المنبرالحر

وحدة الشعب التركماني والتعايش مع الشعوب الاخرى في كركوك

اعلام ازادي / كركوك
نشرت مؤسسة انقاذ التركمان مقالا بعنوان تركمان العراق ومجزرة ١٤ تموز ـ ما اشبه اليوم بالأمس تناولت فيه مواضيع وافكار عديدة رافقت بعضها الصواب ومنها القول بان ما جرى لم تكن صراعا بين مكون وآخر او حزب وآخر بل بين من يمثلون اجندات اقليمية للسيطرة على احتياطي النفط. ولكي يكون مثل هذا التوجه مقرونا بأدلة ومصادر موثوقة لا بد ان يشار في تناول مثل هذه الامور الى ما كتبه الباحث الرصين والحيادي الفلسطيني حنا بطاطو في كتابه المتكون من ثلاثة اجزاء حول تاريخ العراق عن دور شركة النفط والاستعمار في شحن الاوضاع في كركوك وتوتيرها لغرض احداث اصطفافات ومشاحنات قومية تنتهي باصطدامات دموية الهدف منها النيل من الجمهورية الجديدة التي انبثقت في ١٤ تموز ١٩٥٨، وكذلك ما كتبه المؤرخ الدكتور كمال مظهر في دراساته حول هذه القضية.
وبهذا الصدد يمكن القول بإجراء بعض التشبيه بين ما جرى آنذاك وبين ما يجري الان من قبل قوى اقليمية متصارعة تحاول تقسيم منطقة الشرق الاوسط الى مناطق نفوذ متناحرة من خلال اضفاء الطابع الطائفي على الصراعات الجارية في المنطقة.
الا ان كاتب المقال المذكور وما نشر من قبل السيد ارشد الصالحي عن الجبهة التركمانية حول هذا الموضوع لم يكن موفقا في تشبيه ما جرى من فلتان امني وصدامات يوم ١٤ تموز ١٩٥٩ بما يجري الان من قبل داعش.
لقد نجم عن الفوضى التي حدثت آنذاك سقوط ضحايا عديدة من الشهداء التركمان، وسبقت تلك الحادثة حوادث اغتيالات طالت شخصيات كردية لغرض تأجيج الوضع واضفاء الطابع القومي على الصراعات. وبعد الحادث المؤسف اعتقلت سلطات الحكومة عدد من الشخصيات السياسية ووجهت لهم تهمة لم تثبت عليهم الا ان السلطة حكمت بالإعدام على كوكبة من الشخصيات البريئة كان من ضمنها كتاب وشعراء ومثقفين سبق وان نبذو العنف حتى في سلوكهم الشخصي. وقامت سلطة البعث في ٨ شباط بإعدام ٢٧ مناضلا لم يكن لديهم اي مسؤولية فيما جرى في ١٤ تموز ١٩٥٩.
ان ربط الضحايا بالأعمدة والتمثيل بالجثث سواء لضحايا يوم ١٤ تموز ١٩٥٩ وكذلك ما جرى من تعليق وتمثيل بالجثث لضحايا الاعدامات في ١٩٦٣، عمل يستحق الادانة الكاملة. واذا كنا نتذكر تلك المآسي فان الغرض منه ليس تذكير المواجع، بل التأكيد على قضايا مهمة تأتي في مقدمتها الحرص على انقاذ التركمان ليس بالقول بل من خلال وحدة الشعب التركماني وعدم تقسيمه على اساس طائفي من خلال استغلال البعد الديني، والتأكيد على المصير المشترك بين كافة المكونات والشعوب في كركوك وبالأخص بين التركمان والكرد، وتجريم التغير الديموغرافي الذي قام به البعث الحاكم خلال سنوات حكمه الفاشي، والوقوف بصف موحد لمقاومة عصابات دولة الخلافة الاسلامية داعش، والتوجه الجاد لضمان حقوق التركمان ثقافيا واداريا وقوميا، وتوفير الضمانات الكافية لكي يقرر سكنة كركوك الاصليين من الكرد والتركمان والاشوريين الكلدان والعرب الاصلاء والارمن والسريان، مصير محافظتهم وتقرير مساهمتهم المشتركة من أجل تنمية تلك المناطق وتوفير العيش الكريم بالمواطنين.
ان من حق التركمان وبقية المكونات في كركوك ان يعيشوا في سلام وامان مع توفير مستلزمات الحياة الكريمة من كهرباء وخدمات صحية وتربية وتعليم، لا ان يصحوا على صوت الاطلاقات والمتفجرات والفلتان الامني الموجه بشكل مدروس من قبل داعش والبعث المقبور.