المنبرالحر

معاناة عمال التمويل الذاتي بين تأمين حاجات عائلاتهم وقرار تسريحهم / علاء عبدالوهاب

منذ أكثر من اربعة اشهر مضت ومنتسبو شركات التمويل الذاتي في وزارة الصناعة بدون راتب، والأمر هنا مرتبط بمصدر معيشي ثابت يؤمن لعائلاتهم توفير الحاجات الأساسية اليومية لهم، فضلا عن الالتزامات المالية الشهرية الأخرى المترتبة عليهم كالإقساط الشهرية من بدلات إيجار منازلهم وأجور المولدة الكهربائية، وأجور النقل وتوفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم من الطلبة، والأمر يسوء حين يوجد فرد في العائلة من كبار السن او معاق او مريض ما يترتب على ذلك مصاريف مضاعفة، فيما يرجع السبب وراء توقف رواتبهم الى الإهمال المخطط و الهادف الى خصخصة او بيع هذه الشركات وبالتالي تسريح عشرات الألوف منهم ومن دون ضمانات مستقبلية، بسبب التوجه نحو اقتصاد السوق والرضوخ الى شروط صندوق النقد والبنك الدوليين.
ويبين احد المنتسبين في وزارة الصناعة ان توقف الرواتب ترك آثاره المؤذية والمأساوية على أكثر من مليون مواطن عراقي ولسبب بسيط، هو أن عدد المتضررين من جراء هذه السياسة قد بلغ 270 الف منتسب وغالبيتهم يعيلون عائلات كبيرة تضم من ستة الى سبعة أفراد ومنهم الطالب والطفل وكبير السن وهؤلاء بحاجة الى تلبية طلباتهم المعيشية اليومية كالغذاء والماء والكهرباء وغيرها، ويضيف بقوله معاناة عمال شركات التمويل الذاتي اشبه بالمرض المزمن اذ يسوء مع تقادم الزمن، فاغلبهم يسكنون وعوائلهم في بيوت مستأجرة، وبسبب عدم تمكنهم من تسديد مبالغ الإيجار المترتبة على ذمتهم فهم اليوم مهددون بالطرد والعيش على قارعة الطريق،او في العشوائيات، وفعلا قسم منهم أخلى الدار مكرها ًوسكن مع أقربائه وذويه لعدم تمكنه من تسديد الإيجار.
فيما يقول ابو تحسين احد المتظاهرين ممن التقتهم «طريق الشعب» في تظاهرة يوم 26 من الشهر الفائت : لقد اضطر بعض المنتسبين الى بيع بطاقة المحروقات لأجل تأمين حاجات ملحة يومية، وهذا قمة الإجحاف بحق أناس بسطاء لا يملكون غير جهدهم من اجل تامين مصدر عيشهم وعائلاتهم، وآخرون اجبروا على اقتراض مبالغ بالفائدة وتلك خطوة ستترتب عليها مبالغ مالية مضافة او حكم قضائي. مشاكل جمة إجتماعية وعشائرية بعضها أخذ مجراه القانوني بحق عدد من عمال التمويل الذاتي بسبب عدم قدرتهم على تسديد السلف الشهرية التي بذمتهم.
ويتساءل ابو علي - عامل تمويل ذاتي: من المستفيد من تسريح العمال وتشريد عوائلهم خاصة انهم لا يملكون مصدراً معيشياً غير رواتبهم، ويتابع بقوله لقد ترك ولدي المدرسة واضطر للذهاب الى (مسطر العمالة) عله يجد عملا كي يساعدني في مشكلتي الاقتصادية هذه، ويضيف: وزملائي في العمل قرروا تعطيل أطفالهم من الذهاب الى رياض الأطفال، واستدرك بقوله: اذا بقي هذا الحال على ما هو عليه فان أبناءنا من الطلبة في الجامعات الأهلية قد يتركون مقاعد الدراسة ايضا.
ويتحدث العامل ابو احمد ويقول: التبضع من الأسواق بالآجل أثقل كاهلي، ولا اعرف كيف أسدد الأموال المترتبة على ذمتي، لان البقال ان صبر علي اليوم لا أضمن ان يسكت في الغد، عليه أطالب الجهات المعنية بالنظر في قضيتنا وصرف رواتبنا لتامين عيش أطفالنا البسيط لا أكثر ولا اقل.
عمال التمويل الذاتي أمام البوابة الرئيسة للمنطقة الخضراء ناشدوا الجهات التشريعية والتنفيذية إيجاد حلول عاجلة وجذرية لتفادي تفاقم أزماتهم اليومية، وصرف رواتبهم الشهرية، وهددوا بأنهم في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم سوف ينظمون التظاهرات المتوالية لحين الاستجابة لهم.