المنبرالحر

نهض هذا الشعب كام بعد مايسكت على الضيم وينام / حيدر سعيد

توج الشعب العراقي صبره بتظاهراته السلمية التي عمت اغلب المحافظات ، تحمل مطاليباُ مشروعة تأتي في مقدمتها اصلاح النظام السياسي الذي بٌني على المحاصصة، ومحاسبة الفاسدين ناهبي ثروات البلد وتوفير الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء وتشغيل العاطلين عن العمل وتطهير القضاء واصلاحه ليواكب الاصلاح الفعلي ، الذي يحتاج الى مقدمات تقف العدالة الاجتماعية وتطبيق القانون دون تردد في سلم اولوياته.
لقد وفًر الشعب العراقي بتظاهراته تلك مدعوما من المرجعية الرشيدة ، الفرصة امام المتصدين فعلا للإصلاح الشامل الجذري لكل مرافق الدولة ، وذلك باغتنامها ، والسير بالإصلاح الى الامام بقوة وارادة لا تلين لتحقيق النصر على المعرقلين والرافضين له والمتضررين منه ،والذين يعدون العدة للوقوف بطريق الاصلاح مستخدمين اساليبهم القديمة الجديدة في التشكيك بالمظاهرات ونشر الذعر وخلط الاوراق وبالتالي حرف توجه اصحاب دعوات الاصلاح الذين استجابوا لمطاليب الجماهير والمرجعية الرشيدة من تحقيق الهدف ، وهو اجتثاث الفساد والفاسدين وفي مقدمتهم الرؤوس الكبيرة وتقديمهم لمحكمة عادلة منصفة تعيد الحق الى اهله .لذلك فان الحذر واليقظة ضروريتان ،على ان يرافق ذلك دعم متواصل للمتظاهرين ومطاليبهم ، لانهم الظهير القوي والفاعل في دعم الاصلاح الحقيقي ومواجهة شبكات الفساد وداعميها من منظري النظام السياسي للمحاصصة .
ان الجماهير التي خرجت في تظاهرات شملت اغلب محافظات الوطن ، لم تخرج كما قالها :الثائر الخالد الحسين
( لم اخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت طالبا الاصلاح في امتي ) .
نعم خرج المتظاهرون ضد الفساد وناهبي قوت الشعب والنظام السياسي ومن اجل الاصلاح والتوجه الجدي للبديل الديمقراطي المدني ،الذي يحرص على حرية وكرامة وحقوق الانسان العراقي ، ويدافع عن سيادة واستقلال البلد
واي تردد او توقف او مداهنة او تغاضي سيكون انبطاحا للفاسدين والمعرقلين للإصلاح وانقلابا على ارادة المتظاهرين والمرجعية ، التي فوضت المتصدين للإصلاح ودعمت مواقفهم في حماية المال العام وكشف اللصوص ، الذين اصبح شعارهم في نهب البلاد ( هل من مزيد ).
وليعلم الفاسدون والمعرقلون والرافضون للإصلاح ان اسلحتهم الخبيثة لن تمر على الشعب العراقي بعد الان ، وان هذا الشعب لن يسكت على الضيم ولن ينام .وان فاته اليوم نصرٌ ففي غد لن يفوت.