المنبرالحر

الكَلاَمُ الحامِضُ وَسَّرَطَانُ الكَرَاهِيَة / يوسف أَبُو الفوز

خلال زيارتنا لبيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، كان أَبُوجَلِيل ومن لحظة وصوله، يسأل عن التداعيات التي أعقبت تطورات الاحداث في قضاء طوزخورماتو على خلفية الاشتباكات المؤسفة بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي، وما راحت تتداوله الاخبار عن تكرار بعض التصرفات الصبيانية من تبادل حرق الاعلام والدوس بالاقدام على صور قادة سياسيين .
قالت زوجتي بأنزعاج : هناك من يريد اشعال نيران الفتنة بين مكونات الشعب ، بينما شعبنا في حاجة لتوحيد قواه ضد عصابات داعش الاجرامية !
عرض لنا جَلِيل الادانات التي صدرت بحق هذه التصرفات الصبيانية، والدعوات لتطويق الحدث. ذكر كيف أن القوى الوطنية المخلصة رفعت صوتها فورا بادانة الاحداث ودعت اطراف النزاع إلى ضبط النفس وتوجيه فوهات البنادق كلها صوب عصابات الارهابيين الدواعش، الذين يدنسون ارض العراق مثل السرطان الخبيث . هذه الاحاديث قادت سُكينة للقول ان القائد الفذ «نيلسون مانديلا» رأى بأن الكراهية لا تولد مع الانسان، وانه يتعلمها بالتربية. وهذا يقود للقول بأن الانسان يمكن تعليمه المحبة والتسامح. ومن هنا فان النخب السياسية والقيادات، وعموم المثقفين المخلصين لوطنهم مسؤولون عن اشاعة روح المحبة والتسامح والتآخي بين ابناء الشعب، وعدم اللجوء لتصريحات تغذي روح التعصب والشوفينية عند اي طرف، عند حصول خلافات سياسية او عدم اتفاق في الموقف حول قضية ما .
كان واضحا لي ان أَبُو سُكينة ينتظر دوره في الكلام. لاحظته يفرك يديه ببعضهما، ثم يتوجه لابنته سُكينة بالكلام : البارحة تابعنا سوية تقرير تلفزيوني مفصل عن طرق جديدة لعلاج مرض السرطان الخبيث، وتتذكرين كيف قالوا ان العلاج الكيمياوي والجراحي والاشعاعي ليس كافيا وهناك طرق اخرى افضل ؟! وراحت سُكينة تشرح لنا كيف ان احدث ابحاث جامعة «جان هوبكنز الامريكية « عن مرض السرطان اكدت ذلك ، وذكرت ان العلاج الكيمياوي قد يدمر الخلايا السليمة ويضر باعضاء مثل الكبد والكلى. وان العلاج بالاشعاع لا يدمر الاورام السرطانية كليا وقد يحرق ويشوه ويضر بالخلايا السليمة والانسجة والاعضاء. وان العمل الجراحي قد ينقل المرض الى أماكن اخرى في جسم المصاب. وان البحث اشار الى ان الطريقة الفعالة لمحاربة السرطان هي تجويع الخلايا السرطانية بحرمانها من التغذية التى تحتاجها للتكاثر. واورد البحث ارشادات مفصلة حول اتباع المرضى حمية غذائية خاصة تمنع تكون «المحيط الحامضي» الذي تنشط فيه خلايا السرطان !
عاد أَبُو سُكينة للحديث : الذي يهمني من هذا التقرير انه قال ان السرطان هو مرض العقل والجسم والروح. وان الروح والنفس الايجابية والفاعلة سوف تساعد الانسان المريض على الشفاء، بينما الغضب والكراهية وعدم التسامح تتعب جسم الانسان وتحول بيئة الجسم الى «بيئة حامضية» تلائم المرض.
يا ناس أحبوا بعضكم البعض وتجنبوا «الكلام الحامض» و»الافعال الحامضة»! عندها تعيشون بسلام وبدون خوف من نتائج مميتة لسرطان الكراهية وسرطان داعش اللذين يخربان حياة بلدنا ويهددان مستقبل اجيالنا !