المنبرالحر

رسالة مفتوحة من مقاتل كردي الى الشاعرة والناشطة الامازيغية مليكة مزان / شه مال عادل سليم

الى الشاعرة والمناضلة الامازيغية مليكة مزان المحترمة : ـ
في إطار إيمانكم بجهاد النكاح المضاد ,نشرتم عبر حسابكم وصفحتكم الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي ( فيس بوك ) رسالة تقولون فيها , بانكم تضعون خدماتكم الجنسية رهن إشارة كل من يرغب فيها من أفراد الجيش الكردي( البيشمركة ) في حربهم ضد همجية الإرهاب , كما اعلنتم عن شروط الاستفادة من هذه الخدمات وهي: ( الإدلاء فقط ببطاقة التعريف الوطنية وبطاقة الانتماء إلى هذا الجيش ) اي الجيش الكردي ....( انتهت الرسالة )
المناضلة الامازيغية مليكة مزان المحترمة : ـ
انا كمقاتل ( بيشمركة ) دافعت عن وطني وشعبي ضد النظام البعثي الفاشي في صفوف بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي جنباً الى جنب فصائل ( البيشمركة ) الاحزاب الكردستانية الاخرى في جبال ووديان كردستان الشماء , وعليه استوقفني (كبيشمركة ) وقادني الى كتابة هذه الكلمات رسالتكم المنشورة عبر( فيس بوك ) وعليه وددت ان اوضح واقول لكم بعض الحقائق التي يجهلها البعض وبعجالة :
بعد الحملة الشرسة التي قامت بها السلطة الدكتاتورية البعثية واجهزتها الاخطبوطية القمعية عام 1978 ـ 1979 لتصفية الحزب الشيوعي العراقي اضطر المئات من خيرة بنات و ابناء شعبنا العراقي بعربه وكرده وتركمانه ومسيحييه وصابئته من اعضاء الحزب اللجوء الى مناطق امنة والانتقال الى العمل السري والبارتيزاني بعد استحالة بقائهم في المدن والنواحي والاقضية دون التعرض لخطر الابادة والتصفية الجسدية .
و استطاع قسم من رفيقات ورفاق الحزب ان يهربوا الى بقاع الدنيا حسب ما استطاعوا كخطوة اولى ومن ثم التحقوا بصفوف بيشمركة حزبهم ( الحزب الشيوعي العراقي ) في جبال كوردستان الشماء وخاصة بعد ان لبوا نداء الحزب ثم طلبه في العودة الى كردستان والمشاركة في حرب الانصار( البارتيزان ) بجانب القوى التحررية الكردستانية الأخرى بعد ان تقرر رسميا تبني الكفاح المسلح كاسلوب رئيسي في النضال من اجل الاطاحة بالنظام صدام الدكتاتوري في عام 1981 , رغم ان تاريخ تشكيل اول مفرزة بارتيزانية شيوعية يعود الى عام 1979.....

وضمن مقدمة هذه النخب والمجاميع البارتيزانية ، تقدّمت فيدائيات شيوعيات طليعيات ، اللاتي لبّين نداء الحزب بروحية جهادية عالية ونكران ذات كبير...وكرسن حياتهن من اجل سعادة وحرية شعبنا وخاصة بعد ان اكمل قسم منهن دراساتهن الجامعية حيث وصلن الى كردستان مع مجاميع وجبات من البيشمركة كانوا اصحاب شهادات وكفاءات عالية بعد تخرجهم في معاهد وكليات ارقى دول العالم ....والبعض منهن رجعن الى كردستان ولم يكملن دراستهن واكتفين بدورات عسكرية في معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وفي دول عربية اخرى و غيرها ....
خلال فترة الثمانينات وصلت مجاميع كبيرة من الفدائيين والفدائيّات ( البيشمركة ) الى ارض الوطن بعد ان قطعن مسافات طويلة وعبر طرق واراضي دول مليئة بالمخاطر..حيث كانت عملية عبور ايّ من الحدود تستغرق اسابيع وشهور سيرا على الاقدام لان الحركة كانت في الليل فقط ...
ومع وصول الفيدائيات ( البيشمركة )الى ارض الوطن ارتدن الزي الكردي الرجالي (كورته ك وشه روال ) وحملن السلاح جنبا الى جنب رفاقهم ( البيشمركة ) ... ....فظهرت ولاول مرة في تاريخ حركة الكفاح المسلح في كردستان عشرات من الفدائيات الشيوعيات وهن مدججات بالسلاح يعملن بجد واخلاص وتفاني في صفوف مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي من اجل الاطاحة بالنظام الدكتاتوري واحلال البديل الديمقراطي جنباً الى جنب فصائل ( البيشمركة ) الاحزاب الكوردستانية الاخرى . . . اضافة الى اللواتي لعبن دورا بارزا في استنهاض الجماهير في كردستان وفي انتفاضاتها اعوام 1982 ,1984 , 1987 وانتفاضة اذار 1991المجيدة ,
اول ما قامت به الفدائيات ( البيشمركة ) البطلات كان مساعدة اهالي تلك القرى القابعة في اوقيانوس الاحزان ... في اعادة بناء ما خربته القنابل والصواريخ والكاتيوشات والراجمات التي كانت تمطر عليهم اكثر من مطر وثلوج الشتاء ...نعم فالفدائيات ( البيشمركة ) الشيوعيات ساعدن اهالي القرى في بناء ما دمرته الحروب وانفالات الحكومات العراقية المتعاقبة من البيوت و المدارس .
وبالاضافة الى مهماتهن الكثيرة والمتعددة قمن على سبيل المثال ... باعطاء وتقديم الارشادات الصحية لاهالي القرى وفتح دورات لمحوالامية ... حيث ولاسباب معروفة لنا جميعا حرمت هذه المناطق والتي سميت بمناطق (المحظورة) من حق التعليم والصحة والخدمات الرئيسية والخ ... ...
كانت الفيدائيات ( البيشمركة ) يترددن على القرى للأطمئنان على مرضى العوائل ويقدمن لهن المشورة والنصائح وطرق الوقاية من الامراض التي كانت منتشرة في المنطقة ...وكن يساعدن ايضا النساء الحوامل عند الولادة ويقفن بجوارهن ويقدمن لهن كل المساعدات الطبية ... ومن خلال تلك العلاقة الودودة بين الفيدائيات واهالي القرى تعلمن اللغة الكردية كطريقة للتفاهم المباشر وخاصة بين الفيدائيات اللاتي عملن في مجال الصحة ( الطبيبات , الممرضات ، الخريجات ) ... حيث وبفترة قياسية قصيرة ذاع صيتهن بين القرويات واصبحن محل التقدير والفخر والاعتزاز ...
كان اهالي تلك القرى من النساء ينظرن اليهن كرموزمباركة وكهدايا ارسلها الله لهن ...فكنّ ينتظرنهن على الأكل والشرب ...وكم كانت المفرزة محظوظة لو كانت تضم فيدائية ( بيشمركة )معلمة ( ماموستا ) او طبيبة( دكتورة او ممرضة ) , طبعا للأهتمام بهن واعطائهن كل ما يمكن تقديمه من بيوتهن الطينية الفقيرة المتواضعة ...
ومن هذا المنطلق عرفت كردستان وشعبها اسماء لامعة ونجوم ساطعة في سماء النضال والتحدي والمقاومة
نعم ....كانت الفيدائيات ينتقلن من موقع لأخر ويقمن بالواجبات العسكرية رغم الظروف القتالية الصعبة وقساوة الطقس في كردستان وكان لاغلبهن دورا متميزا في التنظيميات النسوية بالاضافة الى القاء المحاضرات والندوات وايضا توزيع النشرات والجرائد والادبيات الحزبية اثناء نصب سيطرات البيشمركة على الطرق والشوارع الرئيسية في عموم مناطق كردستان ...والدخول الى عمق اراضي التي كانت تحت سيطرة ازلام النظام البائد بجانب رفاقهم الشجعان .
وعليه اطلب منكم واتمنى ان تزورون كردستان التي تفتح ابوابها لكل احرار العالم , لتلتقون بفدائيات كرديات يشاركن في الخطوط الامامية بجبهة القتال ضد داعش .
نعم تعالوا لترون بام أعينيكم كيف يقاتلون اخوانكم واخواتكم في خنادق القتال وفي الخطوط الأمامية دفاعا عن بلدهم وارضهم وكرامتهم وشرفهم .
كونوا لهم سندا قويأ (بكلماتكِم وقصائدكم الرائعة ) في حربهم ضد الارهاب والارهابيين , فهم لا يحتاجون سوى الدعم المعنوي والتشجيع من اصدقاء شعبهم لمواصلة نضالهم وكفاحهم من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ...... !!
من خلال هذه الرسالة المتواضعة اردت ان اقول لكم : اهلا وسهلا بكم في ربوع كردستان النضال والمقاومة والمجد , اهلا وسهلا بكم (كفيدائية ـ بيشمركة امازيغية ) متطوعة في صفوف الفيدائيات الكرديات اللاتي قاتلن ويقاتلن جنبا الى جنب اخوانهم البيشمركة الابطال من اجل سعادة الشعب وكرامته ومن اجل دحر الارهابيين والظلاميين القتلة ..... كونوا معنا في خنادق المقاومة والنضال , كونوا عونا وسندا قويا لنا بكلماتكم وقصائدكم ومواقفكم المشرفة , واكتبوا عن نضال وبطولات البيشمركة الابطال في معاركهم ضد الارهاب والارهابيين الاقتلة .

رجائي كبيشمركة وكمحارب قديم خدمت في صفوف القوات البيشمركة وانا في السابعة عشر من عمري ان تزورون بلدكم الثاني ( كردستان الحبيبة ) لتتعرفون عن قرب على خصال الشعب الكردي .
نعم..... لترون بام أعينيكم كردستان وجبالها ووديانها وبساتينها ومروجها وشعابها وعيون مائها وسمائها , ولترون صمود وجراءة واصرار وكفاح شعب كردستان من اجل الحرية والسلام ......... ... ...
نعم يا سيدتي من صلب واجبكم كصديقة للشعب الكردي ان تكتبوا عن الفدائيات اللاتي اخترن الجبال ليهدمن الاسوار والزنازين وليكسرن سلاسل وقيود العبودية ... اكتبوا عن الفيدائيات ( البيشمركة) اللاتي رفعن المشاعل والرايات واصبحن الشرارة الاولى التي اندلع منها اللهيب .... اكتبوا عن مجزرة جبل شنكال وعن الكارثة التي حلت بالاخوات والاخوة المسيحيين والشبك والايزيديين على يد الارهابيين القتلة ..... اكتبوا عن الانفال والفرهود والعزوات في قرية (كوجو) المغدورة ....اكتبوا عن الاطفال الذين ماتوا جوعأ وعطشأ في شنكال , اكتوا عن انفلة النساء والفتيات الايزيدييات والمسيحيات ........
لا ... لا اعتقد ان ذالك صعب عليكم ...., اذن لنتقدم معا ...نعم معا كما كنا معا دائما لتدوين ما حفر في جدار القلب ....
اخيرا لم يبقى لي الاّ ان اقدم اليكم باقات من الورود والرياحين والنرجس الجبلي ايتها المناضلة الصامدة وانحني اكراما واجلالا لشجاعتكم النادرة ونضالكم الدؤوب من اجل تحقيق الامل العظيم , امل الكادحين بالعدالة الاجتماعية والغاء كل انواع الاضطهاد والتمييز الطبقي والقومي والديني والمذهبي في في عراقنا اليوم ...
ختاما لنقف معأ بخشوع لذكرى شهيدات وشهداء حركتنا البارتيزانية ....
تحية وقبلة لكل فدائي( بيشمركة ) ومناضل قدّم حياته لتحيا كردستان .........
النصر لنا والخزي والعار للقتلة الإرهابيين والمجرمين .

20 اب
اربيل النضال والصمود والتحدي