المنبرالحر

بعران كبل مو مثل بعران هالوكت/ عبد الله السكوتي

يحكى ان عمرو بن معدي كرب كان فارسا شجاعا، وكان يأكل في اليوم الواحد خروفا، حتى زجرته امه في يوم ما وقالت: وما بطن عمر غير شبر لمطعم، وفيها كان الصمة البكري قد سبى اخته ريحانة، وهو متفرغ لأكله وبطنه، فنهض وطارد القوم بعد سماعه قول امه، وفيها قال قصيدته المشهورة:
أمن ريحانة الداعي السميعُ..... يؤرقني واصحابي هجوعُ
اذا لم تستطع امرا فدعه........ وجاوزه الى ما تستطيعُ
وبعد هذا اتعض ولم يعد مهتما ببطنه، وصار مجاهدا في آخر ايامه، ويحكى ان شيخا ارتقى المنبر وراح يحدث عن شجاعة عمرو بن معدي كرب، وانه اكول، فكان يأكل في الصباح بعيرا، وزوجته تأكل بعيرا، وفي الغداء يأكل بعيرا وزوجته تأكل بعيرا، فقال له البعض: كيف تصل زوجتك وبينكما اربعة بعران، فنهض رجل من الجالسين وقال للشيخ: شيخنا شلون واحد ياكل باليوم بعيرين، فرد الشيخ: زلم كبل مو مثل زلم هالوكت، فقال الرجل: وبعران كبل مو مثل بعران هالوكت، وانا ارى انه بالفعل بعران كبل مو مثل بعران هالوكت، لان بعران هالوكت بدل ان تكافىء الناس بعد ان استغلت مشاعرهم في انتخابها، تقوم بايذائهم بقطع الكهرباء عنهم، ولتقدم لهم اردأ الخدمات الصحية، فمدينة الطب صارت مسلخا وليس مستشفى، واي واحد يريد ان يتأكد، ما عليه الا ان يجلس هناك ساعة واحدة ويرى حجم الوفيات، الطب في العراق صار مصدر سخرية للدول الباقية، ولست انسى تلك النادرة التي تقول ان مريضا اجريت له عملية في السبعينيات من القرن الماضي ونسي الطبيب مقصا في بطنه، الطب اليوم انتحار، والافضل للانسان ان يبقى ينتظر الموت خيرا له من الذهاب الى مدينة الطب، للاسف اصبحنا حقلا للتجارب امام السياسيين، فوزير الصحة حين يزعل على رئيس الحكومة، فهذه كارثة، ووزير الكهرباء حين يزعل فاضرب الكارثة في اثنين وهكذا، وهذا بسبب بعران هالوكت.
الانتخابات والولاية الثالثة التي لا اعتقد ان بعدها ولاية رابعة، غير مشجعة على العمل لانها آخر ولاية، وحتى الآن لم يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، ولذا ستطول محنتنا، سنموت، ونعاني من الكهرباء والخدمات الاخرى حتى تحسم الامور، لنعرف من الذي سيمسك الدف، ومن الذي سيغني، وماذا سيكون كنه هذا الغناء، هل سيكون مكررا معادا، ام ان العمل في المرحلة المقبلة سيكون مختلفا بعض الشيء، وهذا بعيد لان الاسماء تكررت والعقليات ايضا وهذا من شأنه ان يبقي الامور على ماهي عليه، لا ادري متى تكون الحكومة فاعلة فتنتبه للتجاوزات، من غير الممكن ان يبقى الوطن بلا قانون، انهم يصادرون الارصفة يا سيادة الرئيس الا تنوي ان تفعل شيئا تجاه هذا الامر، قبل يومين اشترى احدهم خمسين مترا في زقاقنا وانشأ عليها عمارة، ولان العمارة تتعارض مع اسلاك الكهرباء الممدودة في الفضاء، قام الرجل بالاتيان بمفرزة كهرباء اهلية، اترون اهلية، وقاموا بقطع الاسلاك، وكان من قبل قد رشا بعضهم لنقل عمود الكهرباء من محله، تحمست واتصلت بدائرة الكهرباء وكل ضني انه سيعاقب، ولكنني في النهاية استجرت بالناس لتخليص نفسي، لان صاحب المفرزة هددني بانه سيأتي باعمامه ويعاقبني على اتصالي بالكهرباء، وانتهت ببوس اللحى والاكف، انت رئيس وزراء فاشل جدا لانك لم تفرض القانون، انت من اشاع الفوضى وقرب العشائر في حروبه والسلام، وصدق الرجل حين قال: بعران كبل مو مثل بعران هالوكت.