المنبرالحر

لا أن تعبدوا مكتشفوها ... بوذا / صادق محمد عبد الكريم الدبش ...

هل ... أن لنا أن نبحث عن الحقيقة ؟... أم سنبقى نقدس ما توصل أليه أسلافنا ؟...
وهل عقولنا أستوعبت ما علينا فعله ؟ ... وهل تعتقدون بأن سبب كوارثنا ومصائبنا وجهلنا ؟... كوننا أركنا عقولنا جانبا !.. وذهبنا نبحث في ثقافة التجهيل والتضليل !! ... وهل بحق بأن أنساننا مفكر وحالم بغد مشرق وسعيد ؟ .. ولو كانت هذا حقيقة !! ... لماذا نطمس حقيقتنا ؟؟ .. كوننا نخاف من التحضر والضياء والحرية ومن المكاشفة وبمنطق الفلسفة ( البحث عن الحقيقة ، أو حب الحكمة ) !! ...
وهل كون رؤيتنا وبوصلة مسار الرؤيا هذه لا تنسجم مع حركة الحياة ؟ وهل تكمن مشكلتنا في فهمنا للدين وفلسفته ومساره ، وحدود معارفه ومنطقه وأهدافه ؟ .. أم أن المشكلة أو جزء منها تكمن في الدين نفسه وجوهره ؟ .. بأعتبار أن الدين هو بن مرحلته وزمانه ، وهو كأي فكر وفلسفة تتطوران مع تطور حركة الحياة !! .. ولا يمكنه التسمر والجمود ، مثله مثل أي فكرة تولد من رحم ما قبلها .. وتترعرع وتنمو وتشيخ ، ومن ثم تموت ، لتولد مكانها فكرة جديدة تنسجم مع الحركة الكونية للمجتمع البشري ...
أذن المشكلة الحقيقية كوننا ! .. ما زلنا نشك في عملية تجديد الأفكار والفلسفات والنظريات التي توصل أليها الأنسان عبر الآلاف أو الملايين من السنين ، ونشك بكل الحقائق تلك ! ... لنذهب الى ما يريحنا من العناء والتفكر والبحث والتفكير في ماهيات التطور ونتائجه ، ونذهب الى ما هو جاهز ومُقَوْلَب وسهل !.. وربط تصوراتنا كلها بقوى غيبية !... بأعتبارها هي المسؤولة عن تنظيم الحياة ، من خلال قوى جاهزة والتي ترسم لنا شكل الحياة .. من فقر أو غنى .. من جهل أو معرفة ، من سعادة أو تعاسة ..ألخ ، وغير ذلك ...
بأعتقادي هذا تبليد لعقولنا .. ! ونهج ثقافة التجهيل والتعتيم والتضليل ، وغلق العقول والأَفْئِدة ، وأغماض بصرنا وبصيرتنا عن البحث والتنقيب .. ! عن سبل الحياة التي يجب البحث والتنقيب عنها وبشكل دائم ومستمر، ونكتشف ما من شأنه أن ينقلنا من مرحلة دنيا !.. الى مرحلة أرقى ... ولا دخل أو تأثير لأي قوة خارج قدرات العقل البشري ، الصانع لكل شئ في هذا الكون .
وهنا مكامن عللنا وتخلفنا عن ركب الحضارة الأنسانية وحركة التأريخ وقاطرته التي لا تتوقف أبدا !.. وتسير دوما نحو الأمام !.. وليس لها سبيل أخر !.. وعلينا اللحاق وأن نستقل هذه القاطرة مع الأمم والشعوب الأخرى من خلال البحث عن الحقائق ، وفي كل زمان ومكان.