المنبرالحر

السيكولوجيا المكون الأكبر للبورصة / اعداد: حازم كويي

في سوق البورصة يجري تداول التوقعات، فسعر السهم يرتفع حين يُتوقع بزيادته.
وهنا يسود ما يسمى بانتظار توقعات الآخرين، والتي تتعلق بالتوقعات النظيرة، وبالتالي تنتج البورصة مزاجية غامضة من التقلبات الكبيرة، وهذا صحيح من ناحية، لأن اسعار الاوراق المالية يتقلب وفقاً لتوقعات المتداولين فيها وكل هذه لها علاقة متأرجحة مع السيكولوجيا، من ناحية الخوف، النشوة وغريزة التتبع.
لكن هذا لايعني ان اسعار الاوراق المالية غير عقلانية، فهي تتقلب صعودا ونزولا وبشكل غير اعتباطي، فالتجارة يجري توجيهها من خلال تواريخ اقتصادية حيث تكون مقياسا للتوقعات المقبلة.

وان كان هناك باعث منطقي كبير يقف خلف تأرجح الاسعار ،الذي يتعلق بامكانية زيادة الارباح، فهنا ستكون بلاشك الاسهم المنتظرة من الجميع لشرائه.
فقيمة اية شركة يقرره المزاج في البورصة، فكيف تحدد القيمة الحقيقية للشركات في العالم الرأسمالي؟ ومن الذي يحدده؟
(بناء الشركة ومكائنهاهي عبارة عن كومة من المعادن والحجارة)
فهل من الممكن ان تتكون قيمتها من مجموع اسعار المقتنيات؟
لنأخذ على سبيل المثال شركة تتكون من عشر مكائن، سعر كل ماكنة على حدة الف يورو، عشرة عمال، راتب كل عامل سنوياً 10 آلاف يورو، اضافة الى مبنى الشركة الذي كلفَ شراؤه مبلغ 100ألف يورو . فهل تكون قيمة الشركة هي 210 ألف يورو ؟
كلا فهذا المبلغ اكثر من قيمته، ان غرض مالك الشركة هو تحقيق المزيد من الارباح، فالقيمة تعتمد على مقدار ربحها.
ومن الواضح هنا ان المسألة لاتتعلق هنا بالارباح السابقة بل الى المستقبل، فقيمة الشركة يعتمد دائماً على توقعات الارباح من المُشترين، وبالتالي فأن قيمة حتى اكبر المصانع هي التأرجحات الحاصلة التي سبق الاشارة اليها، فعلى سبيل المثال، جرت عملية شراء احتكار السيارات الاميركية (كرايسلر) عام 1998 من قبل احتكار دايملر بنز (المرسيدس) الالماني بمبلغ 30 مليار دولار.
بعد عشر سنوات باعته مرة اخرى لاحتكار كرايسلر بمبلغ 5 مليار دولار.