المنبرالحر

هل الانتخابات القادمة ستسبح من جديد في بركة المحاصصة ألآسنة ؟ / حيدر سعيد

اجمع ابناء الشعب العراقي من خلال متظاهري الحراك الشعبي السلمية المدنية الديمقراطية ، التي مضى على استمرارها اكثر من سنة على وحدتهم وتراصهم ووعيهم وانظباطهم ، وهم يعلنون عبر شعارات تحاكي الواقع المر المجبول بالازمات والآلآم ،ويؤكدون دون كلل في ساحات النضال ، انهم ماضون من اجل تغيير حقيقي واصلاح جدي يطال الفساد والفاسدين الذين يستميتون في الحفاظ على امتيازاتهم ومصالحهم الذاتية من خلال تبنيهم لنهج المحاصصة وضرب مطاليب الجماهير المكتوية بنارها ، محاولين امتصاص نقمة الشارع العراقي كلما شعروا ان الجماهير المدنية السلمية قد ضاقت ذرعا بفسادهم الاداري والمالي وبنهج المحاصصة الذي لن يتعافى العراق وطنا وشعبا من امراضه، الا بتغييره حيث المشروع الوطني الديمقراطي الذي يضع المواطنة اساسا في العملية السياسية ،ولذلك نجد هؤلا المتنفذون يسارعون في تبني شعارات الحراك الشعبي لغرض في نفس يعقوب ، مستفزين بذلك عقول ابناء الشعب العراقي التي خبرتهم طيلة هذه الفترة متحكمين بالقرار السياسي .
ان الشعب العراقي بقواه الوطنية والديمقراطية ، لن يسمح بعد الان ان يستمر مشروع الكتل المتنفذة الفاشل الذي ادخل الوطن في هذه الفوضى العارمة منتجا الازمات تلو الازمات ، وسيقول كلمته من خلال صناديق الاقتراع ،وهذا ماطرحه ويطرحه من مطاليب ملحة تتجاوب ومشروع التغيير والاصلاح وتمثل مقدمة صحيحة ضرورية في استبدال مفوضية الانتخابات الغير مستقلة والتي ولدت من رحم المحاصصة الآسنة التي غدت محل استنكار لما قامت به من تزوير في الانتخابات السابقة ، و لم تعد محل ثقة بعد ذلك ، كذلك اكدت الجماهير السلمية المدنية الديمقراطية في تظاهراتها على تغييرقانون الانتخابات الذي انحاز للمتنفذين من الكتل وهمش الكثير من القوى المخلصة الوفية لابناء الشعب والوطن والعدو الحقيقي للارهاب والقوى الحليفة التي تمهد الطريق لتعميم الفوضى
ان اصرار الجماهير على تغيير مفوضية الانتخابات الغير مستقلة ، وقانون الانتخابات ، لقناعتها بان القوى المتنفذة بدأت تتحرك مصطفة لتمرير طبخة تهدف للابقاء على مفوضية الانتخابات صنيعتهم وكذلك قانون الانتخابات الجائر .
ان المطاليب التي رفعها المتظاهرون في الحراك الشعبي مثلت وعيا متقدما اشر على آليات اعتمدها فرسان المحاصصة المتحاصصون في السابق يريدون اعادتها ثانية في مقدمتها مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات ، مما جعلهم يطلقون العنان لمن يأتمر بأمرهم ، مرعوبين ترتجف مقاعدهم، لاطلاق الرصاص الحي على الجماهير السلمية التي لن تخرق الدستورالذي كفل لها الحق بالتظاهر .
ان شهداء التغيير والاصلاح ستبقى شموعا تنير طريق الحراك الشعبي وستكون دماءهم الزكية نبراسا يلهم اصحاب الحق على الاستمرار والثبات على المطاليب المشروعة ولن تخيفهم اساليب المتحاصصين البشعة فقد سبقهم في ذلك الكثيرون ، لكنهم سقطوا تضمهم مزابل التأريخ ، اما الشعوب فهي باقية واعمار الطغاة قصار .
ان الشعب العراقي قد امهلكم واعطاكم من الوقت مايكفي فلا تدفعوه بتجاهلكم لحقوقه الى المزيد من الاندفاع ، ويبقى الحراك الشعبي السلمي مطالبا بمغادرة نهج المحاصصة وردم بركته الاسنة بما تحمله من امراض وعلل ، والذي يعني استمرارها استمرار الدمار والخراب وظهور وجوه جديدة ذات منطلقات فكرية داعشية .
ان التغيير اصبح ملحا ومطلبا جماهيريا، وعلى المخلصين الحريصين على وطنهم وشعبهم ان يسيروا به، يناصروه من خلال وحدتهم وتكاتفهم .