المنبرالحر

(التوازن) وجه مقنع للمحاصصة !! / حيدر سعيد

،ان نظام المحاصصة الذي ادمى قلوب الكادحين والمثقفين وجميع المخلصين من وطنيين وتقدميين وسبب الالام والمتاعب والمصاعب لهم  الذي ادخل كل الجناة والفاسدين والغير مؤهلين والسراق الى جسد الدولة ، وسبب وراكم الازمات وابقى الطريق سالكاً امام المتصيديوالانتهازيين للولوج الى المراكز الحساسة في الدولة والحكومة ليكونوا احتياطاً مؤجلين يستخدمون في اوقات الحاجة، اي يتحينوا الفرص ليبثوا سمومهم وحسب الطلب، ومنها بث الطائفية السياسية ، موروث النظام الدكتاتوري الساقط وما تراكم بعد السقوط من قبل الطائفيين رواد المحاصصة المتنفذين ، لكن الجماهير الواسعة من مختلف الطوائف والاديان التي اكتوت بشرور نظام المحاصصة الطائفية السياسية هذا ، خرجت قبل واثناء وبعد الانتخابات مطالبة بالتغيير ومغادرة اس الازمات، وتسديد سهم الموت له وتشييعه بلا رجعة .
ان ما يجر التفكير به اليوم بإعادة نظام المحاصصة الى الواجهة من جديد وانعاشه وتجميله، من حيث الشكل لا المضمون ، وذلك بطرح التوازن الذي يعني محاصصة من نوع منمق طلي بدهان سياسية للتمويه ، بعد ان وجدوا اصحاب المحاصصة ،ان الاسم القديم يثير الفزع والريبة ويبعث الالم والحيرة لدى ابناء هذا الوطن جميعا ، ويؤشر الى الازمات وانتاجها .
ان الحكومة الجديدة التي جاءت على اساس التغيير، مطلب كل القوى الوطنية والمرجعية تلبية لضغط الشارع العراقي الذي سلك طريق الاعتصامات والمظاهرات، رسائل سلمية اخذت بالحسبان، والا وكما قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي :
اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجل ولا بد للقيد ان ينكسر
ومن يتهيب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
ان صوت الجماهير كان مدوياً مسموعاً تضامنت مع هديره كل القوى المخلصة وباركته المرجعية الدينية على لسان وكلائها في النجف .
وان اي تراجع عن ارادة الجماهير والعودة من جديد الى نظام المحاصصة بحلته الجدية( التوازن ) الذي يعني في لغة ابناء شعبنا الدارجة ( شيلني واشيلك ) تطاول على تلك الجماهير التي صدحت حناجرها بضرورة تشييعه الى مثواه الاخير ودفنه ، واي تفكير بإحياء نظام المحاصصة سيعود بنا الى المربع الذي خرجنا منه بعد الاحتجاجات الجماهيرية ،ويعد استفزازاً لأبناء شعبنا وتجاوزاً على تضحياته ، خاصة وهو يقاتل اليوم ملتحم القوى بوحدة وطنية تفرح الصديق وتحزن العدو ، ويحقق انتصارات على داعش وحلفاءه تقف خلفة العقيدة الوطنية عابرة الطوائف والاديان ، وهذا نتاج اولي لمغادرة المحاصصة الطائفية المقيتة ، فلا تضعوا مفخخات جديدة على شكل تسميات ( كالتوازن ) بطريق ابناء شعبنا وقواته العسكرية والشعبية وجميع المخلصين الذين يتسابقون اليوم للتضحية من اجل الوطن وهم يسطرون الانتصارات؟
فليشيع نظام المحاصصة واقنعته والى الابد الى مثواه وبئس المصير .