المنبرالحر

القرار الدولي حول داعش وتمويلها / ا د .حاكم محسن محمد الربيعي

صدر عن مجلس الامن الدولي يوم الجمعة الماضي قرار يركز على اضعاف هذه الجماعات من خلال قطع التمويل عنها ومنع انضمام الاجانب الى هذه الجماعات الارهابية ويدعو الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى منع الارهابيين من التدفق على كل من العراق وسوريا ,كما يحذر الدول من التعامل مع هذه الجماعات ويعد هذا القرار خطوة متقدمة من المجلس في محاربة هذه الجماعات التي زرعت الخوف والرعب لدى المواطنين في كل من العراق وسوريا لكن السؤال الذي يطرح نفسه ولاسيما اذا علمنا ان هذه الجماعات لديها موارد مالية ولكن ليس لديها استقرار فهي متحركة وجوالة لديها سيارات ?ديثة وسلاح يفوق اسلحة بعض الجيوش فمن اين حصلت عليها؟ صحيح ان الجيش في الموصل ترك اسلحته وآلياته والعتب غلى قياداته وآمريه وهذا يثبت انه ليس جيشا مهنيا وهو ما تتحمله الحكومة السابقة التي اعتمدت سياسة الابعاد والتهميش والاقصاء، بمعنى آخر لم تعتمد السياسة المهنية في بناء الجيش فابعدت ما راته من وجهة نظرها خطر عليها خوفا من انقلاب عسكري وقربت ما راته يحفظ امنها ومنحت الرتب و كافأت, فكان ما كان. ان الجماعات الارهابية سواء كانت القاعدة او المنشقين عنها كانت الولايات المتحدة وما زالت تدعمها وتزودها واطراف اقليمي? بالمال والسلاح منذ التواجد السوفيتي في حينه في أفغانستان. باعتبارهم مجاهدين كونهم يحاربون السوفييت الذين احتلوا دولة اسلامية هذا من وجهة نظر الدول الاقليمية التي تعلن دائما انها داعمة للإسلام اما الولايات المتحدة الامريكية فلا يهمها موضوع الاسلام، بل هي تعمل بطريقة او اخرى على محاربته وهذا موضوع لا خلاف عليه ولا سيما قبل الغزو الامريكي للعراق، حيث اعلن الرئيس الامريكي بوش الابن عن حربه ضد العراق بانها حرب صليبية , لكن الدعم الامريكي لهذه الجماعات يرتبط بالمصالح الامريكية فاذا شكلت هذه الجماعات خطراً عل? المصالح الامريكية او مصالح وامن دول تهم امريكا يصبح هؤلاء ارهابيون وتتم معاقبتهم او اصدار قرارات ضدهم اما عندما يشكلون مصدر خطر او ازعاج لدول تستهدفها امريكا لانها لا تسير على النهج الامريكي في حالة كهذه هم اما مجاهدون او ثوار وهذه الصفة تطلقها فضائيات لدول اقليمية معروفة وبعلم الامريكان والسؤال للإدارة الامريكية هل يخفى عليها من يمول ويسلح هذه الجماعات وكم مرة صدرت تصريحات امريكية توضح الاستعداد الامريكي لتسليح هذه الجماعات؟ وبالتالي فان امريكا و بريطانيا وبعض الدول الاقليمية تعرف من هي هذه الجماعات و?ن يدربها ومن اين تدخل الى العراق او الى سوريا او لبنان او اليمن؟ وقد صرح وزير التربية الالماني بان دويلة كذا (قطر) سماها الوزير الالماني بانها الداعم الرئيسي لداعش والتنظيمات الارهابية وفي رد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية عن مصادر تمويل هذه الجماعات اجابت ان مصدرها الخطف والفدية وان بعض المواطنين من بعض الدول في المنطقة يقدمون الدعم المالي وان هذه الجماعات ليس لها دين وسنعمل والكلام للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية مع دول المنطقة لتجفيف منابع التمويل لهذه الجماعات وفي ردها على سؤال لاحد الص?فيين عن الاجراءات التي تتخذ من قبل الادارة الامريكية تجاه الجهات الممولة؟ كانت الاجابة بانه ستكون هناك عقوبات ونعمل مع شركائنا في المنطقة على ذلك واشارت الى ان هذه الجماعات تستخدم حدود دولتين في المنطقة وسيتم مراقبة هذه الحدود, كما تحدث الرئيس الفرنسي عن جهود مشتركة مع دول المنطقة ودول اخرى للقضاء على هذه التنظيمات التي تسيطر على بعض المناطق في العراق , ما يمكن استخلاصه ان هذه الجماعات لم تولد لحالها وانما هناك دول ساهمت بصنعها ومولتها بالمال والسلاح واستخدمتها حسب ما ينسجم مع مصالحها ولكن هذه الجماعات عن?ما اصبحت تشكل خطرا على مواطني ومصالح بعض هذه الدول ومنها دول ساندتها ومولتها اتخذت قرارا بمحاربتها لا سيما بعد استهداف بعض مواطني هذه الدول وقيامها بأفعال اجرامية تجاه الاقليات في العراق وسوريا بشكل اجرامي وبشع لذلك عملت على مطالبة مجلس الامن على اصدار هذا القرار الذي نامل ان يجري تطبيقه اضافة الى الجهود الامريكية والاوربية للمساعدة على استئصال هذا الورم السرطاني على حد وصف الرئيس الامريكي اوباما .