مجتمع مدني

ستوكهولم تحيي عيد العمال العالمي باحتفالات ومسيرات كبيرة

محمد الكحط – ستوكهولم-

تصوير: بهجت هندي

في ليلة عيد العمال أحيا السويديون انتهاء فصل البرد الشتاء وأشعلوا النيران ليلا وداعا له وترحيبا بقدوم الصيف، ولكن المفاجئة وعلى غير العادة أفاقوا صباح الأول من آيار وعاصمتهم مغطية بالثلوج البيضاء، مع رياح قارصة، وما هي إلا ساعات حتى أشرقت الشمس وذابت الثلوج ودبّ الدفء وخرجت جموع العمال ومؤيديهم إلى وسط العاصمة وكما كل عام، حيث زينت الشوارع بالأعلام الحمراء، راية الشغيلة الخفاقة، ورفرفت اللافتات التي تحمل شعارات الطبقة العاملة وأهدافها النبيلة بإقامة عالم السلام والاستقرار الخالي من العنف والاضطهاد والحروب، عالم المساواة الحقيقية وانتصار القيم الإنسانية على قيم الشر.

في عدة ساحات انطلقت التجمعات رافعة الأعلام وهي تردد شعارات تنادي بالسلام والعدالة والمساواة، لقد اكتظت شوارع ستوكهولم بالتجمعات من شتى القوميات والإنتماءات، يدفعهم ويجمعهم هدف واحد وحلم واحد أنهم ينشدون لغدٍ وضاء للبشرية، وكان لأبناء الجالية العراقية شرف المشاركة في المسيرة تتقدمهم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق، والحركة النقابية الديمقراطية في السويد، والتيار الديمقراطي العراقي، وهم يرفعون شعارات الطبقة العاملة العراقية، ويغنون الأغاني الوطنية، ويرددون الأهازيج الشعبية التي ترمز إلى نضالات عمال العراق وللأول من أيار.

وكالعادة في كل عام انطلقت أكبر تلك التجمعات من ساحة ميدبوريربلاتسن بعد أن تحدث الكثير من ممثلي العمال ومنظمات المجتمع المدني إلى الحديقة الملكية وسط ستوكهولم، لتلتقي فيها المسيرات الطويلة الحاشدة ولعدة كيلومترات، مع الموسيقى المنوعة من عدة دول كانت تعزف للحشود ومنها التي تعزف النشيد الأممي، وعند التجمع الكبير في الساحة الملكية، توالت كلمات قائد حزب اليسار وشباب اليسار وبعض النقابات السويدية، مع فقرات من الغناء، لتنتهي المسيرة مع الأمل بتحقيق المزيد من المنجزات للشغيلة. وفي ساحة الهوتوريت كانت هنالك وقفة للحزب الشيوعي السويدي ومجموعة أخرى من المنظمات.
لقد كان وسيظل الأول من أيار، عيد العمال العالمي، رمزا للنضال والتحرر من العبودية والاستغلال والاضطهاد، وعيدا لشغيلة اليد والفكر والفلاحين والمثقفين وكل القوى التقدمية المحبة للسلام والتحرر والديمقراطية.