مدارات

خيمة "طريق الشعب" حفلت بالفعاليات الثقافية واللقاءات الحميمية

باريس - محمد الكحط

احتضنت العاصمة الفرنسية في الأيام الثلاثة الماضية (12ـ 14أيلول 2014) المهرجان السنوي لصحيفة لومانتيه الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي. هذا المهرجان الذي يتطور ويزداد ألقا وتفاعلا عاما بعد عام، وتجمع قريته الأممية القارات الخمس بدولها المختلفة، وها هي الأمم والقوميات والمذاهب المتنوعة تتوحد وتنشد للسلام والأمان والتحرر والديمقراطية والعدالة الإنسانية.
الفرح على وجوه الجميع، والشباب هو الفئة الطاغية بين حضور المهرجان القادمين من شتى ارجاء

المعمورة. شوارع وساحات القرية الأممية ممتلئة بالناس الطامحين الى الحياة الكريمة، بالسعادة والفرح، وبالفعاليات المختلفة من ندوات سياسية وثقافية عامة وحلقات رقص وغناء، ومن حوارات لتبادل الآراء والأفكار والخبرات من أجل الأفضل. جريدة "طريق الشعب" ساهمت كالعادة في هذا المهرجان الأممي الكبير بخيمتها (خيمة كل العراقيين)، التي بدأت التحضيرات فيها قبل الافتتاح باسبوع تقريبا، من قبل اعضاء وأصدقاء منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا. وجاء برنامج الخيمة الثقافي والسياسي لهذا العام كثيفا، وساهم فيه العديد من منظمات الحزب خارج الوطن. وحضرت وجوه عراقية جديدة، شيوعية وغير شيوعية، وكان التفاعل وكالعادة ايضا، متصاعدا طيلة أيام المهرجان الثلاثة.
وأمتازت الفعاليات في خيمة "طريق الشعب" بالتنوع والتجديد، وشملت ندوات سياسية وثقافية ومعارض للفوتغراف والبوستر ولصور الأنصار المناضلين، اضافة الى نشاطات موسيقية وغنائية متنوعة. وكانت لهذه النشاطات أهمية خاصة هذا العام، ارتباطاً بالأوضاع في الوطن والصراع ضد الهجمة الإرهابية التي تشنها قوى الشر ضد شعبنا ووطننا، وما يتطلبه ذلك من رفع لصوت التضامن مع شعبنا والتعريف بمواقف حزبنا والقوى المدنية الديمقراطية وبنضالها ضد الطائفية السياسية.
وقد اقيم حفل افتتاح خيمة "طريق الشعب" مساء الخميس الماضي، قبل يوم من انطلاق المهرجان رسميا، حيث وصلت مجموعات الضيوف من دول عديدة بضمنها العراق، وامتلأت الخيمة والفضاء خارجها بالضيوف والمساهمين. وخلال ذلك رحب الجميع بالرفيقين رائد فهمي وياسر السالم في حوار مفتوح تحت عنوان ((سبيلنا للتغيير ...نحو حياة حرة كريمة))
ورحب الرفيق خالد الصالحي في بداية اللقاء بالضيوف جميعا وبالرفيقين فهمي والسالم، كما أستذكر الفقيدين الراحلين الفنان الشاعر محمد سعيد الصكار، والفنان فؤاد سالم اللذين كثيرا ما حلا في دورات المهرجان السابقة في خيمة "طريق الشعب"، ومجّد عطاءهما الثر في مجال الإبداع العراقي الأصيل. وقد ساهم الحضور بمداخلاتهم وأسئلتهم المختلفة، التي اغنت اللقاء.
وبدأت بعد ذلك الفعاليات الفنية، حيث تألق حمودي شربه وسعد العواد ومهدي الشريدي وأحمد البابلي وهم يحيون سهرة مليئة بالفرح.
في اليوم التالي الجمعة، وهو اليوم الأول للمهرجان، انطلقت الفعاليات في جميع الخيم والقاعات والفضاءات المفتوحة في ارض المهرجان. وتحولت خيمة "طريق الشعب" الى مسرح لمختلف النشاطات واللقاءات، التي اضفى الحضور الأنصاري المميز نكهة الخاصة عليها. فيما راح الفنان صلاح جياد يضع اللمسات الأخيرة على لوحته الجديدة، التي اعتاد ان يرسمها كل سنة في وقت المهرجان، لتتصدر خيمة "طريق الشعب" في القرية الاممية.
وفي ثاني ايام المهرجان - السبت 13 ايلول، اسهم الرفاق والأصدقاء القادمون من السويد في مساعدة رفاقهم وأصدقائهم في فرنسا، وبدأت الفقرات الفنية العراقية والفلسطينية في الخيمة. وتضمن برنامج الخيمة فعالية التظاهرة، وهي فعالية تضامنية يرتدي المشاركون فيها أزياء شعبنا العراقي بتنوع ألوانها الزاهية التي عكست الموزائيك العراقي المتعدد الثقافات. وقد انطلقت التظاهرة من أمام الخيمة وطافت في أرجاء ارض المهرجان، وبضمنها المسرح الكبير الذي يضم أكبر عدد من الزوار. وتم خلالها توزيع البيانات والمناشدات لدعم الشعب العراقي في نضاله ضد الإرهاب.
وفي المساء عادت الخيمة لتستقطب الزوار من فرنسيين وعرب وكرد واجانب، وهم يعبرون عن فرحهم لوجودهم وسطنا وفي خيمتنا.
وفي اثناء ذلك قام ممثلو منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا والرفيق رائد فهمي بأجراء العديد من اللقاءات مع ممثلي الأحزاب الشقيقة والصديقة المشاركة في المهرجان، ومنها الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الشيوعي اللبناني وحزب تودة الإيراني وغيرها.
كذلك كان يوم امس الاحد، آخر ايام المهرجان، الذي شهد ذروة الفعاليات والتجمعات والاحتفالات، التي توحد فيها مئات الآلاف من البشر وتوحدت كلمتهم وتطلعهم الى عالم يسوده السلام والعدل والمحبة.
هذا والتقت "طريق الشعب" في عيد لومانيتيه هذه السنة وفي خيمتها وجوها عراقية عديدة، بعضها زار المهرجان مرة او اثنتين في الماضي، وبعض حل فيه لاول مرة.
الفنان سعد العواد رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين - فرع بابل، يحضر المهرجان للمرة الثانية وقد جاء من العراق مع عدد من زملائه الفنانين ، وهو يرى ان " المهرجان كرنفال جميل يبعث الحياة في النفوس ويطلق رسالة طمأنينة ومحبة وسلام، وهو لقاء دوري لشعوب العالم مع الموسيقى، والموسيقى هي لغة الشعوب.
وقد قدمنا العام الماضي عدة فقرات نالت إعجاب الجميع، وهذه السنة لدينا الكثير والجديد مما نقدمه".
المخرج السينمائي طالب محمود السيد يحضر للمرة الأولى: "أنه كرنفال تلتقي فيه ثقافات الشعوب بغض النظر عن انتماءاتها، يجمعهم حبهم للحياة وعشقهم للسلام".
الرفيق ياسر السالم يحضر لاول مرة: "كنت متابعا للمهرجان طيلة سنوات، وكنت منشدا إليه من خلال فعالياته، لكن في الحقيقة من خلال التجوال في أروقته وفي خيمة "طريق الشعب" أعتبر المهرجان تظاهرة عالمية كبيرة للتضامن وتفاعل الثقافات، وأيضا مناسبة لتبادل الأفكار والتعرف على مواقف القوى السياسية والأحزاب اليسارية والديمقراطية، وكيفية التعاون لمواجهة القضايا الدولية. وخيمة "طريق الشعب" حقا متميزة بنشاطها وبالحضور الجميل، وبالعلاقة والعمل الجماعي والروح الرفاقية السائدة فيها. وهذا الإقبال الواسع الرائع عليها يعكس اهتمام أبناء الجالية العراقية في فرنسا وبلاد اوربا الاخرى بهموم وطنهم".
توفيق التميمي رئيس تحرير مجلة "الشبكة": "جئت من بلد مزقته الهويات والحروب، الى هذا المهرجان الذي تجتمع فيه شعوب وثقافات عديدة مختلفة. كم أتمنى أن نجتمع نحن العراقيين هكذا، اذن لانتهت المشاكل في ما بيننا. هذا المهرجان تظاهرة ضد الحروب وقراصنة الموت، مهرجان اللومانتيه هو العالم الذي يطمح إليه كل إنسان، اليوم يحق لكارل ماركس ان يبتسم في قبره، لأن أفكاره خلقت عالما كهذا وهو البديل لما نرى من متوحشي العالم.
لقد هزّني المهرجان أنا القادم من جحيم العراق، سأنقل صورته إلى بلدي".