المنبرالحر

حمايات للمرّة الألف / قيس قاسم العجرش

أي مشكلة يقع بها أي فرد من حمايات المسؤولين (خلال صحبته للمسؤول) إنما تشكل إحراجاً للمسؤول نفسه، إلا إذا استثنينا احتمال أن يكون صاحبنا من النوع عديم الإحساس ولا يهمه الرأي العام.
تتكرر هذه الوقائع بمعدل ثابت أو متزايد، وفي الغالب تحمل نفس السيناريو.
يدخل المسؤول (وزير أو غيره) الى مكان ما، فتسبقه اقدام حماياته التي تحمل رسالة سايكولوجية بأن سيادة المكان قد آلت الى سيّدهم. وقد يصدف أن في المكان أشخاصاً أنيط بهم بالأصل حفظ الأمن وهؤلاء قد لا يكونون على وفاق روحاني مع السيّد القادم في ركب خيله وقرقعة سلاح رهطه، فتندلع الشرارة ويتحول الأمر الى صراع بالأيدي أو قد يتطور الى أكثر من ذلك.
اشتبكَ حراس الحاج طيب أردوغان مع حرّاس قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حين حاولوا الدخول مع سيّدهم فمـُنعوا ونفس الأمر حصل مع الرئيس محمود عباس قبله.
اما حماية وزير حقوق الإنسان(العراقي) فقد اعتدوا على شرطي مرور وسط بغداد كان يحاول أن ينظم السير، لكنه لم يعطهم الأفضلية في المرور، ببساطة لأنهم ليسوا سادة وهو ليس عبداً أمامهم. وفي مؤتمر صحفي اعتدت حماية مستشار الأمن الوطني على صحفيين وأخرجوهم بالقوّة من القاعة رغم أنهم تواجدوا بدعوة رسمية. وتكررت الحالة مع غيره، وتستمر بالحدوث وآخرها ما حصل لحماية السيد وزير خارجيتنا في الكويت قبل ايام.
هل يخصص المسؤول برأيكم جزءاً من وقته ليبلغ حماياته بكيفية التصرف المطلوب ؟ أو يشرح لهم طبيعة المكان الذي هو ذاهب إليه؟..أحاول أن استبعد فرضية أنه لا يمنحهم أي تعليمات أو ملاحظات في هذا المجال، لكنّي مخطئ في الواقع...بالفعل فإن المسؤول لا يمنح حماياته أي قدر من التدريب والتمكين من اللياقة للتعامل مع الآخرين، خاصة إن كان هذا الآخر (ليس عدواً بالتأكيد).
اما الفرد المشتغل في حماية مسؤولك فأقول له: إن كنت في صحبة مسؤولك في رحلة خارج العراق فليس عليك ان تحميه من الإختطاف، فتلك مسؤولية الدولة المضيفة بكل تأكيد. أما أن ينحصر عملك بالإستعراض خلف أكتافه أو منع الصحفيين من الإقتراب منه، فهذا بؤس مضاعف لا يليق بصورة العراق التي تمثلونها أنت ومن وضعك في هذه المهنة.
رجاء..كفوا عن إلحاق العار بأرباب عملكم ..لقد أصبحت قضية سمعة عامة تسيء للعراق باستمرار.