فضاءات

سهى عبد الامير تقيم في كوخ لا تأوي إليه الكلاب!

بغداد – طريق الشعببغداد: المكان لا يليق بالحيوان، فكيف اذا سكنه انسان؟ موجع هو منظر المغنية العراقية سهى عبد الأمير التي أصيبت بالجنون نتيجة تعرضها لتعذيبها من قبل زوجها الذي أخذ أولادها منها وطردها، حسب ما أشيع، وراحت تجوب الشوارع بملابسها الرثة لسنوات لا تحصد غير عطف الناس الطيبين ومساعدتهم لها، فيما أعين الحكومة مغمضة عنها غير آبهة بها، ليس لأن هذه الإنسانة فنانة وحسب، بل لأنها امرأة وحيدة وتعرضت الى ظلم كبير أدى بها الى هذه الحال التي يرثى لها. حسب تقرير للصحفي عبد الجبار العتابي، نشره موقع "ايلاف". هذه الفنانة سابقا- المجنونة حالياً.. استقر بها الحال الى أن تسكن على الرصيف في مكان من منطقة البتاويين، في كوخ وليس هو بكوخ، مساحته (متر واحد × مترين)، لأنه مجرد قطع من حديد (الجينكو) الصدئ، بباب صغير جداً وسقف غير مرتفع، وهنالك فتحة في جانبه تؤكد للعابر بنسبة مليون بالمئة أن هذا المكان لكلب، تحيط به النفايات، وبالتأكيد لا يحميها من برد، أو يأمنها من خوف، لأنها لا تعرف معنى الخوف، ولا يوجد في هذا المكان المجاور لقطعة ارض فارغة مليئة بالنفايات سوى امرأة من الجيران تحنو عليها وتطعمها، وعناصر الشرطة المكلفون بحماية بناية حكومية يقومون على حمايتها بعيون تتطلع اليها ليلاً ونهاراً ويهرعون اذا ما شاهدوا احد يزعجها، حتى أنهم لا يسمحون لمن يود زيارتها الا أن تكون معه امرأة. وحدثتني الزميلة الصحافية اسماء عبيد عن زيارة سابقة لها مع زميلتها نادية جهاد عن رابطة الفنانين والإعلاميين العراقيين التي تم تشكيلها حديثاً، قائلة: تحدثنا كثيراً معها ومع الجيران وحرس شركة التأمين الواقعة مقابل كوخها الذي بناه لها أهل المنطقة بشكل عاجل وعشوائي، وقال جيرانها انهم يهتمون بها، وانها تغتسل في حمام بيت أم عدنان، وفي الكوخ يوجد سرير طفل على شكل صندوق بلاستيكي ولديها 3 رضاعات صناعية للأطفال وبطانية طفل محروقة جزئياً، كما يبدو انها تشعر بعاطفة الامومة المفقودة لديها بعد أن اخذ زوجها (ناهض المجيد) وهو (ابن عم الرئيس المباد) ابنها وابنتها (وهناك من يقول انهم ولد وبنتان)، بعد أن عذبها وطردها، وقال بائعو الخضر والفاكهة انها تأتي وتأخذ ما تشاء من عندهم مجاناً، وعلمنا من الجيران أنها تسببت بحرق الكوخ مرتين لأنها تشعل الشموع أو البخور فيه، وقد تعهد (ابو رامي النعيمي) مختار مجمع الصالحية السكني برعايتها وتوفير السكن لها في في نفس العمارة اذا ما وجدت شقة فارغة ، والتكفل بعلاجها الذي هو ليس مستحيلاً خاصة أنها تسترد وعيها احياناً وتتذكر بعض الاشياء التي مرت بها في السابق، حتى انها عرفت المطرب علي جودة عندما زارها وقالت له بالحرف الواحد (ها.. علاوي) فأجهش بالبكاء.
وتابعت الزميلة عبيد قولها: هناك محاولات لإدخالها الى مستشفى الرشاد الذي يحتضن مثل حالتها، لكن يشترط موافقة أهلها وهم غير موجودين في بغداد، اما ابنها الموجود في كربلاء، وكما سمعنا من الجيران انه يأخذها أياماً الا انها تعود الى هذا المكان، ويقال أن لديها ابنتين متزوجتين في البصرة لكنها ترفض البقاء عندهما، وتعود الى هذا المكان امام العمارة التي كانت فيها شقتها. هذه المرأة ، التي كانت تسمى فنانة في السابق، ولها مكانتها تحولت بفعل فاعل ظالم الى هذا الحال البائس، فزادها المجتمع ظلمًا، بل الحكومة حينما تركتها هائمة على وجهها في الشوارع الخلفية للمدن، فالدولة العراقية غائبة تماماً عن المشهد، دولة النفط ليس بمقدورها أن تعتني بامرأة وحيدة كانت في يوم ما فنانة تركت بصمة لها في تاريخ الاغنية العراقية، أن تحرص على معالجتها لا سيما أن حالتها قابلة للعلاج، او أن تدخلها في مستشفى وتمنحها عناية خاصة.