المنبرالحر

في صلب التظاهرات ... بغداد ما تسكت بعد / شاكر عبد جابر

بغداد، بناها المنصور وسماها دار السلام، مدينة الله، او جنة الله، إلا انها اشتهرت ببغداد، وبغداد اقدم من دار السلام، منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد في زمن حمورابي.
بغداد، بلد ام كلثوم الرشيد وكعبة علي الجارم ذات المجد والخلود، وسيدة دنيا ياقوت الحموي، وهي صور فيروز والشعراء وذهب الزمان وضوعه العطر، ودجلة الخير التي يلوذ بها الجواهري في ظمئه لوذ الحمائم بين الماء والطين والتي جاءها نزار قباني متعباً كالسفينة، يخفي جراحاته عنها، وهي دنيا ابن زريق بأجمعها وسكان بغداد عنده هم الناس، بغداد زينب ام شاكر وعيون ناهده الرماح التي ضاعت على مسارحها، و نخلة غائب والجيران وخبز سليمة والمسرح الفني الحديث، والأجمل من منفى عواد ناصر والأكبر من دمشق، وبها احلام حبيب سامي كمال ودكان عمه وسرب الحمام.
بغداد، جامع الحيدرخانه وجلسات محمود احمد السيد والرحال وجلال خالد، معطف غوغول العراقي، بغداد بدايات الفكر الاشتراكي حيث الخلايا الماركسية الاولى وعاصم فليح وقاسم حسن وجميل توما وزكي خيري، وبغداد النضال، الوثبة والانتفاضة، وبغداد عبد الكريم قاسم، وسلام عادل والثورة وحسن سريع والتحدي الثوري، وجواد سليم ونصب الحرية وجدارية فائق حسن، والاجتماعات العمالية والطلابية السرية واللقاءات النضالية بين شوارعها وازقتها من شارع الكفاح والنضال حتى اخر بيت في مدينة الثورة.
المدينة المدورة الوحيدة كانت ولا تزال، والزوراء المدورة كالقدح ، وعاصمة الرشيد وعصره الذهبي، والكثير الكثير من الاسماء ولكن اجمل اسمائها، هو في العصر البابلي، بستان العشاق، وهذا سر حب شبابها لها ولوعتهم عليها، وها هم وعدوا، ووعد العشاق دين، بغداد ما تسكت بعد.