المنبرالحر

الربح يجبر الاقتصاد على النمو ومن ثم الى الأزمة/ اعداد: حازم كويي

تبرزُ مطالب مفهوم الربح بالحصول على المزيد، فقاعدة النمو الاقتصادي تتمثل في الاقراض المالي والذي يعني ان هناك نمواً الزامياً حتى أِن توفر التمويل البضاعي والخدمي .
ان تضاعف النمو هذا لايمكن ان يستمر بلا حدود، فعملية الاجبار تؤدي الى المزيد من تفاقم المشاكل العالمية والتي تظهر في تهديد وتدمير البيئة وتزايد الديون على الدول والازمات الاقتصادية المترابطة بالاضطرابات الاجتماعية ومنها الحروب والاستغلال الفاحش للانسان والطبيعة.
وهذا مايحدث الآن في عالم القطب الواحد، فشروط المديونية على اصحاب الشركات والمصانع كبيرة ، فهم ُمجبرون على تحقيق الربح التجاري لزيادة الاستثمار الرأسمالي من اجل استمرارية السيولة .
نتائج هذا النمو الالزامي (الاكراه) هي الازمات وتدمير الطبيعة، لكن الربح لوحده ليس هو الجذر لهذا النمو، لان هدف اصحاب الشركات المرسوم هو النمو بدون القرض ،الا ان النتائج تتمثل في اجبارهم على المنافسة الحادة في السوق وفيها يتصادمون من اجل الربح وبالتالي الى المزيد والمزيد من جني الارباح ، فالذي لا يستطيع الصمود امام هذه الحالة لا يمكنه من زيادة رأسماله بشكل كافٍ كي يتوسع ويكون في النهاية خاسراً فيقذفه السوق خارجاً. فعامل الاكراه يُكَوّن النمو من خلال الارباح.
والقياس الحسابي لهذه، هي معدلات الارباح الاجمالية، والمثال على ذلك في المجال الصناعي هي شركة سيارات المرسيدس (دايملر بنز)، التي عانت منه عام 2012 بارباحها التي قدرت ب 8%.
لكنها لم تفلح عام 2013 بنفس النسبة فاضطرت مرغمة على ارباح قدرها6,4% .
والسبب في ذلك يعود الى منافسة شركة اودي(AUDI) للسيارات والتي ربحت ضعف المرسيدس كونها اتبعت وسائل اخرى كي تبعد منافسيها من النمو على حسابها.
فالمؤسسات تطمح وكل واحدة على حدة للتوسع وتقليص نفوذ الآخرين، من خلال استغلال القروض من البنوك، لهذا فأن سلطة البنك لا تنتج اكراهاً للربح، بل الاكراه لاجل الربح ينتج سلطة البنك وبها تعمل على زيادة اجراءاتها للمزيد من الارباح.
لكن السؤال هو من اين تأتي هذه الأزمة ؟
كلما ازداد الاكراه في التوسع وفي جميع المجالات الاقتصادية، كلما كانت هناك وبالضرورة فوائض انتاجية، فالانتاج متواصل' في مجال صناعة السيارات، وفي عالمنا هذا توجد الكثير من المصانع ولا يفكر احد منهم بالاغلاق ، بل العكس ،زيادة السعة الانتاجية وبمساعدة البنوك بالقروض ، والتي من خلالها يجري بناء مصانع اخرى جديدة ، ورغم عدم امكانية بيع جميع السيارات ، الا ان القرض يعطي القدرة وعلى مدى واسع للتوسع الانتاجي واكتساح ذلك من خلال معرفة الامكانيات المالية المحدودة للزبائن .
ان هذا الوضع سيؤدي في وقت ما الى أزمة، لعدم وجود حدود النمو اللانهائي في عالم محدود الامكانيات، وحكومات هذه الدول لاتُعير اهمية للقيام باجراءات تحِدُ من سلطات البنوك والحد من توسع السوق الذي سيهلك الجميع.
ياتُرى هل أن ماركس على حقٍ عندما كتب من أن الرأسمالية تحفر قبرها بيدها ؟.