مجتمع مدني

حلبجة محافظة رسمياً.. والآلاف يقصدونها

بغداد – طريق الشعبحلبجة مدينة لا تموت.. هذا التعبير يمكن إطلاقه على مدينة حلجبة التي استذكرت بكبرياء يوم أمس الأحد، واحدة من أكبر الجرائم التي تعرضت لها شعوب العالم في العصر الحديث.
فقد توجه آلاف المواطنين من مدن اقليم كردستان، فجر أمس الأحد، الى مدينة حلبجة للمشاركة في مراسيم احياء الذكرى الـ26 لحادثة قصف المدينة بالسلاح الكيمياوي من قبل النظام المباد.
وانطلقت المراسيم في الساعة العاشرة من صباح أمس، امام مبنى البلدية ليتوجه المشاركون فيها الى مقبرة «شهداء القصف»، وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف؛ حيث وقوع اول صاروخ على المدينة وقف الجميع صامتين، تم بعد ذلك وضع الزهور على المقبرة من القبل ذوي الشهداء والوفود المشاركة والموطنين.
وشهدت المدينة التي تقرر تحويلها الى محافظة، فعاليات فنية ورياضية متنوعة.
وقال مدير بلدية حلبجة خدر كريم في تصريحات صحفية إن «الاف المواطنين من مدن اقليم كردستان العراق وايران والمدن العراقية الاخرى توجهوا، منذ يوم امس وفجر اليوم الى مدينة حلبجة للمشاركة في مراسيم إحياء الذكرى الـ26 لقصف المدينة بالاسلحة المحرمة دوليا من قبل النظام البعثي المباد».
وفي بغداد، استذكر مجلس النواب قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي بالوقوف دقيقة صمت.
ووقع رئيس اقليم كردستان مرسوما يقضي بتحويل مدينة حلبجة الى محافظة في تحد واضح للحكومة الاتحادية التي تعد انشاء المحافظات من صلاحياتها.
وكان مجلس الوزراء الإتحادي قد صادق في نهاية كانون الاول الماضي 2013 على مشروع قانون تحويل قضاء حلبجة في اقليم كردستان الى محافظة، غير ان الاجراءات الرسمية لم تتم بعد. وبانشاء محافظة حلبجة فانها ستكون المحافظة الرابعة في الاقليم والتاسعة عشرة في العراق.
وذكر بيان لرئاسة الاقليم أطلعت عليه «طريق الشعب» «انه مع حلول الذكرى السنوية لفاجعة قصف مدينة حلبجة الشهيدة بالأسلحة الكيماوية، وقع البارزاني في الساعة العاشرة من صباح أمس، مرسوما إقليميا تم بموجبه استحداث محافظة حلبجة».
وكان رئيس اقليم كردستان قد وجه حكومة الاقليم باتخاذ الاجراءات الادارية اللازمة على وجه السرعة لتحويل حلبجة الى محافظة وعدم انتظار رد الحكومة المركزية التي وجه لها كتابا بخصوص هذا الشأن اعتمادا على اراء العديد من القانونيين.
وشكلت مأساة حلبجة من ظلم واضطهاد النظام البعثي للشعب الكردي خصوصا وللشعب العراقي عموما، حلقة في سلسلة المآسي الكبرى التي مرت في مسيرة البشرية وتاريخ صراعها مع أنظمة الحكم الفاشية والنازية التي تستند للعسكرتارية والقمع السافر للحقوق والحريات، هذه الجريمة التي راح ضحيتها عدد كبير من سكان مدينة حلبجة الوادعة، التي دخلت التأريخ من اوسع ابوابه باعتبارها شاهدا على وحشية النظام الصدامي الدموي.