مجتمع مدني

في عيدهن.. المرأة ماض وحاضر ومستقبل / اعداد- كريمة الربيعي

المرأة نصف المجتمع، ولها دور كبير في مجالات الحياة وميادين العمل المختلفة والمتنوّعة، فهي مربّية أجيال وفي الوقت ذاته من قادة المجتمع في مجالات السياسة والاقتصاد وفي المجالات التنمويّة والتعليميّة. وعلى مر التاريخ نرى العديد من الأسماء النسويّة التي سطعت وحققت نجاحات باهرة في مجالات كانت تعتبر حكراً على الرجال، ففي القدم وخاصة في الدول الأوروبيّة كانت حقوق النساء مهضومة وكُنَّ يعانين المعاملة السيئة وخاصة النساء اللواتي ينتمينَ إلى الطبقات العاملة والكادحة، حيثُ كانت ظروف العمل التي يعانين منها ظروفا قاسية للغاية، لهذا قامت النساء بأول محاولة وحشيّة وقاسية، ومن هنا بدأ النضال النسائي نحو المطالبة بالحقوق والمساواة والعدل.
مرأة هي الأم التي صنعت من التضحيات والبطولات حياةً مليئةً بالحب والفخر للأبناء، وهي الزوجة والحبيبة التي تنشر عبق الحب، والطمأنينة في أرجاء الحياة، وهي الأخت والجدة، إذاً فالمرأة هي أم الإنسانية جمعاء، وبدونها لا يكتمل المجتمع، ولقد عانت الكثير من المصاعب في ظل التراكمات بسبب سياسات خاطئة ومحاصصة مقيتة دفعت بالمجتمع الى الهاوية، كل ذلك قد ادى الى أن دفعت المرأة العراقية ضريبة هذه السياسات التي خلفت وراءها التشرد والتهجير والقتل.
في يوم المرأة العالمي توجهنا الى عدد من الناشطات والناشطين عن انطباعهم في هذا اليوم المجيد:
الناشطة عالية طالب
أسمع كلاما كثيرا عن المتغيرات " الإيجابية " التي استجدت على واقع المرأة العراقية، وأصغي ببرود إلى الهتاف الذي يشيد بدخولها " الفاتح" إلى المعترك السياسي ووجودها" الكوتوي" داخل قبة البرلمان، ومجالس البلديات والمنظمات والمنتديات والتجمعات والتظاهرات المطالبة بالحريات وتطبيق الدستور وكفل الحقوق والواجبات .
أسمع كل هذا، فيما نظراتي تتابع أمهاتنا المبثوثات على الإشارات الضوئية وهن يحملن البخور والحلوى ويستعطفن الجميع بعبارات الدعاء ليحصلن على ما تجود به مشاعر هذا المجتمع المصدوم يوميا بهذه الصور. أراهن وهن يفترشن الأرصفة ببسطيات متداعية متحملات البرد والحر ليحصلن على قوتهن، ألمس معاناتهن وهن بطوابير الرعاية الاجتماعية ليحصلن على الراتب " المهزلة" مقابل ترملهن وعجزهن وفقدانهن المعيل والضمان الاقتصادي، حين يتلفتن صوب " العريس" الذي تمنعه ظروفه الاقتصادية وبطالته من إنشاء بيت يضم إنسانة تتوق إلى البدء بحياة مشتركة ويمنعها الحياء من الإفصاح عن رغباتها" المشروعة" فهي رغبات مستهجنة ما دامت تتعلق بالعواطف والجسد الذي هو مشكلة لمجتمعها قبل أن يكون مشكلة لها. أعرفها جيدا وتأخذني الغصة على واقعها في الريف والقصبات وأنا أراها تنهض مع الفجر لتقف على تنورها وهي تعد خبزها الحار لرجل يغط في نومه دافئا بانتظار أن تهيئ زوجته عفوا "جاريته" له فطوره.

الناشطة والشاعرة آمنة عبد العزيز
في خضم الصراعات الدولية والإقليمية التي تشهدها مناطق متفرقة وخصوصا منطقتنا العربية وتحديداً في العراق وسوريا واليمن برز دور المرأة في هذه الدول من خلال تحملها تبعات الحرب بسبب غياب الرجل بفعل القتال أو انخراطه فيه وتحملها الأعباء الجسيمة. ومن جهة ثانية نال المرأة نصيب كبير في التعسف والمتاجرة بها جسديا ونفسياً من خلال عمليات الاغتصاب والبيع في سوق الرقيق من قبل عصابات داعش التي انتهكت كيان المرأة تحت ذريعة "سبايا الحرب".
أقول لكل النساء العربيات على وجه التحديد والمرأة العراقية والسورية بشكل خاص أن الحرية والعدل والمساواة إن لم تطبق على أرض الواقع تبقى مجرد شعارات نلوكها في كل عيد وهنيئا للمرأة التي تصنع الحياة وتغير المجتمعات نحو الأمل والحقيقي

الناشطة سناء الجنابي
يتوجب ان ننطلق من اهمية تعريف المرأة بدورها ومنحها الثقة بان لها دورا مهما وقياديا في بناء اسرة ومن ثم مجتمع وذلك بترغيبها وتحفيزها واثارة همتها لبناء نفسها.. وحثت على مشاركتها القرار وتمكينها ثقافيا لمعرفة مالها وما عليها من حقوق وبهذا تزداد ثقتها بنفسها لبناء شخصيتها.




الناشطة ندى عسكر الاحمد
ان المرأة اليوم تعاني الكثير تحت ظل التخلف والقهر والتهميش لدورها الفعال في المجتمع فهي ثلاثة ارباع المجتمع وليست نصفه فهي المربية والمدبرة والمعلمة والمهندسة والطبيبة والمحامية والقضائية وانا متأكدة لو اصبحت رئيسة للوزراء لحلت ودبرت كل مشاكل الوطن.. والمرأة العراقية لاتشبه اية امرأة في العالم ... اثبتت انها امرأة حديدية جابهت كل الصعاب على مر السنين التي صادفت العراق منذ ازمان طويلة وانها تحملت الكثير من الاضطهاد ورغم كل ظروفنا القاسية نراها متفائلة ومبتسمة تدرس وتتنافس



الناشط والاعلامي ناهي العامري
استبشرنا خيرا بعد زوال النظام الدكتاتوري، واختيار النظام الديمقراطي كعهد جديد نابع من تطلعات الشعب العراقي. وكما يعرف الجميع وفي كل دساتير دول العالم الديمقراطية تؤكد على المساواة وحرية التعبير والرأي، وخصوصا رفع الحيف عن المرأة والدفاع عن حقوقها وإزالة الشوائب والأعراف المكبلة لحريتها وفسح المجال لها لتكون يدا بيد مع أخيها الرجل في كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. مشيرا إلا ان ومع شديد الأسف عانت وتعاني المرأة العراقية من التهميش والعنف وعودة الأعراف العشائرية الجائرة والتقاليد الخانقة وأصبح العنف ضدها أمرا ملفتا. كما وجرى التمييز بينها وبين الرجل في العمل والوظائف والمناصب. في يوم المرأة العالمي ندعو شريحة النساء للمطالبة بحقوقهن عبر التضامن والتظاهر. وكلنا أمل ان تتمكن النساء من المساهمة في بناء مجتمع مدني خال من العنف وينحو نحو الاستقرار والازدهار.

الفنانة التشكيلية ليلى مراد
في مناسبة عيد المرأة اود ان اقول كل عام وكل النساء العالم بألف خير وخاصة العراقيات. وفي عراقنا ورغم ان المرأة قد فاقت الرجل في بعض الميادين الا انها مازالت تعيش واقعا مريرا وتعاني من مرارة العيش في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، وان ظروف عيش الكثير منهن تفتقر الى ابسط مقومات العيش وعدم وجود دعم مادي او معنوي من قبل الحكومة حيث ان اغلب النساء يتحملن مسؤولية العائلة داخل البيت وخارجه اذ تجدها المعيل الوحيد للعائلة بغياب الاب او الزوج ..أمنياتي لكل النساء بتحقيق امنياتهن واهدافهن والحصول على حقوقهن بشكل كامل وعدم محاربتهن من قبل بعض الفئات وتحت اي عنوان.

الناشطة تضامن عبد المحسن
ان المرأة كانت اولى الضحايا في الحروب الطائفية والهجمات الارهابية منذ ٢٠٠٣ حتى اليوم... فهي الارملة والمعيلة لأيتامها.. وهي ضحية النزاعات والسياسات الخاطئة ولكننا مع ذلك لم ولن نسكت وسنستمر بمطالبنا في نيل كامل حقوقنا.