المنبرالحر

الشبيبة العراقية تتألق في ساحة التحرير / اراز عباس

تابعنا ، في الاسابيع الاخيرة، الدور الريادي الذي قامت به الشبيبة العراقية في ساحة التحرير، في قلب بغداد النابض بالحيوية بالرغم من ايادي الارهاب العابثة، وفي مدن عراقنا المنكوب من تحشيد لكل بنات وابناء العراق ضد الطائفية والفساد المالي والاداري الذي اصبح لا يطاق والذي اصبح عائقا يجب ازاحته. هذه المظاهرات لم تكن اعتباطية. وانما نتاج لسخط وتراكم لواقع مزري ونتاج عمل دؤوب للشبيبة العراقية التي تريد التغيير الحقيقي.
اشعلت الشبيبة العراقية روح الحماس في قلوبنا واعطت رسالة بأن التغيير ممكن من خلال التعبير عن سخطهم في تظاهرات وطنية تريد التغيير الحقيقي. التكاتف والعمل الدؤوب من اجل ارساء نظام ديمقراطي. الشبيبة التي تقود التظاهرات استندوا على حاجتهم في العيش الكريم والحياة الحرة المدنية. توحدت الشبيبة في ساحات مدن العراق للتعبير عن شعورهم بأنتمائهم لوطن وشعب يستحق الافضل قبل الانتماء لطائفة مما جعلهم يتوحدون ويخرجون الى الشارع في مواجهة القوى الطائفية الفاسدة الحاكمة دون الخوف من التهديدات والاتهامات التي وجهت لهم. لدى شبيبة العراق طاقات واعدة لمواجهة مرض الطائفية التي يفتك بالنسيج الاجتماعي العراقي،ومواجهة الفساد المالي والاداري والذي أصبح مثل داعش داخل مؤسسات الدولة ينخر فيها ويرهب المواطنين، ومن اجل تصحيح وتغيير المسار السياسي والاقتصادي العراقي، يجب ان تكون الشبيبة العراقية في طليعة المد الاجتماعي المدني للتغيير في المنطقة لكن لا يمكن تجاوز حقيقة ان ثمة اسباباً اجتماعية سياسية اقتصادية موضوعية وتراكمات الماضي القريب آلت الى ان تكون الشبيبة في المجتمع العراقي منقسمة ، لكن الظروف وحدتهم.على المتظاهرين ان يمتحنون الوعود التي قدمها السيد العبادي والتي صوت عليها البرلمان لكي لا تصبح كالوعود السابقة سوى حبر على ورق. وان يعملوا على تطبيق الشعارات التي رفعوها من خلال خطى عملية. شخصياً ليس لدي اي ثقة بأحزاب الاسلام السياسي الطائفية والتغيير لن يكون على ايدهم، التغيير سيكون على ايدي القوى الوطنية الحقيقة التي تؤمن بالعدالة الاجتماعية، وارى في الافق نهاية الاحزاب الطائفية.
تظاهرات ساحات العراق تستدعي منا كشبيبة عراقية ، داخل وخارج الوطن ، الوقوف امام الوضع الحالي ودراسة عملنا واستخلاص الدروس والتأكيد على اهمية العمل وتوحيد الجهود في منظمات المجتمع المدني الشبابية اجل التنسيق المشترك وبناء جسور التعاون مع القوى الاجتماعية والتيارات والاحزاب السياسية التي تؤمن بالمجتمع المدني والمواطنة والديمقراطية لان التغيير مهمة الجميع ولايمكن التغيير بدون التكاتف ومهمة التغيير صعبة جداً ويجب عدم استسهالها. فللشبيبة العراقية تأريخ مجيد وحافل في صنع الانتصارات، فهي امتداد لذلك التأريخ الذي اشعل وثبة كانون وانتفاضة ١٩٥٢ وثورة ١٤ تموز وانتفاضة آذار ١٩٩١ ضد الظاغية صدام وتظاهرات ٢٠١١ و٢٠١٣.
ايتها الشبيبة العراق الفذة: لاتدعوا القوى الطائفية التي تحكم بأسم الدين ان تسرق جهودكم بعد ما سرقت أموالكم لكنها لا تستطيع ان تسرق آمالكم وافكاركم واحلامكم في بناء عراق حر ديمقراطي، العراق والعراقيون يختارون الحياة وانتم السواعد التي يستطيع العراق مواجهة الظلم والسراق وتحقيق العدالة الاجتماعية وأرساء أسس مجتمع مدني وتأسيس دولة عصرية، دولة مواطنة ديمقراطية. الشابة والشاب العراقيون كانوا يبحثون عن قادة يلهمونهم ويشدون من عزيمتهم ويبعثون فيهم روح الامل ليعكسوا قوة وحيوية النسيج الاجتماعي والان هم القادة في الميدان ، وقد اجتمعوا عل التنوع الاجتماعي كمصدر قوة وهو روح العراق الحضارية . أن الشبيبة العراقية تحتاج الى برنامج يوحدها ويجذبها اكثر ويركيز على الامور والمطالب الحياتية. أن الشبيبة العراقية الان على مفترق طرق ، وعلينا ان لا ننتظر التغيير من الخارج لانه سوف يضرنا ويكون لصالح الجهات التي هي اساس المشكلة في الحكم. التغيير بيدنا نحن، والمطلوب البدء بخطط عمل للمتابعة والتنسيق لتحالف واسع يمكن ان يكون انتخابي ، النضال في ساحات الوطن هو مكان لممارسة الافكار ومكانا للتثقيف من اجل تغيير الواقع ولتفعيل الحراك الديمقراطي وبعث روح الثقة بالنفس وان الشابات والشباب لديهم الاستطاعة بأن يغيروا الوضع بأكمله. لتكون التظاهرات بداية للتغيير واستقطاب كافة فئات الشعب بغض النظر عن الانتمائات الطائفية والعرقية. الحراك العراقي اليوم نتاج موضوعي لازمة الحكم السياسي الطائفي لكن علينا وعلى الجميع عدم استهسال مهمة التغيير فالقوى الطائفية الحاكمة لديها اساليبها في التسويف ومحاولة تشتيت جهود الحشود التي تحمل شعلة التغيير فعيون الحشود يجب ان تكون ساهرة دوماً، فالحشود الشابة دقت اليوم مسمار في نعش الطائفية وبدأت خطوة للتغيير.