المنبرالحر

بداية المأساة / نضال صبيح مبارك العزاوي

صباح يوم مشؤوم صحونا ونحن أحداث على بداية مأساة شعبنا ببيان من قوى جاءت بدعم وبقطار أمريكي وتمويل من دولة عربية برشاشات بور سعيد لتطيح بنظام كان أكثر موالاة لهم حين عفى عنهم بعد محاولة الاغتيال والمقولة التاريخية "عفى الله عما سلف " هذه المقولة التي جاءت بالبؤس والدمار لشعبنا العراقي .
صحونا وتوافدت الجماهير إلى شوارع العاصمة بغداد لتحمي ثورتها، ثورة الرابع عشر من تموز 1958 كانوا عزل من السلاح والمقابل المجرم يملكه ويملك الخديعة والغدر واللوم ،وقفت الجماهير أمام وزارة الدفاع تطالب الزعيم عبد الكريم قاسم بأن يمدهم بالسلاح فأبى الزعيم أن تنتهي بمجزرة ولم يحسب حساب القتلة الجزارين الواقفين على الباب يشحذون سكاكينهم ليقطعوا رقاب الأبرياء ، قاوم الشعب في شوارع عدة ولكن المأساة بدأت منذ الصباح فطال القتل والذبح والاغتيال خيرة الرجال الوطنيون وبدأت عمليات المداهمة لاعتقال النساء والرجال وامتلأت السجون والمعتقلات بكل الوطنيين .
كانوا مستعدين بحرسهم القومي وبفرق الاغتيال وانتشروا في الشوارع كالوباء وبنشيدهم "بعث تشيده الجماجم والدم ...." نعم شيدوا قصورهم وقلاعهم بجماجم الشعب العراقي وامتلأت أفواههم وأياديهم بدماء الخيريين من أبناء وبنات العراق .
يوم 8 من شباط 1958 يوم اسود يجب أن ينكس العلم في هذا التاريخ حزنا على العراق وأبنائه الوطنيين ، نعم كنا أحداثا ولكننا كنا نشعر بما يعانيه شعبنا ،هذا الشعور لم يأت اعتباطا أو من الغيب جاء من والدي الذي زرع فينا حب الوطن وحب الناس وعلمنا قيم الحياة واحترام التقاليد ، ووعينا ونحن أحداث وكيف لا ولنا مثل هذا الوالد الوطني الغيور .
بدأت مأساة شعبنا منذ هذا اليوم وتوالت الأحداث ودخلنا الحروب ...ثم جاء الاحتلال وجاء معه من اعتلى الدبابة وجاء بالمحتلين وما أشبه اليوم بالبارحة الفرق في الأسماء والمسميات والقتل هو القتل وزاد الفساد فسادا وولد الإرهاب بأشكال عدة وفي المقدمة تنظيم الدولة الإسلامي في العراق والشام ( داعش ) وجاء توأمه الميليشيات الطائفية المسلحة والتي تتلقى أوامرها من إحدى دول الجوار وغايتهم تمزيق أواصر الشعب والسلم الأهلي والسعي لتأجيج الحرب الأهلية الطائفية وهذا ما نلمسه الآن من الحرب الضروس القائمة في الثلث الغربي من البلاد وما يحدث من تفجيرات إرهابية واغتيالات واسعة وخطف المواطنين وهذا كله نتيجة من النتائج المأساوية التي تمخضت عن لانقلاب 8 شباط الدموي المشؤوم في 1963.
نعم لم ولن ننسى مأساة هذا اليوم وليكن درسا في ذاكرة الأجيال القادمة لأنهم السبب الرئيسي في هذه النتيجة التي دمر فيها عراقنا عراق الخير والمحبة .