المنبرالحر

لتعي القوى السياسية مهماتها وتعمل على أخراج العراق وشعبه آتون هذه الحرب المدمرة / صادق محمد عبد الكريم الدبش

شدني اليوم الكرنفال الأستذكاري ( لأنتفاضة الشيوعيين ضد حكم البعث ونظامه الأرهابي في عام 1968م في هور الغموكة في الدواية)، وما يحمله من )
دلالات ودروس ، وما يستوحيه المتتبع لنضال الشيوعيين وحزبهم المجيد ، عبر تأريخهم الحافل بالمئاثر والدروس ، وما تحمله الشيوعيون العراقيون من مسؤوليات جسام ، وقدموا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن مصالح الكادحين والمعوزين وتحسين ظروفهم الصحية والتعليمية ، وتحسين ظروف العمل وتأمين حياة الكادحين وغيره من متطلبات العيش الكريم ، وواجه الأنظمة المتعاقبة بصدورهم العارية وبقوة أرادتهم واستبسالهم وصمودهم ، وكانوا كخلية نحل يسهرون ومن دون كلل أو تعب أو تراجع او خدر ، فكانوا يصلون الليل بالنهار للعمل وسط الجماهير من شغيلة اليد والفكر لتنظيمهم وتوعيتهم وقيادة نشاطاتهم من أجل تحقيق مصالحهم بالرغم من كل الأجراءات القمعية والأرهابية التي كانت تمارس ضدهم ، وعبر هذا السفر المشرف والذي هو وسام بطولة وشرف على صدور الشيوعيين وأصدقائهم وجماهيرهم الوفية والمناضلة والمتفاعلة مع الحزب وقياداته ، القيادة الثورية لهذه الملايين الساعية للغد السعيد .
أنظر الى هؤلاء الذين تجشموا عناء السفر شيبا وشبابا وصبيتا وصبايا ومثقفين وادباء وفنانين وكوادر وقادة سياسيين وصحافيين وكتاب ، ومن مختلف المدن والقصبات ومن مختلف المذاهب والمكونات والطبقات لأحياء مناسبة عزيزة كريمة على عقول وقلوب الشيوعيين وأصدقائهم ومن القوى الديمقراطية التي تشاركهم مشاعرهم وفرحهم ، وهي مناسبة بتجديد العهد بمواصلة النضال حتى تحقيق الأهداف التي أنطلقت من أجلها أنتفاضة الأهوار الخالدة ، ولتحفيز جماهير شعبنا وتحفيز وأشعال جذوة النضال بين صفوف الملايين لحثهم وتوعيتهم بمسؤولياتهم بالدفاع عن مصالحهم ومن أجل الغد الأفضل . أنهم قوى متحفزة ومتحمسة وعاشقة لتسلق المجد في أعاليه ....أنهم يعشقون الحياة ...ولكنهم يسترخصونها عند سوح الوغى والكفاح ، ويعملون لأسعاد الناس من خلال تبني قضاياهم وكل ما يسعد الكادحين والمتعففين والفقراء ..أنهم ناكرين لذاتهم ومصلحتهم ، فهم أول الساعين لبناء الحياة الكريمة والسعيدة للشغيلة والفقراء والكادحين ، وأخر المستفيدين من مكاسب نضالهم وتضحياتهم وذائدين بالنفس والنفيس في سبيل تحقيق هذه القيم الخلاقة ....وهذا هو ديدنهم ...وهذه هي مبادئهم التي جبلوا عليها ، وهو ما يميزهم عن غيرهم من القوى السياسية ....ونقولها بكل صدق وفخر وأعتزاز ويشهد لهم العدو قبل الصديق ، هكذا هم الشيوعيون وأصدقائهم ، هم مدرسة للعز والشهامة ولنشر الخير والمحبة والسلام والتأخي بين مختلف الأطياف والأجناس والأديان والملل ، مقتفين فلسفة وفكرا نيرتين عظيمتين، والتي تمثل باكورة التراث الثر والمتوارث لمن سبق زعماء البروليتارية وفخرها ماركس وأنجلس ، ومن أقتفى أثرهم من بعدهم ، والذين ساهموا بأكتشاف الجديد ليتواصل مع علمية الشيوعية وقوانينها ( المادية الديالكتيكية والمادية التأريخية ...وقانون نفي النفي ) والعمل على تطوير وأكتشاف ما يجدد ويطور هذه الفلسفة العظيمة لكي تنسجم مع تطور الحياة وشروط الأنتقال من مرحلة الى أخرى لكي تتمكن الشغبلة وقيادتها الثورية ( الأحزاب الشيوعية والحركات الثورية وقوى التحرر الوطني العالمية من قيادة قاطرة التأريخ ) المتمثلة بالصراع الطبقي مثلما وصفه ماركس وأنجلس في البيان الشيوعي ، وتأكيدا على أن الشيوعية ليست نظرية جامدة !...بل هي وقوانينها تتطور مع تطور الحياة ومستلزماتها وضوابطها وقوانينها ، ومثل ما قال أنجلس ( الشيوعية تجدد ثيابها مع الزمن ولا تشيخ ) وهذا التجديد لا يتم بشكل كيفي أو بشكل عشوائي ، يأتي بشكل منظم ودقيق ، ولاكن من خلال البحث عن هذه القوانين وأكتشافها والأبداع في تطبيقها وتطويعها بما ينسجم مع نمو القوى المحركة للتأريخ وهي الشغيلة صانعة الحياة وخالقة الجديد ، من خلال صدارتها لهذا الصراع وبوعي قيادتها الثورية المتسلحة بكل ما هو جديد في قوانين هذه النظرية، والتي من خلال تطور الوعي في صفوف الطبقة العاملة وقيادتها الثورية لتتمكن من خوض النضال الضاري مع القوى المستغلة مالكة وسائل الأنتاج ( البرجوازية وحلفائها من الرأسماليين والأمبريالين ) وبنضال هذه القوى الثورية من شغيلة اليد والفكر والتي لا تفقد بنضالها هذا سوى أغلالها وتربح عالم بأسره ...مثل ما قال كارل ماركس في البيان الشيوعي الصادر في عام 1848م ، ومن خلال هذا النضال ...وبه وحده يتم تجريد هذه القوى السارقة لقوت الشغيلة ولعرقها وتعبها ، ولتحصل على مكاسب وتحقق منجزات عظيمة لبناء حاضر ومستقبل كل الكادحين ، ولأنهاء الأستغلال والى الأبد ....عالم يسوده السلام والأمن وخال من الحرب والجوع والأمية والكراهية والأستغلال...عالم متعايش بين مختلف أجناسه ومكوناته ...عالم الشيوعية الوضاء ، المجتمع اللاطبقي ، وهو قادم لا محال ...ولكن أمام قوى شعبنا الثورية والقوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات مهمات أنية ومستقبلية ملحة واجب النهوض بها ، وهو بناء الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية المخلص الحقيقي لكل الكوارث والنوائب التي يمر بها شعبنا ووطننا ، من قوى أرهابية ظالمة وظلامية مقيتة ، والفساد المالي والأداري الذي يضرب بأطنابه كل مفاصل الدولة ، والطائفية السياسية المدمرة لحاضر العراق ولمستقبله ولنسيجه الأجتماعي ، وتوقف عجلة الأقتصاد الزراعي والصناعي والخدمي بما فيه الصناعة النفطية والتي تحتاج الى عدة سنوات وعشرات المليارات من الدولارات وخطط علمية مدروسة لكي يتمكن العراق من زيادة أنتاجه والعمل على أنشاء المصافي للنفط لتلبية حاجات العراق المحلية ، بدل أستيراده من دول الجوار والذي تزيد كلفت استيراده على الثمان مليارات دولار سنويا وكذلك البطالة التي تزيد نسبتها على 30%...دعك عن البطالة المقنعة في جهاز الدولة وتوقف شبه كامل للقطاع الخاص والمختلط ، كذلك العراق على مفترق طرق ؟!!...أذا لم يسارع الى التأسيس للقوى الأمنية ( الجيش ...والشرطة والمخابرات ...والأمن الوطني ) تأسيس هذه المنظومة على أساس وطني ومهني وعلى أساس النزاهة والكفاءة واللياقة البدنية والمهنية ، وأعادة الخدمة الألزامية ، فهو الوسيلة الوحيدة التي تحفظ وحدة العراق وتحافظ على تماسك نسيجه الأجتماعي ، وكل شئ غير ذلك لا يعدوا كونه عبثا ومضيعة للوقت وللجهد والمال، فلا الحشد الشعبي هو المنقذ ...ولا الحرس الوطني ...ولا أي تشكيل أخر ...لأنها جميعها تساهم في تفتيت وحدة العراق ولنسيجه الأجتماعي . وعلى الساسة أن يعوا جيدا بأن من يريد عراق أمن ومستقر ويحافظ على النسيج العراقي من الأحتراب والتبعثر والتجزءة ، وهذا يجب أن تعيه جميع القوى السياسية وخاصة المتنفذة والتي تمسك بزمام الأمور في البلاد ، من أراد لشعبه ووطنه السلامة والخروج معافا ، على الجميع أن تسعى لبناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية حقيقية، فهي التي سوف تحمي الدين من الفبركات ومن زجه في أتون السياسة وتجيره لصالح هذه الجهة أو تلك وتصون الدولة ، فيكون الدستور والقانون والمواطنة هي العناوين وهي المرجعية ، ولا مرجعية غير الدستور والقانون ، وأعود وأكرربأن هذا من مصلحة القوى الأسلامية قبل العلمانية ، أمل الملايين من العراقيين ، الدولة التي تضمن التعايش بين الجميع والقادرة على التوزيع العادل للثروة ، ومن أجل العدالة الأجتماعية والمساوات بين الجميع وأنصاف المرأة ومنحها الحقوق كاملة وغير منقوصة ، المجتمع من دون المرأة لا يمكن للدولة أن تحقق العدالة ,,,ولا توجد حرية حقيقية من دون أن تأخذ المرأة دورها الريادي ، لأن المرأة اليوم لا وجود لها على أرض الواقع ..فتنبهوا !؟ ، ومن أجل حياة رخية وسعيدة ، يشعر العراقي بأنه سيد نفسه ...له كرامة وله حقوق ويتمتع بثروات البلاد وبشكل متساوي بين الجميع ومن أجل الأستقلال التام والكامل ومن دون تبعية ولا أنصياع ولا وصاية على العراق والعراقيين لأي كان ...نتمنى لشعبنا العراقي بكل مكوناته وأطيافه ومذاهبه وأثنياته ومناطقه عام يعمه السلام والأمان والرخاء وينقشع والى الأبد غراب البين المعشعش في سمائنا منذ سنين ، وأن تسود المحبة والتعايش والتكافل بين الجميع وكل عام وأنتم بخير.