المنبرالحر

العيـد في مستشفى أبن الهيثم للعيون ..! / علي فهد ياسين

أذا قيل لك أن هناك بهجةً للعيد بين منتسبي ( مستشفى أبن الهيثم للعيون في بغداد ) فلاتصدًق , ليس أعتراضاً من منتسبيه على أختلاف مرجعيات العراق على تحديد يومه , ولا زهداً منهم بالتمتع بأجوائه , أنما لتحملهم كمركز رئيسي في العراق لأمراض العيون , نتائج الفساد في موضوعة استيراد ألعاب الأطفال الخطرة ( العاب الأسلحة النارية وأسلحة الصجم , رشاشات ومسدسات , وتفرعاتها المتداولة في العراق منذ عشرة أعوام ) , التي لازال تجار القطاع الخاص يستوردونها رغم أنوف الجميع , سلطات وشعب .
في أحدث تصريح للنائبة ( أسماء الموسوي ) اليوم , أتهمت فيه وزارة المالية التي يقودها وزيرٌ من كتلتها ( التيار الصدري ) , مسؤوليتها المباشرة عن دخول هذه النوعية من أستيراد التجار , بحكم تبعة دوائر الكمارك العراقية للوزارة , وصعوبة سيطرة وزارة الداخلية على نتائج رواجها لأنها تُستورد بكمياتِ هائلة , تحقق أرباحاً خيالية للتجار تفوق أرباحهم في استيراد السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن !.
في أِحصائيةِ لدائرة صحة بغداد الرصافة , في الثالث والعشرين من آب الماضي , أعلنت أن ( مستشفى أبن الهيثم للعيون ) ومراكز صحية فرعية , أستقبلت خلال أيام عيد رمضان فقط , ( 170 ) حالة أصابة لأطفال نتيجة تلك الألعاب , ولنا أن نتصور عدد الحالات في جانب كرخ بغداد وعموم مدن العراق !.
مفارقة الأِدانة للسلطات الثلاث تبرز في , أن البرلمان العراقي كان قد أقر قوانين تمنع أستيراد تلك الألعاب , لكن واقع الحال يثبت أن سلطات التنفيذ لم تُفعًلها والبرلمان نفسه لم يتابع عدم تفعيل قوانينه , وأثبت تجار بعينهم أنهم غير معنيين بقرارات أطراف السلطة في بلدِ ينهبونه وفق أجنداتهم .
قد يعتقد البعض أن هناك الأهم من تناول هذا الموضوع الآن بحجج الوضع الأمني والأستعصاء السياسي وماتمر به المنطقة من أحداث أكبر من موضوعة الألعاب النارية , ونقول أن مانطرحه هو ريشة تحمل فيروساً معدياً وقاتلا في أحد أجنحة التحليق الذي نعمل على سلامته وحصاد نتائجه لشعبنا بعد مسلسلات تضحياته للوصول الى الأستقرار والبناء السليم الذي يضمن مستقبلاً أفضل لأطفاله أولاً ولعموم أبناءه الذين هم أولى بخيراته .
نحن الآن في أول أيام العيد الكبير , سننتظر أحصائيات ( مستشفى ابن الهيثم ) تحديداً خلال ايامه , لنقارن بين صلف التجار وثرثرة السياسيين , لأنها مباراة لفقئ عيون أطفال العراق بين مجرمي المال وأعوانهم من السياسيين الحامين لجرائمهم , وبين شعبنا الكريم المستهدف بأجنداتهم , لتكون النتائج شاهداً أضافياَ على الفساد الذي يستهدفنا جميعاً , فأما أن نستسلم له وهذا مرادهم وأما أن نفقئ عينه وهذا مرادنا من أجل حياةِ كريمة لشعبنا وبناءاً سليماً لوطننا رغم أنوف المتاجرين بقيم الحياة وعنفونها .
في الختام لابد أن نقول لكل مجتهد ونبيل في ( مستشفى أبن الهيثم ) وفي كل موقع عراقي للخدمة العامة , أيامكم سعيدة وكل عام وأنتم بالف خير أيها الطيبون .