- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الإثنين, 30 أيار 2016 19:25
جلبت انتباهي تصريحات لاحد المسؤوليين العراقيين في احدى القنوات الفضائية حول عملية الاصلاح السياسي التي يطالب بها العراقيون والتي اعترف فيها بوجود الفساد في معظم مفاصل الحكومات العراقية المتعاقبة التي تولت الحكم بعد الاحتلال الامريكي للعراق بعد عام 2003 مبدياً استغرابه مما سماه الحملة الشرسة لتسقيط السياسيين الاسلاميين دون الاخرين ومستغربا في الوقت نفسه المطالبة الشعبية لاستبدالهم بتكنوقراط من المستقلين لادارة شؤون البلاد معتبرا ان هذه المطالبة تؤدي الى ضياع حق الاسلاميين في الحكم ، هذا الحق المكتسب نتيجة مااسماه نضالهم الطويل ضد الدكتاتورية الى اخره من الكلام الذي يعبر عن شهوة الحكم عند هؤلاء السياسيين والاستمرار به حتى لو كان على حساب اشلاء العراقيين.
وهنا لابد من القول والرد على هؤلاء ان العراق ليس حقلا لتجاربكم البائسة في السياسة الفاشلة التي اوصلت البلد الى ماهو عليه الحال الان من تخلف في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والذي اثبت بالدليل القاطع عدم صواب المنهج الذي وظف لحكم العراق وان موضوع الاصلاح يتناول المنهج وليس الاشخاص ان هذا المنهج السيئ الذي استمر لاكثر من ثلاث عشرة سنة قد انتج لنا مجتمعا ممزقا وارضا مباحة لكل من هب ودب وامنا مفقودا واقتصادا منهارا وطبقة اقتصادية فاسدة بكل معنى الكلمة لاهم لها سوى سرقة المال العام على حساب افقار الشعب، فهل هذا مايهدف اليه المشروع الاسلامي في العراق ؟! والجواب بسيط على هذا التساؤل.
ان هذا المنهج ابعد ما يكون عن الاسلام، وشخوص العملية السياسية ابعد مايكونون عن الاسلام ونهجه في الحكم ايا كان هؤلاء من هذا اللون او ذاك فالكل قد اشترك في دمار البلاد والعباد، وان الاسلام الحقيقي لم يشرع القتل والسرقة ولم يشرع ضياع الحقوق والمفسدة، اضافة الى ان الاسلام دين للمحبة ودين للسلام ودين للايثار ودين للنصيحة والتضحية والبناء وان فهم الاسلام لايتأتى من خلال الكلام، بل يتأتى من خلال الممارسة الواقعية ، ومن هنا فأن افعالكم في الحكم قد اثبتت بما لايقبل الشك بأنها ابعد ماتكون عن الاسلام فعن اي تآمر تتحدثون؟ وهل مطالبة الشعب بحقه يعتبر تآمرا؟ اليس لصوت الشعب حقا عليكم لمراجعة نهجكم في محاولة لتصويب المسار وبما يخدم المجتمع ويرفع الغبن عن كاهله بدلا من التباكي على ضياع المكاسب الفئوية والشخصية والحزبية التي اصبحت رائحتها تزكم الانوف في الداخل والخارج .
واخيرا اود ان اقول لهذا السياسي ولغيره ان العراقيين قد فهموا اللعبة وانهم كانوا الضحية التي استغفلت بشعاراتكم كما استغفلت بالامس بالقائد الضرورة ، فكفوا عن اللعب بمقدرات العراقيين فانتم على اختلاف اشكالكم والوانكم سياسيون بالصدفة تمشدقتم وتسترتم بالاسلام للوصول الى السلطة ولم يكن الاسلام منهجكم كما اثبت الواقع الذي يعيشه العراق، وماعليكم الا الانتباه الى ردة فعل العراقيين على تماديكم واستهانتكم بمطالبهم مستذكرين قول الشاعر ابو القاسم الشابي:
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
فحذارِ من غضب الشعب العراقي يوم لاتنفع الندامة ولكم في الذين سبقوكم عبرة لمن اعتبر، فلااسلامكم اسلام ولامسلموكم مسلمون فعن اي اسلام واسلاميين تتكلمون؟ وحذارِ حذارِ من غضب الشعب العراقي.