مدارات

الدكتور خليل عبد العزيز : تضحيات الحزب الشيوعي لن تذهب هباءً / حاوره: محمد الكحط

حاولت مرارا أن أحاور الدكتور خليل عبد العزيز لكنه كان يعتذر، ولكنها اليوم الذكرى الثمانون لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، فوافق خصوصا وهو قد عاصر فترة طويلة من الحياة السياسية العراقية وكان في مراحل عديدة قريبا من مسيرة الحزب الشيوعي العراقي، ولديه معلومات كثيرة لربما تحتاج إلى حوار أطول ولقاءات عدة.
أولا، لابد من تقديم ولو بسيط عن حياة الدكتور خليل عبد العزيز فهو من عائلة متوسطة الحال، ولد في الموصل وساهم منذ وجوده بالدراسة الابتدائية مع زملائه وزميلاته في الحركة الطلابية، في موجة الاحتجاجات الجماهيرية ضد النظام الملكي والسلطات الحاكمة.

كيف تعرفت على نشاطات الحزب الشيوعي العراقي، وما تحمله من ذكريات عن تلك الأيام؟

كنا نسير في المظاهرات الحاشدة في وثبة كانون الثاني 1948، وتعرضنا للضرب والإهانات من قبل قوات الشرطة، لكن كل ذلك لم يمنعنا من مواصلة العمل الوطني، ومنذ بداية 1952 بادرنا مع مجموعة صغيرة من الطلبة بتأسيس «اتحاد الطلبة العراقي العام» في الموصل، كنا ثلاثة فقط (أنا وسعد يحيى ق وحازم جميل)، بدأنا بنشاط واسع في كافة المدارس المتوسطة والإعدادية، وكان هذا العمل لا يتناسب مع إمكانياتنا المتواضعة، ولكن عملنا الإعلامي والدعائي يفوق كل التصورات وبالفعل قمنا بتنظيم إضرابات ومظاهرات في كافة مدارس الموصل، وفي هذه الأثناء تعرفت على مجموعة صغيرة من الشيوعيين، وأخذنا نعمل سوية وندفع بالعمل الطلابي والجماهيري ليشمل أوساطا واسعة.
كانت نقطة تحول كبيرة في حياتي، حيث تم قبولي عضوا في الحزب الشيوعي العراقي أواسط عام 1952، ويعود الفضل في ذلك إلى أحد الرفاق من مدينة عانه، كان قد تم إبعاده إلى الموصل، وكنت أتلقى منه بيانات وصحافة الحزب، ومن ثم أخذنا بالتنسيق مع مجموعة صغيرة من الطلبة والكادحين، ونقوم بتوزيع البيانات التي كنا نستنسخها باليد، وكان التوزيع يجري في الصفوف قبل بدء الدوام، كان هذا النشاط يثير السلطات التي كانت تلجأ إلى الاعتقالات والتحقيق، ولكن ورغم كل الإجراءات البوليسية فأن النشاط الحزبي والطلابي لم يتوقف، بل أخذ بالتوسع وشمل أقضية الموصل، مثل سنجار وعقره ودهوك وزاخو والعمادية وبعض النواحي كالقوش وتلكيف وبرطله وقره قوش.
وكيف كانت تصلكم أفكار وأخبار الحزب؟

كانت أفكار الحزب تصل إلينا عن طريق مجموعة صغيرة من الكراريس، وكان لها صدى كبير ودافع لزيادة النقمة على السلطة الحاكمة، وكانت أفكار الحزب تلاقي القبول في الأوساط الشعبية والطلابية، ونشاطه يطغي على نشاطات الأحزاب الأخرى العلنية مثل حزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي بالإضافة إلى الأحزاب والجماعات الإسلامية والقومية.

ما هيّ الذكريات التي تحملها عن تلك الفترة؟

لقد ساهمت في انتفاضة تشرين 1952، وخلال تأسيس الجبهة الوطنية الموحدة سنة 1954، تم اختياري ممثلا للطلبة في لجنة الجبهة في الموصل، ولأول مرة في تاريخ المدينة تم انتخاب مرشحيها جميعا كنواب في المجلس النيابي، وكان لذلك تأثير كبير على مجمل الحركة الوطنية والأوساط الحاكمة مما دفع حكومة نوري السعيد، وبعد جلسة برلمانية واحدة بان تحل المجلس النيابي. وقد تعرضت إلى ملاحقات أمنية وفصلت من المدرسة جراء نشاطي في الجبهة الوطنية المتحدة، مما دعا الحزب إلى اتخاذ قرار بنقلي إلى بغداد للعمل في المجال الحزبي الطلابي، وأصبحت عضوا في اللجنة العليا لأتحاد الطلبة وكان سكرتير اللجنة آنذاك مهدي عبد الكريم. لا بد هنا من التأكيد ان نشاط الحزب استطاع تجاوز كافة الحدود الطائفية والقومية، وتمكن من تعبئة ورص الصفوف بين كافة الطوائف والقوميات، فكان الجميع يعملون سوية داخل الحزب، ولم أسمع في حياتي إشارات أو كلمات حول طائفة أو قومية من أي شخص، بل كان الجميع يعمل من أجل حرية الوطن وتحرير المجتمع من الأفكار الرجعية.
كانت أفكار ونشاطات الحزب تعتبر العامل الرئيسي في زج الجماهير الشعبية بالنضال السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومن أجل حقوقها العادلة والإطاحة بالسلطة الحاكمة، وكان الثمن غاليا تمثل في الإعدامات وزج المئات بل الآلاف في المعتقلات والسجون والإبعاد القسري.
في بغداد وبسبب اعتراف أحد المنهارين تم اعتقالي والحكم عليّ بالسجن لعام واحد في بعقوبة، والإبعاد القسري لسنة أخرى إلى بلدة بدرة بعد انتهاء محكوميتي.
كان سجن بعقوبة في الواقع مدرسة نضالية وتثقيفية، فبالرغم من الغرف الانفرادية والضرب والتعذيب الجسدي والنفسي، فأن المناضلين كانت تجمعهم أواصر المحبة والتضامن والمساعدة في التغلب على المصاعب ومواجهة الجلادين وأساليبهم لإجبار السجناء على التخلي عن حزبهم وشعبهم عن طريق كتابة البراءات وإعلان الولاء للطغمة الحاكمة، وكان مدير السجن علي زين العابدين يتميز بالقسوة والعنف وضرب المناضلين وأهانتهم بشتى السبل، خلق ذلك جيلا من المكافحين الأشداء وعزز إيمانهم بعدالة قضيتهم، وباعتقادي فأن منتسبي هذا الجيل لا زالوا متمسكين بأفكارهم وعقيدتهم التي وهبوا حياتهم من أجلها.
لقد تعرفت على مجموعة كبيرة من المناضلين الشيوعيين، وتكونت فيما بيننا علاقات رفاقية وصداقة، أتذكر منهم نافع يونس، عدنان عبد القادر، كريم أحمد، عزيز الحاج، آرا خاجادور وغيرهم.
وفي بدرة، حيث تم ابعادنا، كان هناك حوالي 150 مناضلا من مختلف مدن العراق، ومن كافة الطوائف والقوميات، كانت بدرة رغم وقوعها في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود الإيرانية عبارة عن مدرسة نضالية ذات أهمية، فإلى جانب علاقات الصداقة والتضامن، كانت هناك نشاطات فنية ورياضية وثقافية، وقد تم إصدار مجلة دورية بخط اليد، وتكوين مكتبة ضمت العشرات من الكتب السياسية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية، وأصبحت رئيس تحرير المجلة التي ساهم في تحريرها مجموعة من الرفاق، لقد تميزت المجلة بالنضوج ومعالجة مواضيع متعددة، كان من ضمن كتابها الصديق الدكتور كاظم حبيب، ومن الجميل انه كتب لي قبل عامين خلال إهدائه إحدى مؤلفاته القيمة «لمحات من عراق القرن العشرين»، أول مقال كتبته في حياتي السياسية نشر في مجلة (الإبعاد)، التي كنت تشرف على انجازها تحت عنوان ملاحظات أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، وأود هنا القول بأنني أعتز كثيرا بما كتبه الدكتور كاظم حبيب.
بعد انتهاء فترة الإبعاد، تم تجنيدي في معسكر الشعيبة بالقرب من البصرة.

كيف تجد علاقة الحزب الشيوعي مع الحركة الوطنية والحركة النقابية والمنظمات الجماهيرية.

هناك جانب مهم في مسيرة الحزب والذي يتعلق بالعلاقة مع مجمل الحركة الوطنية وأحزابها ومنظماتها السياسية، ففي مدينة الموصل كانت هناك قوى وطنية ومنظمات حزبية لها شعاراتها وأهدافها وتوجهاتها، وكان الحزب الشيوعي وانطلاقا من شعاره «قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية» يعمل من أجل دعم الأحزاب الوطنية بكافة الوسائل والطرق، بل وصل الأمر إلى دفع رفاق للانضمام إلى تلك الأحزاب بهدف تعزيز وتقوية مواقفها النضالية، وكان ذلك واضحا في الموصل. وليس هذا فحسب، بل ان الحزب بذل جهودا من أجل ترسيخ الحركة النقابية والتنظيمات الشبابية والطلابية ورابطة المرأة العراقية، وبالفعل فقد أحرز الشيوعيون نجاحات ملحوظة في تقوية وإسناد معظم القوى السياسية والجماهيرية وزجها في النضال الوطني، ويعترف قادة هذه القوى بالدور الريادي الواضح للحزب في مجال الدعم والإسناد والتشجيع.

ما تأثير هذا التوجه للحزب في قيام ثورة 14 تموز 1958 وما حصل خلالها؟

كانت حصيلة ذلك انه قاد إلى التمهيد لثورة الرابع عشر من تموز وبمؤازرة ودعم فصائل الشعب العراقي، وتم الإطاحة بالنظام العميل، فكانت الثورة بحق التعبير الواضح لتطلعات الجماهير وأهدافها ومطالبها في الحرية والعدالة.
وكان الشيء الأساسي بنظري هو الاعتراف بحقوق الشعب الكردي واعتبار العرب والأكراد شركاء في الوطن، وهذا ما كان يسعى إليه الوطنيون الحقيقيون والشيوعيون الذين كانوا ومنذ أعوام الأربعينيات ينادون بشعار «الحكم الذاتي لاقليم كردستان العراق». كانت ثورة 14 تموز ضربة موجعة للقوى الامبريالية والاستعمارية والقوى الرجعية في المنطقة، وقفت القوى الرجعية وأنصار العهد الملكي ورؤساء العشائر والقبائل وبمؤازرة واضحة من بريطانيا والولايات المتحدة والأنظمة الرجعية في المنطقة والعالم، وقفوا ضد الثورة وانجازاتها الوطنية وزعيمها الوطني عبد الكريم قاسم. كان القوميون والبعثيون من أشد المعادين للثورة، فأخذوا يحيكون المؤامرات، واستطاعوا توجيه ضربة للزعيم، هدفها الاغتيال السياسي، لكن هدفهم لم يتحقق، واستطاع الزعيم عبد الكريم النجاة بعد إصابته بطلقات نارية.
وعن ما حصل في الموصل فان البعثيين وبالتعاون مع القوى المعادية في الداخل والخارج وبخاصة من قادة الجمهورية العربية المتحدة بدأوا بتدبير مؤامرة واسعة النطاق يساهم فيها قادة عسكريون كبار، ومن ضمنهم المحيطون بالزعيم عبد الكريم، ولقد شاهدت بعيني كيف كانت الشاحنات العسكرية تفرغ حمولتها من الأسلحة والعتاد وخاصة رشاشات بورسعيد في مقر قيادة القطعات العسكرية في منطقة الغزلاني بالموصل، حيث كنا موقوفين في الغرفة المتاخمة لقائد الموقع العقيد عبد الوهاب الشواف.
كانت المؤامرة واسعة النطاق، وكان مخططاً لها ان تبدأ من مدينة الموصل ويؤيدها فوراً قائد الفرقة الثانية في كركوك الزعيم ناظم الطبقجلي، ويتبعهم ضباط كبار في مقر وزارة الدفاع، ولكن وحسب اعتقادي فأن المتآمرين اصطدموا بتلك المقاومة الشعبية داخل الموصل، والاستنكار والشجب في كافة أنحاء العراق، هذا من جهة كما ان جبن وتردد القيادات العسكرية المشاركة في المؤامرة لعب دورا كبيرا ومنذ الساعات الأولى في فشل مؤامرة الشواف.
لقد خرجت جماهير الشعب في الموصل وبالتعاون مع ضباط وجنود فوج الهندسة في تظاهرات حاشدة وقادت كفاحاً مسلحا ضد المتآمرين من أنصار آمر الموقع عبد الوهاب الشواف وساهمت العناصر الوطنية من الأكراد في عمليات المقاومة، حيث تدفق على الموصل المئات من المسلحين الأكراد من عقره ودهوك والعمادية وغيرها، وظهر التحالف بين العرب والكرد في ساحات المقاومة ومن ثم اطلاق سراح الموقوفين من الثكنة العسكرية، وكنت واحداً منهم، ولكن المتآمرين استطاعوا قبل هروبهم من قتل المناضل الوطني كامل قزانجي وبعض الضباط والجنود.
في معركة التصدي لمؤامرة الشواف برز دور الحزب الشيوعي في قيادة الجماهير الشعبية وبالتعاون التام مع القوى الوطنية العربية والكردية، واستطاع الشيوعيون من السيطرة على الأوضاع الأمنية قبل وصول آمر الموقع الجديد العقيد حسن عبود.
من الضروري التأكيد بأن هناك بعض التجاوزات قد حدثت بالفعل، ولكن وللحقيقة والتاريخ فأن الشيوعيين لم يكونوا مساهمين في ذلك، بل العكس فأنهم وقفوا ضدها حتى وصل الأمر إلى استشهاد أحد الرفاق وجرح آخرين نتيجة جهودهم لوقف التجاوزات من قبل الجماهير الشعبية الغاضبة على المتآمرين والبعثيين.
ان دروس ونتائج مؤامرة الشواف في الموصل عام 1959م، لم يتم تدارسها وتحليلها واستخلاص النتائج وتقييم الأخطاء والنجاحات، كان بإمكان الحزب الشيوعي انجاز ذلك خاصة وان المساهمين في قمع المؤامرة كانوا على قيد الحياة، ولديهم المعلومات الكافية والواقعية عن مسيرة الأحداث والتآمر قبل وبعد المؤامرة، ولكن ذلك لم يتم حتى الآن، رغم جهود بعض الرفاق في تقديم تحليلات تميزت مع الأسف بإبراز الدور الشخصي لهم والتجني وتجاوز أدوار وبطولات الآخرين.
أما المتآمرون والبعثيون، فقد بادروا فوراً إلى إصدار العشرات من الكتب التي تم طبعها في بيروت والقاهرة ودمشق، وحتى في بغداد، ونشروا المقالات والتحليلات، وظهر واضحا الكذب والتزييف وتشويه الحقائق وتسخير بعض التصرفات الفردية خلال المعارك المسلحة لدعم وجهات نظرهم، ويؤسفني القول بأن ذلك لا زال يجري تقريبا كل عام في ذكرى مؤامرة الشواف، ويتركز الهجوم على بطولات الشيوعيين والحزب الشيوعي محاولين تشويهها.
بعد إفشال المؤامرة، والتي وصف الزعيم عبد الكريم مقاوميها بأنهم أبطال الموصل، بدأ الوضع السياسي يأخذ مجرى آخر وبدأت حملة مطاردات واعتقالات للمناضلين المؤيدين لثورة تموز، ولأسباب ومبررات غير منطقية، وكنت من ضمن الذين صدرت الأوامر باعتقالهم، واضطررت إلى الاختفاء، ومن ثم الانتقال إلى بغداد، حيث صدرت أحكام عرفية عسكرية بإعدام مجموعة من مساندي ثورة تموز والمشاركين في قمع مؤامرة الشواف، وكنت واحداً ممن صدرت بحقهم أحكام إعدام، وبلغ عدد الإحكام ضدي 7 أحكام، فقرر الحزب ضرورة إخراجنا من العراق، وكنت من المجموعة الذين وصلوا الى الاتحاد السوفيتي.

وماذا عملت في مكانك الجديد؟

في موسكو قضيت حوالي عشرين عاما، تمكنت من إنهاء دراستي الإعدادية والجامعية حيث انضممت إلى جامعة موسكو قسم الصحافة، ومن ثم الماجستير وبعدها حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1971، وتم تعييني باحثا علميا في معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم السوفيتية بموسكو.
خلال عملي في المعهد، وقبلها أثناء الدراسة ساهمت بنشاط في كتابة المقالات والريبورتاجات في المجلات التي كانت تصدرها وكالة أنباء نوفوستي، وكنت من كتاب جريدة أنباء موسكو، وعملت مراسلا صحفيا لجريدة 14 أكتوبر الصادرة في عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية.

ما تود قوله في الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي؟

اليوم في خضم الاحتفالات بالذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي، من الأهمية بمكان التأكيد، بأن هذه الاحتفالات تجري في ظروف صعبة، حيث ان القوى الطائفية تسيطر على مقاليد الحكم، وتنتهج سياسة طائفية، متجاهلة بذلك التنوع التاريخي للأديان والطوائف والقوميات الذي كان أحد مميزات حركة ومسيرة العراقيات والعراقيين خلال عشرات ومئات السنين. وفي هذه الظروف العصيبة والصعبة فأن الشيوعيين العراقيين وأصدقاءهم وأنصارهم يخوضون الكفاح من أجلِ إعادة المسيرة الطبيعية لحركة الجماهير العراقية والتأكيد على العدالة الاجتماعية التي يجب أن تعتبر نبراساً مضيئا لكل القوى والأحزاب والمنظمات الوطنية في بلادنا.
ان تضحيات الحزب الشيوعي لا يمكن ان تذهب هباء، وان ثمانين عاما من النضال والدماء والدموع، لابد أن تحقق أهدافها وتطلعاتها، وكل ذلك مع الأخذ بنظر الاعتبار مصالح الجماهير الشعبية.
تحية نضالية لقادة الحزب الشيوعي ومنظماته وأصدقائه وأنصاره.

في ختام الحوار لا يسعنا إلا تقديم الشكر وأجمل الأمنيات بالصحة والسعادة للدكتور خليل عبد العزيز.