المنبرالحر

ما حاجة العراق الى مجلس النواب / د. مؤيد عبد الستار

مجلس النواب او البرلمان في عرف السياسة هو المكان الذي يضم ممثلي الشعب ، يختارهم بطريقة ما، عرفت في العصر الحديث بالانتخاب.
وعادة ما يتفق على اختيار مجموعة من الافراد تمثل الشعب حسب النفوس ، ومعايير اخرى مثل اللون او العرق او الدين لكي يكون/ او يكونوا صوتهم في البرلمان ، كما خصصوا للاقليات العرقية والدينية مقاعد يتفق عليها ليكون لها صوت في البرلمان ، مثلما حصل لدينا في كوتا الصابئة المندائيين او الشبك او السريان او الايزديين .
نعود الى بيت القصيد ، لنسأل : هل العراق بحاجة الى برلمان ؟
من الطبيعي ان لا يحتاج السليم الى دواء، وانما السقيم بامس الحاجة اليه ، ولما كان العراق سليما معافى انشاء الله ، لا احد من ابنائه يشعر بانه بعيد عن سلطة القرار ، والجميع فيه سواسية امام القانون ، سواء أكان زيد أم عمرو ، لذلك فما حاجة العراق الى برلمان يصوت على قرارات لا يعلم بها النائب ولا يعرف لمن تخدم ومن الذي يستفيد منها ، حتى قرار تسليح الجيش فاشل ، لان الحكومة لا تعرف راسها من رجليها - رجليها هنا بمعنى ارجلها وقد اضطررنا لاستخدامها لان المثل العراقي جاء بهذه الصيغة - والله من وراء القصد .
فاذا كان لدينا ثلاثة نواب لرئاسة الجمهورية ونائبان لرئيس مجلس النواب وثلاثة لرئيس مجلس الوزراء – ارجو المعذرة ان اشتبهت علي الاعداد - وهؤلاء الرؤساء ونوابهم هم قادة الكتل وهم الذين يقررون لمن يصوت بقية النواب التابعين لهم في البرلمان ، افليس من الافضل الاكتفاء بهؤلاء الرؤساء والاخذ بقراراتهم والتخلص من جميع النواب الذين – لا دفع ولا نفع بهم – او لا مهام لهم ولا تشريعات ولا هم يحزنون !
وبذلك نوفر تكاليف روابتهم ومخصصاتهم وايفاداتهم وحماياتهم وما يتبع ذلك من شفط ولفط ونهب وسحب لاموال الشعب الفقير الى الماء و الكهرباء والخام والطعام... الخ الخ الخ !
واخيرا وليس اخرا، هل يحق لاحد ان يلومنا على هذا الاقتراح ومجلس النواب يذهب في سبات الاجازة التشريعية بينما اكثر من ثلث البلاد تحت احتلال داعش وماعش وهابش وداحس والغبراء ...؟؟
أليس من حقنا ان نردد ما قاله الكرخي قبل سنوات ، وبعد ان تحول مجلس الامة الى مجلس النواب :
ياخجة يوم يا يمة / تفلش مجلس الامة
ملحوظة : نعدكم بـنـشر تكملة القصيدة في العدد القادم من مجلة مجلس النواب ان صدرت بعد عطلة الدورة التشريعية باذن الله تعالى وسعي المخلصين من ابناء الشعب .