المنبرالحر

فايروس المحاصصة الطائفية قد استوطن في عقول المتنفذين/ حيدر سعيد

لقد اسست الدكتاتورية للطائفية والمناطقية والشللية والحزب الواحد وبدل ان تعبرها الكتل التي تصدرت المشهد السياسي لتقود
العملية السياسية بعد السقوط ، اختارت المحاصصة الطائفية نهجا في كل ممارسته كمشروع طبق في المجتمع، مما افضى الى الازمات وانتاجها ، مهيأة الاجواء للفساد والفوضى التي شملت جميع مؤسسات الدولة ، غابت معها الخدمات الضرورية والمهمة للشعب ، كالكهرباء والماء والصحة وتوفير فرص العمل للعاطلين وهم بالآلاف من جراء غلق بعض المنشآت الضرورية ، وتركها عرضة للاندثار، امام هذا الوضع المأساوي والمزري الذي سببته كتل المحاصصة الطائفية المتنفذة ، خرجت الجماهير الشعبية والمدنية التي ضاقت ذرعا بأداء تلك الكتل ، التي لم تأت بما وعدت به ، خرجت تلك الجماهير مطالبة بالتغيير وتصحيح العملية السياسية ومغادرة نظام المحاصصة الفايروسي الذي جلب معه كل الامراض والتشوهات الى المجتمع العراقي ، فكانت الاعتصامات المطالبة بالتغيير الجوهري بما تعنيه الكلمة من معنى ،اساسها اعلان الطلاق لنظام المحاصصة الطائفي وعبوره الى المشروع الوطني وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية ،وتصاعدت وتائر الاحتجاجات واخذت اشكالا متعددة ، متزامنة مع قرب الانتخابات في 30/4 /204، مما جعل كتل المحاصصة المتنفذة ، تتلقف هذه الرسائل الاحتجاجية ، موظفة شعاراتها في التغيير لصالحها ومروجة لها، لا بل كانت من اشد الداعين للتغيير وناقدة للمحاصصة الطائفية ، داعية الى دولة المواطنة المدنية ، محشدة على ضوء ذلك كل طاقاتها وما تملكه من اموال بحكم موقعها وما تشغله من مراكز في السلطة لحث الناس لانتخابهم من جديد مستغلة طيبة الناس احيانا وسذاجة البعض وجهلهم في احيان كثيرة .
ان نظام المحاصصة الطائفي فايروس خطر فتاك حلً بالشعب العراقي ، خطورته تكمن في انتاج الامراض الاجتماعية والنفسية والعنفية ، يعيش وينمو في اجواء الفتنة الطائفية ، قاد الى معاناة كبيرة تحملها الشعب العراقي بجميع مكوناته خلال هذه الفترة تمحورت اضراره في الجوانب الصحية والخدمية والتعليمية والثقافية والاقتصادية ، لم تستطع( المكرمات ) !! الترقيعية التي لا تمثل الا نقطة في بحر في حل المشاكل والازمات التي تتصاعد وتائرها مع فايروس المحاصصة .
واليوم يبدا السباق المحموم لاعادة انتاج نظام المحاصصة الطائفي ، حتى قبل ظهور النتائج النهائية ، فنجد ان فرسان نظام المحاصصة يتسابقون على توزيع الحصص من جديد متناسين ما اطلقوه في فترة قبل الانتخابات واثنائها ، من وعود للتغير لبناء دولة المواطنة ، مما يؤكد ان فايروس المحاصصة الطائفي اصبح مستوطنا في عقلية اصحابه وليس من علاج الا بالضغط المستمر والنضال المتواصل لانصار الديمقراطية والمدنية والحرية لاجتثاثه ، لان هذا الفايروس انتهازي متلون بوصلة توجه مصلحته، يغرز سمومه في جسد الوطن والمواطن ويخدر عقول البسطاء .
ان الانتخابات في 30/4 /2014 اثبتت بان وعي الجماهير في تقدم ، لم يرتق بعد الى الحالة التي يمس فيها نظام المحاصصة بشكل فعلي ، يفكك اسباب استيطانه ومكوناته وبيئته وتلونه للبقاء والاستمرار، ستكشف شمس تموز الفاسدين والمتلونين والحرامية ، وان فات الفوز الجماهير المتنورة الحالمة بالتغيير في هذه الانتخابات ، ففي قادم الايام لن يفت ، وستمضي قوى المدنية الديمقراطية في نضالها لتجسيد ما سطرته في برنامجها الذي يؤكد على قيام دولة المواطن ، الدولة المدنية الدستورية الديمقراطية العادلة