ادب وفن

شمران الياسري -ابو كاطع .. في ذكرى رحيله الـ 35 / كاظم السيد علي

الشهيد الياسري شمران .. الشهير بـ (أبو كاطع) واحد من الذين نقلوا تفاصيل الحياة اليومية إلى المقالة باستخدام الموروث الشعبي والحكاية الريفية، بأدواته التصويرية وقدراته التخيلية. وهذه المهمة جعلته فنانا و كاتبا من كتاب السياسة والتاريخ، ومؤرخا للأحداث الصغيرة والكبيرة بنفس القدر من المعاناة .. فصح ما قاله الروائي مكسيم غوركي: " التاريخ لا يكتبه المؤرخون بل الفنانون هم الذين يكتبون التاريخ الحقيقي للإنسان ".
لقد كان أبو كاطع واحدا من أبناء هذا الشعب الذي عاش الآمرين.. وسجن وجوّع وطورد من قبل جلاوزة الأنظمة الرجعية السابقة. لذلك عرفه أبناء العراق في كل مكان من خلال عموده الساخر .. ومن قبله برنامجه الشهير (احجيها بصراحة يبوكاطع) الذي كان يتابعه بشغف سمار المقاهي والمجالس الاجتماعية والثقافية ، بل حتى الخصوم وأعداء الفكر الذي اعتنقه (السيد). وهذه الميزة لم يحظ بها إلا عدد قليل من رجال الشعر والأدب ..
كان لعموده وحكاياته وطرائفه عمق مؤثر كأنها بيانات سياسية يقدمها صباح كل يوم من خلال عموده الثابت في الصفحة الأخيرة من جريدة الحزب المركزية " طريق الشعب ". ولهذا اهتم بكتاباته كل الناس لكونه يطرح بجرأة متميزة.
ان وزارة الثقافة واتحاد الأدباء مدعوان الى الاحتفاء بهذا الإنسان المناضل الذي قارع السلطات الرجعية والدكتاتورية البغيضة، بقلمه الجريء ومقالاته المعروفة ونقده اللاذع للنظام السابق وحكومته وحزبه الفاشي .
في هذه الأيام، وبالضبط يوم 17 آب تمر الذكرى الخامسة والثلاثون لرحيله المأساوي ، ونحن في انتظار أن تتبنى الوزارة فكرة إقامة مهرجان سنوي لهذا الكاتب الكبير، الذي ناضل من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب .