فضاءات

ستوكهولم: إحياء الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي

 

 

 

 

محمد الكحط –ستوكهولم

بحفلٍ مهيب وبهيج أحيت منظمتا الحزب الشيوعي العراقي في السويد والحزب الشيوعي الكردستاني/ العراق – في السويد، حفلاً خطابياً مركزياً بمناسبة الذكرى اليوبيلية الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وذلك يوم الأحد 30 آذار 2014، في العاصمة ستوكهولم، حيث زينت القاعة بالزهور وبصور شهداء ومؤسسي وقادة الحزب الأماجد وشعارات الذكرى اليوبيلية باللغتين العربية والكردية، التي تمجد شهداء الحزب وتدعو إلى الوحدة الوطنية وتوحيد نضالات شعبنا ضد الإرهاب ومن أجل نظام يحقق العدالة الاجتماعية وينهي سياسة المحاصة المقيتة.

بدأ الحفل بدخول مجموعة من الرفاق والأصدقاء بالأعلام الحمراء تتقدمهم الرفيقة " أم ثبات" سوسن خضر التي أنشدت أغنية "يا حزب الأبطال"، ووسط تصفيق الحضور والهلاهل، طافوا في القاعة، ليعلن بعدها وبكلماتٍ رقيقة عريفا الحفل (الرفيق جاسم الولائي والرفيقة روناك عثمان) بدء الاحتفال وبدعوة الجميع للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحزب وتخليداً لشهداء الحزب والحركة الوطنيّة العراقية.، ثم رحبا ترحيباً حاراً بالحضور جميعا وبسفير العراق في مملكة السويد الأستاذ بكر فتاح حسين وجميع طاقم السفارة العراقية في السويد، وممثل حكومة إقليم كردستان في شمال أوربا الأستاذ شورش وبممثلي الأحزاب والقوى السياسية الوطنية والكردستانية والإسلامية العراقية والمنظمات الديمقراطية والجماهيرية، وممثلي الأحزاب الشيوعية الشقيقة، وشكروهم على مشاركتهم رفاق الحزب وأصدقاءه في هذا الحفل على شرف الذكرى الثمانين لميلاد الحزب، بعدها تم عزف النشيدين الأممي والوطني العراقي، مع وقوف الجميع مرددين الكلمات الجميلة.

تناغمت الأصوات لتقديم فقرات البرنامج باللغتين العربية والكردية فكانت الكلمات تنساب مفعمة بالفرح والتفاؤل والأمل، فرفاق حزب فهد، يحتفلون بحزب الأمل، كما الشجر تتفتح البراعم والأكمام لتؤذن بزهور وأغصان جديدة، يحتفلون مع أمل متجدد، وبعزم وإصرار جديدين على تحقيق شعارهم العتيد ((وطن حر وشعب سعيد)).

وبعد كلماتٍ جميلة، جاءت كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد التي ألقاها الرفيق كفاح محمد لتستعرض نضالات الحزب ومواقفه الوطنية، ووجهت الكلمة التحية لكل المناضلين بهذه المناسبة العزيزة، وذكرت بالرواد الأوائل الذين حملوا راية الحزب ونشروا فكره في أرض بلادنا، أولئك المناضلين البواسل الذين كرّسوا حياتهم لقضيّة الشعب والوطن والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين، ومما جاء فيها، ((فمع بداياتِ قيامِ الدولةِ العراقيةِ الحديثةْ، إلتأمَ شملُ فتيةٍ أدركوا أن لا خلاصَ من عتمةِ التخلفِ، ولا نهايةَ للقهرِ الطبقيِ والقوميِ والدينيِ، ولا مستقبل َ لوطنٍ متنوعِ القومياتِ والأديانِ والطوائفْ، إلا بإطلاقِ المأثرةِ الكبرىْ، تأسيسُ حركةٍ لا تعرفُ المهادنةَ، تسترشدُ بالفكرِ العلمي التحرري، ...فكان الحزبُ الشيوعي العراقي، معبراً صادقاً عن الهويةِ الوطنيةِ الجامعةْ، ومناضلاً عنيداً من أجلِ تخليصِ بلادِنا من الهيمنةِ الأجنبيةِ وتحقيقِ التحررِ وضمانِ الاستقلالِ الناجزِ وإطلاقِ الحرياتِ الديمقراطيةِ والحقوقِ الأساسيةِ للشعبْ،....يحلُ علينا عيدُ الحزبِ هذا العام في أجواءٍ من القلقِ الشديدِ على مصيِر الوطنِ الحبيبْ، ...حيثُ يحتدمُ الصراعُ بين القوى المتنفذةِ في العمليةِ السياسيةِ، التي تعيشُ أزمةً حقيقيةً جراءَ تواصُلها على أساسِ من المحاصصةِ الطائفيةِ والأثنيةْ. وتنعكسُ هذه الأزمةُ في شيوعِ الفسادِ وفي الفشلِ على صعيدِ مكافحةِ الإرهابِ وتحقيقِ الأمنِ وتوفيرِ الحدِ الأدنى من الخدماتِ الأساسيةِ للناسْ، ومعالجةِ البطالةْ.... إن حزبنَا الشيوعي العراقي، الذي شاركَ في العمليةِ السياسيةِ، إثر سقوطِ الدكتاتوريةِ، إنسجاماً مع واجبهِ الوطني، يدعو اليومَ الى جبهةٍ واسعةٍ لمواجهةِ الإرهابِ والى مشاركةِ جميعِ القوى الوطنيةِ في العملِ لإخراجِ البلادِ من أزمتِها، وقيامِ إنتخاباتٍ ديمقراطية ٍ نزيهةٍ وشفافةٍ، .....ويرفضُ حزبنُا أي شكلٍ من أشكالِ فرضِ الإراداتِ بالعنفِ، وأي مسعىً لأحتكارِ السلطةِ وأقصاءِ الأخرِ وإنتهاكِ حقوقِ الإنسانِ السياسيةِ والمدنيةْ، أو إختزالِ الوطنِ بحزبٍ أو طائفةٍ أو قوميةْ.)).
كما ألقيت في هذا الحفل كلمات وبرقيات العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والديمقراطية العراقية والعربية والكردستانية ومن منظّمات دولية أخرى موجودة على الأرض السويدية حملت كلماتها وبرقياتها عبارات التهنئة والتحايا بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، شدت على أيدي رفاقه ذاكرة باعتزاز كبير دوره النضالي المهم والكبير على مدى التاريخ الكفاحي للشعب العراقي داعية إلى استمرار مواقفه الوطنيّة المشرّفة. فألقت السيدة إفراح دكمو محمد كلمة بأسم حزب اليسار السويدي، أشارت إلى العلاقة بين الحزبين وتهنئتها للشيوعيين العراقيين.
أما كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني- العراق- في السويد والتي ألقاها الرفيق خوشناو فقد أكدت على الدور النضالي الكبير الذي لعبه الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه عام سنة 1934 وحتى اليوم، ومما جاء فيها، ((يحتفل الشيوعيون الكردستانيون العراقيين ومعهم جمهرة واسعة من أصدقائهم وأنصارهم، ومناضلي الحركة الوطنية الديمقراطية، بذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي، في الحادي والثلاثين من آذار في كل عام، مجددين العهد أمام جماهير شعبهم بديمومة النضال، والتفاني من أجل قضية الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والمساواتية. 80 عاما من عمر الحزب مزهوة بالمجد الشيوعي مدافعا حقيقيا عن الديمقراطية. مقدما تضحيات جسيمة من خيرة قادته وكوادره وأعضائه قرباناً في سبيل الشعب والوطن. في العيد الثمانين نتذكر أولائك المناضلين الشجعان والمكافحين من أجل أن تبقى راية الشيوعية عالية والمدافعين عن مصالح كادحي العراق وكردستان. ان تاريخ نضال الشيوعيين الكردستانيين وحزبهم المجيد هو تاريخ مقاومتهم في سجون الديكتاتورية والاستبداد، تاريخ انتفاضات فلاحي دزه يي ووارماوا واضراب كاور باغي ولجان الدفاع عن ثورة تموز 1958 ومعارك وبطولات البيشمركة في بهدینان وسوران وكرميان، ومآثر الشيوعيين في انتفاضة آذار 1991، وهو تاريخ سيتواصل من أجل الدفاع عن شغيلة اليد والفكر في كردستان ومن أجل الوطن الحر والشعب السعيد. يمر العراق اليوم بمرحلة خطيرة من تأريخه فمن جانب تتكالب القوى الإرهابية المتطرفة وتحصد المزيد من أرواح الأبرياء بعملياتها الدموية الدنيئة ومن جانب أخر تلك السياسات الطائفية والفساد والمحسوبية والمعادية للتطلعات الديمقراطية للشعب والتي تمارسها الدوائر الحاكمة في بغداد والتي توْدي في النتيجة حتماً الى عودة الدكتاتورية أن لن تتوحد القوى الخيرة لقطع الطريق أمام القوى التي لا تريد الخير للعراق وشعبه.)).
وكان للغناء موعده ومع الفنان تحسين البصري والسيدة الفنانة سهى السليم التي قدمت مجموعة من الأغاني الوطنية التي تتغنى بنضالات الحزب.

ولم ينس الرفاق عطاء الرفاق الثر الذي لا يقدر بثمن فتم تكريم مجموعة من الرفاق والرفيقات وهم ((نورية المقدادي أم علاء، توما عبد الأحد أبو سلام، كامل كرم أبو علاء، جاسم هداد أبو ثبات، خوشناو، فائق فيلي أبو حيدر، زينب)).

بعدها كانت هنالك كلمة للأحزاب الشيوعية المتواجدة في الساحة السويدية ومنهم ((حزب تودة الإيراني، التشيلي، البوليفي، السويدي))، ألقتها الرفيقة بربارا، كانت مفعمة بروح التضامن مع حزبنا وشعبنا، كما قدم السيد عيسى فيلي كلمة هيئة الأحزاب والقوى السياسية العراقية في السويد ومما جاء فيها، ((تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي كأعرق حزب سياسي في تاريخ العراق الحديث متميزا بسجله النضالي والوطني رغم تقلب الأوضاع وتنوعها وتشابك الأمور طيلة هذه الفترة الطويلة من عمر العراق. ان هذا المسار الوطني في تاريخ الأحزاب والقوى النضالية والتقدمية العراقية يشكل إرثا مشرفا يزدان به العراق الذي مر بظروف صعبة وقاهرة طيلة هذه الفترة الطويلة من ميلاد الحزب الشيوعي العراقي الذي قدم الكثير من التضحيات في مختلف العهود التي مرت على العراق وخاصة في ظل الحكم البعثي الصدامي. ان العراق الجديد يتطلع بشغف إلى أحزابه وقواه السياسية الوطنية لكي تقوم بدورها المشرف في بنائه على أسس قويمة يحترم فيه كل شرائحه وتلاوينه المختلفة وبشتى هوياته الفرعية في ظل الهوية الوطنية العراقية الجامعة والموحدة...))، وأشارت كلمة لجنة التنسيق والتعاون للأحزاب الكردستانية (هاوكاري)، التي ألقاها السيد مولود عيد بن زاده، إلى مسيرة الحزب ودوره وحجم التضحيات التي قدمها، كما أشار إلى ارتباط نضال الكرد مع الشيوعيين من أجل نيل حقوقهم.

وكان للجنة تنسيق التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم كلمتهم في الحفل الخطابي والتي ألقاها الفنان نبيل تومي ومما جاء فيها، ((في ذكر الوطنية لا بد أن يكون أسم حزبكـم في المقدمة، وفي ذكر الشهداء والأوفياء والمخلصين للشعب والوطن فالحزب الشيوعي له السبق، إننـا كوطنيون عراقيون أمالنـا متعلقة بكـم، ونحن مؤمنين بحكـمتـكـم، مؤمنين بأنكـم تمتلكون ناصية الحلول المثلى لمجمل ألإشكالات التي يعاني منهـا العراق شعبـاً ووطنـاً، وبالتأكيد لكم المقدرة على تلبية حاجاتهُ وأمانيه والسهر على ثرواتهُ من خطر الانتهازيين والوصوليين واللصوص والقتلة المأجورين من بقايـا البعث الفاشي وغيرهم من ألمنظمات ألإرهابية. أن العراق يـتعرض أيتها الأخوات أيها الأخوة لمخاطر حرب أهلية تديرها القوى الكبرى المهيمنةً على العمليةً السياسيةً بمختلف أطرافها لتكريس هيمنتها وسطوتها بعيدا عن التفكير بمستقبل العراق أرضا وشعبا ان الصراع والفرقة بين الأطراف المتنفذة لا يجني غير المزيد من الكوارث وازدياد البؤس والفاقة وشيوع مظاهر القتل اليومي.
أيتها الأخوات أيها الأخوة
في ظل هكذا أوضاع شاذة تعيشها العمليةً السياسية ينهض التيار الديمقراطي العراقي محاولاً العمل على تغير المعادلة من أجل إنقاذ مـا يمكن أنقاذة، أن الوضع الكارثي ألذي أوصلتنا إلية سياسة المحاصصة الطائفية والمذهبية التي جاءت بقدوم الاحتلال وبكثير من تداعيات التدخلات الإقليمية في الشـأن العراقي وعدم امتلاك القوى والكتل السياسية المتنفذةً لبرامج وطنية حقيقية كان ولا يزال لها تأثيرات هائلة على المسيرة السياسية ً والتي تهددها بالانهيار.
لذلك فنحن نرى ان لا مخرج من ازمةً الحكم الحالية إلا بالديمقراطية الحقيقية بعيدا عنً كل مظاهر الفساد و المحاصصة والطائفية، نـعم أيهـا الديمقراطيون لا حل لـنا سوى بالديمقراطية ولهذا نحن هـنـا اليوم وكنـا بالأمس وسنعمل غداً من أجل تكريس وترسيخ ونشر النهـج الديمقراطي كفكر وممارسة حياتية يومية من أجل الوصول إلى الفهم والأيمان بكيفية ممارسة هذه الفكرة الرائدة والتي هي لوحدها وبنهجها نستطيع نحن العراقيون الاستمرار كوحدة واحدة بجميع مكوناته، وهذا شرف لـنـا.
وأنتم أيهـا الشيوعيون العراقيون كنتم ولا زلتم السباقين في طرح الفكر الديمقراطي وغرسه في الأذهان، فبناءه يتطلب مواصفات حضارية تراعى فيها بالدرجة الأولى المفاهيم الإنسانية الخلاقة وأن يكون للمواطنة فيها، الميزة الأولى التي عليـها يقام ويصاغ الدستور والقوانين لكي نبني دولة مؤسسات يحكمها القانون والنظام والدستور وتراعي فيها حقوق المواطن وواجباته ..))

وختامها كان مع الغناء مجددا والفنانة سهى السليم التي أجادت بأدائها وسط فرح الجميع.

كما وصل الحفل عدد كبير من رسائل التحية التي تشيد بنضالات الحزب وتمجد شهداءه الأبرار.
ومن هذه البرقيات:
1 ـ اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني
2 ـ مكتب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي
3 ـ حزب بيت نهرين الديمقراطي
4 ـ الإتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
5- رابطة الأنصار الشيوعيين
6- البرلمان الكردي الفيلي
7 ـ حركة تجمع السريان/ مكتب السويد
8- حزب تودة الإيراني
9 ـ الكنزابرا سلام غياض من الصابئة المندائيين في السويد
10 ـ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
11- حزب الباسك
12 ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني / إيران
13 ـ منظمة الإتحاد الوطني الكردستاني في السويد
15 ـ منظمة جاك في السويد ( كوردو سايد ووج)
16 ـ رابطة المرأة العراقية في السويد
17- فرقة مسرح الصداقة
18 ـ جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم
19 ـ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي
20 ـ حركة العمال النقابية الديمقراطية في السويد
21 ـ الجمعية المندائية في ستوكهولم
22- الفنان جعفر حسن
23- الدكتور رياض البلداوي
24- الدكتور جمشيد الحيدري

كما سيقام الحفل الفني الساهر مساء السبت الخامس من نيسان على شرف الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي في ستوكهولم.