اسواق الاسهم المالية.. ضغوطات من اجل المزيد من الارباح/ اعداد : حازم كويي
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الجمعة, 29 آب/أغسطس 2014 15:58
عندما تقوم الشركات باصدار الاسهم، فهي تريد ان تحصل على المال من المستثمرين كي تستطيع مواصلة عملها، والمستثمر يحصل على الارباح مقابل ما يشتريه من الاسهم ، حيث تقسم حسب النسب المرسومة. ويجري فيما بعد التعامل بالاسهم في سوق البورصة،
والهدف هو انه كلما زادت (حسب التوقعات ) ارباح الشركات ، كلما تزداد اسعار الاسهم، والمُساهمون يطالبون الشركات بارباح متصاعدة، لانهم يطمحون بزيادة قدراتهم المالية، وتعمل مؤسسات الاسهم المالية هذه بكل الوسائل وبالسرعة الممكنة لجني اعلى على الارباح ، دون ان تهتم بالعاملين او بالبيئة او لخطط ووجهات نظر الشركات البعيدة المدى.
ففي المانيا يُردد رئيس شركة دايملر بينز المنتجة لسيارات المرسيدس (يورغن شرمب) (الربح، الربح ثم الربح) والذي يقتبس مفهوم مالكي الاسهم بتحقيق أعلى الارباح وفي كل مكان.
ِوفي الحقيقة فان مالكي الاسهم يمارسون ضغوطاً شديدة على الشركات من اجل تحقيق الارباح ، وهنا يكون من المنطقي ايضا عدم استطاعة كل فرد بعبور معدلات فوق المتوسط، لذلك تحفز الشركات على تخفيض الاسعار المستمر مع زيادة الانتاج ، وحال نجاح ذلك يحصلون على ارباح عالية.
السؤال هو لماذا تستسلم الشركات لضغوطات مالكي الاسهم او يُطرح السؤال بشكل آخر، لماذا يجري اصدار الاسهم؟ هل من اجل خلق الرأسمال؟ ولِمَ هذه المراعاة لأسعار الاسهم؟
يجري التعامل بالأسهم عن بعد من خلال الشركات في البورصة، لانها تريد اصدار الاسهم مرة اخرى، كي تخلق الرأسمال لها، وكلما كانت اسعار الاسهم عالية، كلما حصلت على اموال اكثر عن طريق اصدارات جديدة،فهي تريد ان تعطي انطباعاً ايجابياً عن قيمة الاسهم من خلال البورصة ، وهذا يعني انه كلما كانت اسعار الاسهم عالية، كلما كانت مصداقية القرض اقوى،تتمكن الشركات فيها بالحصول على قروض بنكية بفائدة اقل .
ومن جانب آخر يطالب المستثمرون بايرادات عالية من الشركات ، وهنا يجب عدم النسيان من ان اهداف مالكي الاسهم والشركات متطابقة الى ابعد الحدود، فالشركات تصدر الاسهم كي تزيد ارباحها ومالكو الاسهم يطالبون بنفس الشئ، اما الاقتصاد الحقيقي الذي لا علاقة له بالبنوك يكون في هذه الحالة ضحية لهم، وكما هي في حالة القرض. فاالشركات المساهمة ومالكي الاسهم يدخلون في عملية مضاربة لارباح قادمة ، التي تخوضها الشركات المتنافسة.
فأذا لم يتحقق النجاح في تحقيق الهدف، يبدو الامر وكأن الشركات ُمستعبَدة من الاسواق، لكن لماذا تضغط الاسواق على الشركات .
الهدف هو ان الشركات تريد ذلك بالضبط ،عدا ذلك ما حاجتها الى اصدارالاسهم!.