المنبرالحر

دولة التلثم العميقة / شاكر عبد جابر

خرج مفهوم الدولة العميقة "ديرين ديفلت" من اطاره التركي، بفضل فاعلية وتمكن قوات التلثم السريع العراقية، وبما تقدمه من ابداع تتجاوز فيه دولة سليم الثالث العثمانية ودولة منظمة حنين الصدامية.
البعض من سياسينا يشكلون بعلم أو بدون علم قوات تغطية لقوات التلثم السريع في عملياتها القذرة والتي تستهدف غير المسلحين، الخطرين سلمياً، والبعض يعلم ماذا يقول، من قبيل ان الامر فلم هندي، ترى ماذا يقول هذا البعض عن اختطاف الناشطة غفران فاضل، هل هو فلم هندي أيضا، أم قدرنا ان لا يوجد غير سينما الفتلاوي وأفلامها الهندية.
دولتنا العميقة العراقية تكونت بعد الاحتلال مباشرةً، فرضتها ظروف الصراع ورخاوة الارض وحنكة مؤسسي هذه الدولة وخبرتهم هنا وهناك، والمخيف انها تتمدد دون أن تطالها يد الدولة، ولا ندري هل هذا ضعف ام شكل من اشكال التغطية.
الدولة العميقة غير متناسقة تنظيمياً وفي أحيان كثيرة مجموعات غير مرتبطة تنظيمياً، تتفق في الهدف "سرقة الدولة" أو الحفر في أساساتها الارضية وصولاً لتهديمها، وتتفق في الاسلوب "التلثم" بكل أشكاله، ولا سيما في اختيار الضحايا، رغم ان هذا التلثم في اختيار الضحايا مفضوح جداً.
دولتنا العميقة تعمل على مبدأ تعميق رخاوة الارض العراقية، وهي تعرف ان أهم مصدات هذه الرخاوة هؤلاء الغير مسلحين والغير ملثمين، الذين يملكون مشروع التغير نحو الدولة المدنية.
دولتنا العميقة واهمة وهي تعتقد أنها تستطيع بهذه الافعال الملثمة أن تقف بوجه من يملك سلاح السلمية، من أمثال غفران فاضل.