المنبرالحر

من يرغب بهيكل! / قيس قاسم العجرش

طبعاً ليس المقصود هو الكاتب والصحفي الشهيرحسنين هيكل،كما ليس المقصود «هياكل»الحديد التركية التي كان يفترض أن تتحول الى مدارس وتسد شيئاً من النقص الذي يتكون من أربعة آلاف بناية مدرسية يحتاجها العراق.
ما نحن بصدد حيازته سيكون «هيكلاً»ديمقراطياً بدلاً من بناء تبني على أسسه الأجيال القادمة .
إجبار موظفي الدولة بأي شكل من الأشكال على إصدار بطاقة الناخب الألكترونية ماذا يعني ؟
ماذا يعني ان نربط الأشياء ببعضها ثم نذهب الى»سحـل»الناخبين كي يسجلوا أنفسهم ويحدثوا سجلهم الإنتخابي؟.
كلما زاد عدد المشاركين في الإنتخابات، كلما اقتربنا من تمثيل حقيقي للناس وتحقيق أقرب للحقيقة لرأيهم في تحديد من يمثلهم، لكن على أن لا يكون هذا بالجبر او التهديد والوعيد.
إن من قاطعوا الإنتخابات فيما سبق وهم نسبة تصل الى أكثر من نصف من يحق لهم الإنتخاب إنما قاطعوها نتيجة رأي وقناعة في نوعية ما يرتكب من "عملية ديمقراطية" وجب أن نتوقف عند رأيهم هذا ونستطلعه وألا ندوس عليه بطريقة تهمله.
لسنا هنا بحاجة الى «هيكل»ديمقراطي دون مضمون ولسنا بحاجة الى مزيد من المؤسسات على شكل علب من الورق المقوى، والدولة العراقية اليوم مملوءة بمثل هذا المنتوج سيئ الأداء.
لو أن الناخب إنتخب بالفعل من يمثله بغض النظر عن اسباب قناعته بهذا التمثيل لوصلنا الى التمثيل الحقيقي، أما ما يجري الآن فهو شيء من القسر يتسلل الى العلاقة بين المؤسسة والمواطن اعطي له الضوء الأخضر بعد أن عُدّت بطاقة الناخب الألكترونية «وثيقة» ستطلبها دوائرنا مع باقي الوثائق، مع التذكير بأنها لا يعرف بالضبط لماذا تطلب باقي الوثائق.
ربما حان الوقت ليفهم المعنيون، حكوميون أم حكــّام أم مشاركون في هياكل الحكم الخاوية، أن القسر لن ينتج إلا مزيداً من القطيعة وسيزيد من عمق الهاوية بين رغبة الناس وتطلعاتهم وبين وادي العزلة الذي تسير فيه ديمقراطيتنا الهيكلية منذ سنوات.
هل تتذكرون أولى خطوات الإعمار التي اتخذت بعد سقوط النظام السابق؟ كانت خطوات ساذجة اعتمدت على»الصبغ»! لتبدو الأشياء على غير ما هي .. فكانت هناك مقاولات لصبغ الجسور والأرصفة المحطمة وكل ما يمكن طلاؤه بالألوان.. ببساطة لأن من كان قائماً على تلك المرحلة كان همه المظهر بلا جوهر وعبر عنه بأشد الصور فضاضة وهي الصبغ!
هل نحن اليوم إزاء من يحاول أن يصبغ الديمقراطية ؟! لنحصل على لونها دون التماس مع جسدها الحقيقي؟.. الأفضل أن تكون انتخاباتنا حقيقية وإلا فسنحصل على نفس "الصباغين" السابقين لكن في مناصب تبلع الدولة كلها.