المنبرالحر

التطور التاريخي ...هو الحكم / سامي سلطان

مضت أحداث مثيرة، خلال تاريخ البشرية، نقلت العالم من حال إلى حال، حيث سار ة عجلة التطور الاجتماعي، بدون أستاذان، فارضة على الكائنات البشرية نمطا آخر جديد يختلف عن ما شاخ، وأن هذا الجديد لم يأت من فراغ، بل إنه انبثق عن حاجات الناس أنفسهم، فمتطلبات الحياة تقتضي ظهور شئ مغاير ينسجم مع مستوى التطور الاجتماعي.
إن الشئ الغير منظور والغير محسوس لايمكن إدراكه بسهولة، خصوصا في لجة الأحداث العاصفة، التي تصل حد الغليان، حيث تخرج الأمور عن السيطرة، والامثلة كثيرة تجد كل شئ وكأنه ينقلب رأسا على عقب، حتى يصل الأمر وكأنه يفاجئ الجميع، في الوقت الذي هم صانعوه بأيديهم وأفكارهم، شعوبا وحكام، وهم من وضع لبناته الأولى، خلال نشاطهم اليومي يراكمون خبراتهم، وتتفاعل معاناتهم، ويزداد شقائهم، وتتسع الهوة يوما بعد يوم بين ماهم علية، والحاجة الماسة إلى وضع جديد، يلبي طموحاتهم التي لم يعد ما هو حالي قادر على تلبيته، نتيجة وصول القديم إلى حالة من الترهل والفساد، والتخمة، إلى درجة الشلل، وهذا ما يفسر انهيار الإمبراطوريات الخمس الكبرى ،الروسية ،الالمانية، البريطانية، العثمانية، الفارسية، كذلك ،الأنظمة المستبدة الأخرى التي تلتها، هذا هو منطق التاريخ حيث أن قاطرته تسير دون توقف، وبدون أن تستأذن أحد. انه قانون تطور المجتمع.
يا من تحكمون الآن أن كنتم طبقة سياسية أو موظفون شاء القدر فاصبحتم بين ليلة وضحاها متحكمين باقدار الناس، أنكم لم تأتوا صدفة إنما اقتضتكم مرحلة تاريخية عصيبة مليئة بالأحداث والماسي فوضعتم في امتحان عسير فشلتم به فتجاوزكم التاريخ . فاصبحتم في عداد الماضي، تتشبثون بامتيازاتكم، محاولين إعاقة الجديد، لايمكنكم هذا، فعجلة التاريخ تسير لامحالة، وان أبطأ دورانها.
انتم يا أبناء شعبنا العراقي ،انكم تصنعون المستقبل، في حراككم نحو مستقبل يضمن لكم ولابنائكم حياة حرة كريمة، وما يجري اليوم هو تتويج لمعاناتكم التي لم تعد تحتمل حيث أنكم لن تتحملوا أن تحكموا بوسائل بالية، فالحياة تتطور وحركة الشعوب هي المحرك الأساسي لها .