مدارات

أحد الناجين يروي قصة هروبه لـ"طريق الشعب*

الارهابيون امتلكوا قاعدة بيانات بأسماء جنود وضباط سبايكر
بغداد - حازم الجعفري
يقول الجندي عباس انه التحق يوم 10حزيران بوحدته العسكرية وهي لواء المغاوير الذي يضم شباباَ من الناصرية والكوت والديوانية والنجف وعددهم اكثر من 2500 . واللواء تابع لقيادة عمليات صلاح الدين.
وفي اليوم الثاني وبالتحديد عند الساعة الثالثة بعد الظهر تعرض لهم العدو وكانوا يستقلون سيارات هينو وبيك اب ودارت بيننا وبينهم معركة كبيرة وقد قتلنا عدداً منهم واسرنا 13 فردا فتراجعوا الى مواقعهم السابقة. وقد قمنا بتسليم الاسرى الى قيادة العمليات وفي صباح اليوم التالي تم تجهيزنا باسلحة وعتاد واخبرونا يانه سيتم اعادتنا الى التاجي وقد احضرت لنا السيارات. وركبنا وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما وصلنا الى قاعدة سبايكر التي تبعد عنا 7 كم وليس الى التاجي. وقد شاهدت الكثير من السيارات المحترقة والملابس العسكرية المرمي? على الارض. وكان وصولنا الساعة العاشرة مساء لم يتم ادخالنا الى القاعدة حتى الساعة الثانية عشر مساء، وفي الساعة الرابعة فجرا تم ايقاظنا وابلاغنا اننا سوف ننزل الى اهلنا مجازين، ولكن علينا نزع ملابسنا العسكرية وارتداء الملابس المدنية وقام الضباط في القاعدة بتوزيعنا الى مجاميع كل مجموعة تضم من 300 الى 400 شخص. وكان علينا ان نذهب الى تكريت سيرا على الاقدام وليس بواسطة السيارات، وعندما سألنا الضباط عن الطريق قالوا لنا انه مؤمن من قبل الجيش والعشائر.
وعندها خرجنا من القاعدة على شكل ذلك الرتل البشري الذي رأيتموه في التلفزيون، كنت انا في المجموعة الثالثة، وعندما وصلنا الى الشارع العام لم نجد سوى المسلحين الملثمين. وعندما وصلت المجموعة الاولى الى حيث توجد سيطرة للمسلحين سمعنا اطلاق نار وصراخ فقمنا بالهرب الى الجامعة. وقام المسلحون باعادة الجنود الهاربين الى الشارع العام، وفي السيطرة كانت عندهم حاسبة وعندما يسألون الجندي عن اسمه يدخلونه بالحاسبة فيعرفون انه جندي او ضابط، وهذا يعني ان عندهم قرص يحوي اسماء الجنود والضباط.
وقد إختبأت انا في كومة من الانقاض، وبعد فترة قصيرة جاء بعض الاهالي وقاموا بتصوير الجنود المنسحبين فقمت بالاندساس بينهم والدخول الى مدينة تكريت من جهة حي القادسية. و كان هناك صاحب محل سلمت عليه ووقفت امامه. سألني هل انا جندي فقلت له انني عامل وقد هرب المقاول وتركني ولكنه لم يصدقني ويبدو انه عرف حقيقتي. وقد اخذني الى داره وبقيت عنده خمسة ايام ولما قامت داعش بتفتيش المنازل بحثا عن الجنود اخذني بسيارته واركب معي عدداً من ابنائه ويبدو انه كان شخصا معروفا اذ لم يتم تفتيشنا. وقد اوصلني الى الدجيل وودعني وركبت انا?السيارة الى بغداد وعدت الى الشامية.
في ختام اللقاء طالب الجندي عباس ناجي طه المسؤولين بانصافه هو ورفاقه الناجين، وعدم نعتهم بالهاربين والمتخاذلين، وصرف كافة مستحقاتهم، وتقديم كل من ساهم بقتل الجنود من العشائر الى المحاكم وكذلك محاسبة الضباط الذين تركوا الجنود يقعون لقمة سائغة في ايدي هؤلاء المجرمين القتلة وانه مستعد لتقديم شهادته امام البرلمان وامام القضاء.