المنبرالحر

الثقافة وبناء الانسان / طه رشيد

لماذا الاصرار على ان نعيش دائما في حقبة النظام السابق بعد سقوطه المخزي في 2003؟ لماذا لا نستطيع تجاوز تلك الحقبة لكي نعيد للانسان كرامته وللمؤسسات هيبتها؟
اطرح هذه التساؤلات امام وجود عدد كبير من مؤسسات الدولة الخاضعة للتمويل الذاتي، صنيعة الحصار ايام زمان! واذا استطعنا ان نعطي تبريرا لبعض المؤسسات الانتاجية فما هو المسوغ المنطقي لضم اهم مؤسسات وزارة الثقافة تحت بند التمويل الذاتي؟ ونقصد خاصة دائرة السينما والمسرح، التي تعد اهم مؤسسة للانتاج الفني سواء في مجال السينما او المسرح. وهي مؤسسة غير ربحية تعني بنشر الثقافة التنويرية وباعادة انتاج الوعي بما ينسجم وروح العصر .. واذا كان البعض يتباكى على ( انجازات الزمن الجميل !) وخاصة في الموسيقى والغناء ومجمل الحركة الفنية والادبية بحق او بدونه، فلأن هناك تراجعا كبيرا في هذه الميادين، ابتداء من موقف الدولة، مما ادى الى تراجع في الذائقة الفنية لشرائح مجتمعية كاملة وهذا ما يزيد من مهام دائرة السينما والمسرح في هذا المضمار، والتي تحتاج الى اموال طائلة للقيام بهذه المهمة. الا ان واقع الحال غير هذا تماما، اذ ان وزارة المالية لم تكتف بقطع السلفة التشغيلية عن دائرة السينما والمسرح، ( رغم قلتها) ، وهي الدائرة المسؤولة عن العملية الانتاجية، مسرحا او سينما او فنون شعبية، بل ان وزارة المالية منعت الدائرة من التصرف بالمبالغ التي يمكن ان تحصل عليها جراء نشاطاتها المتنوعة.
يعني لا انطيك ولا اخلي الله يهديك!
وجاءت الموازنة الجديدة لعام 2016 لتزيد الطين بلة، حيث صرح وزير الثقافة فرياد رواندزي لـ (أين نيوز) كاشفا عن «عدم وجود تخصيصات او درجات وظيفية للوزارة للعام الجديد كما تم تخفيض موازنتها بشكل أكبر من موازنة 2015 بسبب الازمة المالية «.ومن هنا نستطيع ان نتفهم سياسة الحكومة تجاه الثقافة، واصرارها على تجاهل لدور الثقافة الخلاق في التصدي للقوى الارهابية والظلامية، وقدرتها على ان تكون الوجه الاخر الناصع للبندقية، التي يحملها ابناء قواتنا المسلحة في الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي البيشمركة.
ونستطيع ان نجزم ان العاملين في دائرة السينما والمسرح تركوا المشكل الطائفي خلف ظهورهم منذ اليوم الاول لاشتغالهم في هذا المفصل الحيوي، وخارج قوس الدائرة، لانهم حين يلتقون في فيلم او مسرحية او رقصة تعبيرية يكون همهم الوحيد هو ايصال رسالتهم النبيلة الى المتلقي.
هل نحتاج للتذكير هنا بان وزارة المالية حجبت عن الفنانين ، منذ العام الماضي، المكافأة السنوية التي كانت مخصصة لهم لتساعدهم في تمشية امورهم المعيشية في وقت انحسار الانتاج الدرامي والفني؟ علماً ان مقدار المكافأة هو 2500 دينار يوميا! يعني متسوي لفة كباب!
شكد عيب!!