المنبرالحر

اليوم وغداً ياحكومة ! / اراز عباس

امتدت الاحتجاجات الاخيرة العراقية لايام أخرى غير يوم الجمعة لتكون أمام مبنى القضاء الاعلى للمطالبة بأصلاح القضاء من خلال استقالة رئيس القضاء الاعلى السيد مدحت المحمود ، الذي أعلنت الكثير من الشبهات حول استقلاليته في السنوات ال١٢ الماضية. ويعتبر القضاء عماد الدولة فاذا اصابه خلل في استقلاليته او شبهات في قضايا فساد او ادارة غير كفوءة فالمطلوب اصلاحه من اجل تغييرالنظام السياسي.
النظام السياسي ، في العراق ، المبني على اساس المحاصصة الطائفية عندي هو نظام تمييز عنصري وطفيلي ضد ابناء الشعب العراقي وينخر في نسيج الشعب ووحدة الوطن. واعتقد ايضاً ان هذا النظام الفاسد يحتوي على سمات اقطاعية، بمعنى انه نظام رجعي ، وهو اداة لاستنزاف الشعب بأكلمه وبالاخص الفقراء والمحتاجين والكادحين وشغيلة اليد والفكر ويجب انهائه بالتغيير الجذري. لكن عملية التغيير لهذا النظام ستكون بعملية قيصرية طويلة الامد، والوضع الحالي العراقي المزري هو دلالة على اضمحلال لهذا النظام الفاسد. الشئ الغريب ان صقور هذا النظام وضعوا لأنفسهم حصانة وقدسوا انفسهم فوق الشعب ، وتلمسنا ذلك من خلال تعليقاتهم التي تناقلتها وسائل الاعلام، قالوا ان الشعارات التي رفعت في التظاهرات تسئ لرموز سياسية وفي الواقع لاتوجد اي رموز سياسية، هناك رجال سياسة والشعب حر في انتقادهم ومحاسبتهم. النظام السياسي الحالي هو نتاج موضوعي لسياسة المحاصصة الطائفية وبأعتقادي لا يمكن تغييره الا في حالة قلب الموازين السياسية من خلال انتخاب قوى عراقية وطنية، محتمل ان يكون هذا الحل مبكرا لكن برأيي هذا هو الحل الصحيح، لاننا لا يمكن ان نعول على الفاسد في اصلاح نفسه بعدما تورط ليس في سرقة المال العام ، لكن ايضاً في دماء العراقيين والقوى السياسية الحاكمة هي الان في قفص الاتهام.
ان استمرار المظاهرات والاحتجاجات دلالة على نضج بنات وابناء الشعب واثبتت التجربة ان ممارسة النضال في الساحات يصقل وينضج التجربة المدنية والافكار والمطاليب وتصبح الخطى كلها عملية، بدلاً من ان تكون مركونة في طيات كتاب يلتهما التراب وتكون في عالم النسيان.
بالرغم من المشاركة الواسعة لبنات ولابناء لكنها تبقى قليلة نسبيا ، بأعتقادي أن الاغلبية تنظر بأعجاب وتعول على هذا الحراك الجماهيري ، الذي رفع شعارات ومطاليب مشروعة كان يمكن تحقيقها قبل سنوات. أن الاحتجاجات الشعبية مطلوبة لانتزاع الحقوق المشروعة التي ينادي بها الشعب العراقي ، وهذه الاحتجاجات تشق الطريق لتحطيم نظام المحاصصة، ولا يمكننا ان نطالب من الفاسد ان يصلح نفسه لانه فاقد للصلاحية والامكانية ، وعلينا تغييره من خلال انتخاب الاكفأ والانسب من اجل بناء عراق المواطنة والمساواة.