المنبرالحر

في صلب التظاهرات ..احنه البديناها / شاكر عبد جابر


عند إنطلاق التظاهرات في جمعتها الاُولى وتحت تأثير الصدمة ، صرح أحدهم أن هذه التظاهرات يقف وراءها العلمانيون والشيوعيون، معتقداً أنها تهمة ، فيما هي شرف يتمناه العلمانيون والشيوعيون وكل المدنيين. الأمر لا يحتاج أن يَتهم البعض ولا أن يُنكر البعض الآخر، فالحراك الجماهيري بكل ما يرتبط به من جمهور وتنسيقيات وإتصالات عبر مواقع التواصل الإجتماعي وكل التحضيرات للتظاهر، يجري علنا وفي الساحات، بمعنى أنه مكشوف وواضح، مما يدلل على أن المتظاهرين وتنسيقياتهم معروفون وهم من يتصدر الساحات، ولا أحد غيرهم لا أمامهم ولا وراءهم.
عندما تهب ريح نضالية منعشة على الشعب، يصاب البعض بالزكام أحيانا، وترتفع عنده درجة الحرارة، ويبدأ بسوء الظن لدرجة أن يفسر (إحنه) في إهزوجة « هَي هَي إحنه البديناها» على أنهم الشيوعيون، وخاف على التظاهرات من أن تسرق من قِبلهم، فيما كان الشباب يرددون الإهزوجة لأنهم هم من بدأ التظاهرات، و من حقهم أن يتغنوا بفعلهم النضالي الكبير والجميل.
التظاهرات ليس لها أب ولكن الجميع أبناؤها، وأبناؤها المخلصون والطيبون، علمانيون وشيوعيون ومدنيون وديمقراطيون ومتدينون ومن شتى القوميات والأديان والطوائف، أي كل من يرى في الدولة المدنية حلاً، وهذا ما يجسده الواقع، فلا خوف على التظاهرات. الخوف على التظاهرات ليس من أبنائها الطيبين بل من هؤلاء الذين بدأوا يختبؤون في الدرابين القريبة من ساحات التظاهر، مستخدمين عدة الدولة العسكرية، البشرية والتسليحية، كي يعتقلوا الشباب بعد عودتهم من التظاهر. هؤلاء الذين يخطفون وهم منقبون وبتغطية من القوات الامنية، التابعة للحكومة، الحكومة صاحبة الإصلاحات، الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون (حجنجلي بجنجلي)!
في ظل هذه الرياح النضالية المنعشة لحركة الجماهير وبهذا الدفق والحماس الشبابي الذي قل نظيره، والذي قدم لنا ـ على مدى ثمان جمع ـ بانوراما ثورية جماهيرية من طراز متميز، لم يشهد لها العراق شبيهاً، وفي الوقت الذي بدأ المرعوبون منها بإرسال عصاباتهم كي يخطفوا ويعتقلوا ويهددوا. اليس من المفروض على صاحبنا الذي أساء الظن بالشباب وإهزوجتهم، أن يضع يده بيد من يقف إلى جانب هؤلاء الشباب، الشباب الذي جاءوا بما حَلمنا به وعَجزنا عنه نحن الذين هَرمنا، لنردد معا (هَي هَي.. هُمه البدوها).