- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 10 أيلول/سبتمبر 2017 18:38
لماذا الاحتفال بالثورة الروسية بسيل من الكتب المؤلفة بعناية والموثقة جيدا وبالأعمال البحثية الموجهة الى قطاع واسع من القراء، في حين أن الناس ليسوا مهتمين كثيرا بعيوب المجتمع الرأسمالي ويحاولون شق طريقهم خلال التحديات العولمية؟ لماذا تجد المؤسسات خارج روسيا هذه المناسبة مهمة، وفي الوقت نفسه تراها مجدية تجاريا، لتنظم لها معارض تاريخية وفنية تجذب جمهورا وتدور حولها برامج فنية؟
المعرض الرئيس الجديد عن الثورة الروسية في المكتبة البريطانية استمر حتى نهاية آب 2017 وبرنامج الفعاليات المرافقة له كان يهدف الى سرد قصة الثورة الروسية من خلال طيف واسع من المعروضات كالوثائق والكتب والبوسترات والمعايدات والخرائط والصور والنتاجات والآثار الفنية والأفلام والموسيقى والأوراق المالية والنشرات الجدارية. لم يهمل المعرض التركيز على القصص الشخصية للناس العاديين ولم يقتصر على قصص اللاعبين السياسيين الرئيسيين، مقتطفة من اليوميات والمذكرات من مصادر أصلية. وسعى المعرض أن يعطي صورة شاملة لأحداث وقعت قبل مائة سنة، مثلما سعى بعرضه صورة شقيق لينين الذي أعدم لمحاولة اغتيال القيصر مع مقتطف من رسالة لينين الى أمه وهو في طريقه الى المنفى بسيبيريا، أن يدفع الجمهور الى القراءة عن الموضوع والتفكير في القادة والجماهير.
إن العلاقة بين المكتبة البريطانية والثورة الروسية علاقة عريقة، فقبل أن يطلب فلاديمير لينين (تحت اسم يعقوب رختر) السماح بدخول المكتبة سنة 1902 بزمن بعيد كان يزور المتحف العديد من المشاهير بضمنهم منفيون روس أمثال الأمير بيتر كروبوتكن وسيرجي ستيبنياك، وقد أعتقل أحد المنفيين في قاعة القراءة الدائرية الشهيرة بسبب "الاطلاع على الأدبيات البلشفية" وحاولت إدارة المتحف البريطاني إقناع مكتب الخارجية وشرطة سكوتلانديارد بأنه يجوز إطلاع القراء على هذه المواد. تضم المكتبة مجموعة من المواد البصرية والأدبية النادرة حتى في روسيا كما توجد تسجيلات صوتية «لموسيقى الثورة» كان يستمع اليها ألكسندر بلوك ويوري آنينكوف.
ربما ما زالت الثورة الروسية، بعد مائة سنة، تلعب دورا مهما في فهمنا للعالم الحديث حولنا.