المنبرالحر

عمال العالم يحتفلون بعيدهم في اﻷول آيار*/ د . علي الخالدي

قام عمال مدينة شيكاغو بأمريكا بتنظيم إضراب سنة 1886 ، طالبوا فيه بتحديد ساعات العمل ب - ثمانية ساعات في اليوم . بدء اﻷضراب يوم 1 آيار وإستمر 4 أيام ، بنجاح وبشكل سلمي.
يوم 4 آيار ، طالب العمال بعقد إجتماع ،ولبت السلطات المعنية طلبهم . حضر اﻷجتماع عمدة شيكاغو ، إستمع العمال لمطالب زعمائهم في أجواء سلمية وبهدوء، في ساعات محددة تعطي لصاحب العمل حقه وتعطي العمال حقهم في الراحة بعد العمل.
بعد فترة قصيرة من الوقت نهض عمدة نيويورك وغادر المكان ، ولم تمضي دقائق ، فؤجي العمال برجال الشرطة وهم يفضون اﻹجتماع بالقوة، في أجواء تصايح العمال ، لماذا منحتمونا رخصة عقد اﻹجتماع ، وتريدون الآن فضه بالقوة ، ووسط هياج المجتمعين هذا ، إنفجرت قنبلة لا أحد يعرف من أين جاءت.
بعد 11 سنة ، أكْتشف ان البوليس هو من فجر هذه القنبلة ، وبنفس الوقت هو من أطلق أسلحته الحية على المجتمعين ، وهو من بادر بإستعمال القوة المفرطة لتفريقهم ، قابضا على البعض منهم . في اليوم التالي أتهم العمال بالتخريب والفوضى . وخرجت معظم الصحف المملوكة ﻷصحاب المصانع ورؤوس اﻷموال بمنشيتات تحرض على العمال وتدعو الحكومة لمعاقبة من يقف وراء تحرك العمال وتنظيماتهم النقابية . بينما ساد السخط الشعبي شوارع نيويورك والمدن اﻷمريكية عل إفشال الإجتماع وإعتقال زعماء العمال . في تلك اﻷجواء المشحونة بالسخط الشعبي ، حوكم زعماء العمال بمحكمة صورية أصدرت أبشع اﻷحكام في تاريخ القضاء اﻷمريكي ، فقد لفقت الحكومة للعمال المقبوض عليهم تهمة تفجير القنبلة ، وصدر الحكم بإعدام سبعة من زعماء العمال ، ونفذوا حكم اﻷعدام شنقا في أربعة عمال ، وإنتحر عامل ، في نفس الوقت الذي كان الجلاد ينفذ حكم اﻷعدام ، كانت زوجة أوجست سبايز أحد العمال الذين يشنقون ، تقرأ خطابا كتبه زوجها ﻷبنه الصغير.
ولدي العزيز ، عندما تكبر وتصبح شابا ، وتحقق أمنية عمري ، ستعرف لماذا أشنق ...، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أنني بريء ، وأموت من أجل قضية شريفة ، ولهذا لا أخاف الموت ، وعندما تكبر ستفتخر بأبيك ، وتحكي قصته ﻷصدقائك . وبعد 11 عاما كان مدير البوليس قد خرج على المعاش ودخل في مرض الموت ، فتحرك ضميره وإعترف بالحقيقة قائلا ، إن البوليس هو من رمى القنبلة ، وهو الذي لفق التهمة للعمال ، وبعد إعترافه هذا . دعا شعب الولايات المتحدة وعمال العالم ، بالمطالبة ,والضغط على الحكومة اﻷمريكية بإعادة المحكمة وتثبيت براءة العمال ، ومن ذلك التاريخ وتلك المحاكمة الصورية التي إستجابت لأصحاب العمل فأصدر أحكاما لصالحهم ، وغدرت بحقوق الشغيلة ، فأصبحت قاعدة تسير عليها أغلب الحكومات المعادية لمصالح الطبقة العاملة ، تقرر إعتبار اﻷول من آيار عيدا عالميا للعمال في العالم ، أما جيم الصغير فقد رفع رأسه بين زملائه ، ونشر خطاب أبيه
وفي هذا اليوم سينظم العمال المجريون إحتفالاتهم في حدائق الشعب صباح يوم اﻷول من آيار، وستبدأ مسيرة حزب العمال المجري من ساحة كوداي في شارع آندراشي الذي يوصل الى ساحة اﻷبطال ومن ثم الى سرداق إحتفال الحزب ، يدعو الحزب كل من يعز عليه هذا اليوم مشاطرتنا فرحتنا بعيدنا المجيد
المجد للأول من آيار عيد العمال العالمي
-بتصرف عن مجلة الحرية لحزب العمال المجري *