المنبرالحر

المجد للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الثمانين/ د.محمود القبطان

وفي كل عام يمر على العراق وشعبه شهر، آذار الجميل، مبتدأ بأوله في ذكرى يوم المعلم المربي الكبير الى نهايته في ال31 منه، ذكرى تأسيس اعرق الأحزاب في العراق وهو الحزب الشيوعي العراقي، وما بينهما من عيد المرأة ومرورا بعيد الربيع, نوروز, عيد الورد ,أيام يتزين به العراق بالذكريات العطرة. وبهذه المناسبة ننحني إجلالا لكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي والذين ضحوا بأرواحهم من الوطن والشعب لا غير.
بعد أيام تحل الذكرى الكبيرة لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الثمانين حيث ولد ليبقى رغم كل المنعطفات عبر هذه السنين، ولم ينحني أمام كل أعاصير العهود البوليسية والفاشية ورغم كل القتل والتعذيب والتسقيط ,لكنه وفي كل مرة ينهض أسدا ليولد ومن جديد وبدم جديد وبالشباب, مخيبا آمال كل السلطات الفاشية القمعية التي تتكالب عليه خوفا من نفوذه.
لقد اثبت التجربة السياسية العراقية ان الحزب الشيوعي العراقي يختلف عن كل أحزاب العراق التقليدية بأنه لم يبع وطنه ولم يكن موسميا ولم يختف أثناء ألازمات مهما بلغت ذروة التنكيل به لأنه حزبا ولد ليبقى .
يتنافس الأعداء الطبقيون لتصعيد وتيرة الهجوم الغبي ضد الحزب في كل عام عندما تقترب ذكرى تأسيسه, فانبرت إحدى النائبات في تقليعة جديدة لإعادة انتخابها وقبل بدأ الحملة الانتخابية رسميا, لتضع لافتة عفا عليها الزمن وهي الشيوعية كفرا والحاد, حيث بعد فشل من أطلق هذا الشعار البائس في ستينيات القرن الماضي لتضيف الى فشلها كنائبة في برلمان الكسالى والفاسدين وسراق أموال الفقراء فشلا جديدا برفعها هذه الشعار لكي تكسب به بضعة أصوات حيث هي لم تصل الى البرلمان بعدد ما حصلت عليه من أصوات وانما مُنح لها الكرسي البرلماني, ووقفت خلفها بعض اللا مرئيات ليرفعن شعارات طائفية من اجل انتقاص حقوقهن وبدراية بحجة حماية النساء والأطفال من الفساد، وكل طائفة تذهب لمراجعها الطائفية لتزيد تفتيت الشعب العراقي الى مكونات متحاربة وكارهة لبعضها البعض.

ومن المؤسف ان بعض الأصوات "المرجعية" تلح وبإصرار على إقرار البرلمان للمشروع الطائفي ,قانون الأحوال الشخصية الجعفري, هذا. ولكن هذا "المرجع" لم ينتقد مريديه ومن يمثلهم تصويتهم على قانون التقاعد للبرلمانيين والوزراء والدرجات الخاصة إنها أكذوبة كبيرة ما يسمى حماية الأسرة وحماية الطفولة لابل يعتبرون من يقف ضدهم وقانونهم إنهم من الشواذ.
وتمر الذكرى الجميلة والعراق مازال يحترق ويوميا بسبب الإرهاب المجرم ومن يقف معه ومن يموله. الحكومة مازالت عاجزة على السيطرة على الأمن والقتلى ولولا تواجد الجيش والشرطة في الشوارع وبأعداد كبيرة جدا لكان الوضع أصبح بيد مجرمي القاعدة وداعش, ولكن الى متى يبقى الجيش مستنفرا مع باقي القوات الأمنية في كل شوارع العراق؟ الحكومة أثبتت المرة تلو المرة إنها صانعة أزمات حتى مع الأقرب لها طائفيا. لكن التخبط سوف يستمر والأزمات تتفجر بسبب عدم وضوح الرؤيا لدى من يدر السلطات. فالتسقيط السياسي على قدم وساق, القضاء يتدخل في شؤون ليست من صلاحياته لابل أصبح قضاء غير مستقلا أسوة بباقي المؤسسات المستقلة كمفوضية الانتخابات والبنك المركزي.. وكل الحلول الفوقية لازمات العراق بين قادة العملية السياسية ومؤتمراتهم فشلت لانهم استبعدوا المخلصين منها وسوف لن تنجح مهما عقدوا من مؤتمرات لأنها لا تمثل الشعب وإنما شريحة من القادة البعيدين عن الجماهير. لا حل لازمات العراق المتكررة إلا بالمؤتمر الوطني الذي دعا له الحزب الشيوعي العراقي وبإشراك كافة القوى الوطنية والمحبة للعراق ولشعبه. أما الحلول الترقيعية فأنها أوراق بالية سرعان ما يجف حبرها وتنسى.

الانتخابات قادمة وحمى الدعايات تصاعدت حدتها من لصق الملصقات الى تمزيقها الى التسقيط والتشهير وليس آخرا توزيع الهدايا الى الفقراء بشكل مُذلّ وبدون حياء حيث لم يعرفوا هؤلاء الفقراء إلا في هذه الأيام.

ويبقى الأمل في جهود الشيوعيين العراقيين الذي أثبتوا وعلى مر العقود منذ تأسيس حزبهم ليومنا هذا إنهم الأمل حيث يتمتعون بالنزاهة ونكران ألذات من أجل وطنهم وشعبهم. واليوم بتحالف التيار الديمقراطي والذي يشكل الحزب الشيوعي العمود الفقري له ,يتحالف مع باقي القوى المدنية الوطنية والديموقراطية لكي يصلوا الى البرلمان ليثبوا ان برنامجهم العابر للطوائف و"المكونات" هو الذي سوف يبني ويعيد اللحمة الوطنية العراقية الأصيلة ويفضح الفاسدين, وسوف تكون من أولى مهامه استتباب الأمن لتنطلق عملية الإنتاج لكبح البطالة التي طالت حتى الكفاءات, وتوفير الخدمات ,وإسقاط الطائفية المقيتة, وضمانة حقوق المرأة العراقية .إن شيوعيي العراق يترجمون مرة أخرى الشعار الذي أطلقه الشهيد الخالد فهد في الربط الجدلي بين تقوية ووحدة تنظيم الحزب وبين تقوية ووحدة تنظيم الحركة الوطنية لان في ذلك هو البناء الحقيقي للوطن وإسعاد شعبه من خلال التعاون الوثيق مع باقي القوى المدنية الديمقراطية.

يقول"الأصدقاء"متى ومتى وكيف ولكن لن يقدموا الحلول وانما يقدموا الانتقادات.تأريخ طويل وتضحيات كبيرة وسجون...ومازالوا بدون رصيد..!!هكذا يقول البعض دون أن يعترفوا قساوة ال35 عام من حكم البعث وما تلاه من أسلمة المجتمع وظهور أحزاب إسلامية –سياسية وبدعم خارجي سيطر على عقول فئات واسعة من الناس والحروب التي مر بها العراق...ويريدون بتاريخ الأربعينيات وما تلاها من عقود الى عقد السبعينيات أن يأخذ الحزب مكانه وكأن شيئا لم يحدث أو يكن وفي خضم سيطرة الإسلام السياسي على الشارع بالتخويف والترهيب وإن لم يكن ظاهريا في كل الأوقات.لكن ما لم يقدمه هؤلاء المنتقدين ما هو الحل,هل يبقى الحزب على الرصيف متفرجا؟هل يقدمون مساعدات ,وبنكران ذات,لكي يستطيع الحزب أن يتقدم إعلاميا أسوة بالباقين؟أم نبقى ننتقد دون أن نقدم الحلول ولا نقترب منها؟

مع كل هذا وذاك فالشباب أصبح ظاهرة في الحزب مفرحة للأصدقاء ومحزنا للأعداء,ولذلك يصابون بنوبات الحقد السياسية عند كل آذار ومن كل عام ولكن هذا العام له خصوصيته عندهم بسبب قرب الانتخابات.لكننا على ثقة كبيرة بالجهود التي يبذلها شيوعيي العراق أعضاء وأصدقاء,لان عميد الأحزاب العراقية,الحزب الشيوعي العراقي ,لا يشيخ

وهنا سر البقاء.

سوف نحتفل بالذكرى العطرة لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وعلى أرض الوطن حيث هناك لها نكهة خاصة وسوف تسعد الجماهير وفي كل بقاع ارض العراق في ذلك اليوم وهو تحدي قوي لكل أعداء الحزب حيث مهما صعّدوا من وتيرة حقدهم وخوفهم فالحزب الذي أسسه الشهيد فهد لن يختفي كما يتمنى الأعداء وإنما يزداد عزيمة من أجل تحقيق شعاره في وطن حر وشعب سعيد.

المجد للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه الثمانين

المجد والخلود لشهدائه البررة

والنصر الأكيد للقوى المدنية الديموقراطية في انتخابات البرلمان القادمة