر تخصيص ميزانية ثابتة لها ليجنبوها الوقوف في أبواب جهات ربما غير معنية بالأدب والثقافة ".
الشاعر والاعلامي يوسف المحمداوي رأى أن "الانتخابات مسألة ضرورية جدا في ظل الكثير من المعوقات التي تعترض سبيل الاديب العراقي لاسيما وان وزارة ثقافته يقودها وزير للدفاع ليس له شأن بالوسط الثقافي والتركيز على المرشحين الشباب الذين لهم باع بالعمل الإداري لقيادة الاتحاد". وأضاف: "كما أن من الضروري جدا المطالبة بحقوق مستلبة للمبدع العراقي، والجميع يعرف بان الصحفي ضمن قطعة ارض بينما الاديب لم ينعم ببلده في سكن محترم وهذا مطلب يجب ان يكون في صدارة أهداف الاتحاد الجديد وهناك أمر مهم جدا يجب على الناخبين وهو ابعاد "أمراء المد الديني" من عضوية ?لاتحاد المركزي وأي منصب آخر لأننا ليس بحاجة الى خسارات واحباطات".
الأخطاءُ التي تتكرّر