مجتمع مدني

من يصنع الامل في قلوب الفتيات العراقيات؟ / سهاد ناجي

صادفني في احدى المرات من خلال التصفح على مواقع الانترنيت ان قرأت قصة الفتاة اليابانية "ساداكو" المفعمة بالحزن والبؤس، والسلام والمقاومة فقد كانت ساداكو تبلغ السنتين من عمرها حين ألقيت القنبلة النووية على مدينتها هيروشيما، ما تسبب بتلوث الماء والتربة و التي اتت بتأثيرها على الانسان ايضا، و بعد مرور عدة سنوات دخلت الفتاة المدرسة و تميزت بنشاطها في الالعاب الرياضية بمدرستها، الامر الذي جعلها محط اعجاب زملائها وأصدقائها.
في احد الايام شعرت ساداكو بالوهن والضعف ما تطلب الامر اجراء الفحوصات الطبية ثم ادخلت على اثرها المستشفى اذ تبين اصابتها بمرض اللوكيميا "سرطان الدم" جراء الاشعاعات النووية نتيجة شربها الماء الملوث. وهناك في المستشفى زارتها إحدى صديقاتها، وذكرتها بأسطورة طائر الكركي الذي يرمز للحياة المديدة والحظ الجميل حسب المعتقد الشعبي الياباني وتقول الأسطورة : إن كل من يصنع ألف طائر كركي من الورق تستجاب له امنيته. بادرت ساداكو لمقاومة آلامها وتجاوز دموعها البريئة لتنهمك في صنع طائر من طيور الكركي الورقية، لكن الحظ لم يحالفها فلم تنجز سوى 644 طائراً ورقياً، ثم غادرت الحياة بعدها بعمر اثني عشر عاما في عام 1955.
و وفاءً من اصدقائها في المدرسة، و لاجل تحقيق امنية ساداكو، قاموا بصنع ثلاثمائةٍ و ستةٍ و خمسين طائر كركي حتى يكملوا الطيور الألف لتدفن معها، وهكذا حققوا لها أمنيتها، ثم جمعوا جميع رسائلها،وطبعوها في كتابٍ أسموه ـ كوكيشي ـ وهو اسم الدمية التي قدموها هدية لها في المستشفى، وزِعَ الكتاب في جميع أنحاء اليابان فعرف الجميع اسم ساداكو و طيورها الورقية الألف، و استلموا بعدها العديد من المساعدات المالية، و في يوم الطفل، الخامس من شهر أيار من العام 1958، أزيح الستار عن النصب التذكاري في حديقة السلام بمدينة هيروشيما، حيث تقف فيه ساداكو في أعلى النصب وهي تُمسك بيدها طير الكركي.وقد حفرت على صخرة الجرانيت السوداء المقامة أسفل النصب العبارات الآتية :
تلك هي صرختنا
تلك هي صلاتنا
السلام على الأرض.
ترى هل فكرت حكوماتنا الجديدة عن سبل لتحقيق امنيات الفتيات العراقيات من الفقراء والمعاقات والنازحات من المناطق الساخنة بشكل عام و الاطفال بشكل خاص لا سيما ونحن مقبلين على العيد ؟
و يا ترى، هل بادرت الحكومة او المنظمات المدنية القيام بحملات مساعدات للنساء و الاطفال النازحين ممن يعانون من شح الخدمات في خيم تفتقر لتوفر ابسطها في ظل حر قائظ لا يرحم صغيرا و لا كبيرا.
قصة ساداكو لم تنتهي بموتها اذ اصبحت رمز السلام ونبذ الحرب فرغم موتها لكنها صنعت الامل في قلوب الكثير، ترى من يصنع الامل بقلوب الفتيات النازحات بالعودة في وطن آمن وعيش كريم ؟